شعار قسم مدونات

في رمضان القادم.. أفيخاي أدرعي عقيد باب الحارة!

blogs مخرج 7

ككل رمضان تستعد جلّ القنوات التلفزية العربية لاستقبال هذا الشهر الفضيل ببرمجة مضبوطة تسعى من خلالها إلى تحقيق أعلى نسب المشاهدة في إطار تنافسي شرس. ولا تتوانى هذه القنوات عن رصد مقدرّات مالية ضخمة لإعداد المنوعات ومسابقات الألعاب وصولا إلى المسلسلات التي يتزايد القبول عليها في شهر رمضان. لكن رمضان هذه السنة كان مختلفا على مستويين إثنين: أوّلا جائحة الكورونا التي عكّرت على الكثير صفو الاحتفال بهذا الشهر، وثانيا عرض بعض القنوات الخليجية مسلسلات تنادي إلى التطبيع بشكل سافر مما أثار حفيظة الكثير من الشعوب العربية. وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على الخلفية الحقيقية التي تقف وراء عرض هذه الأعمال الدرامية واختيار شهر رمضان لها. فهل الأمر صدفة؟

بالأساس مسلسلان خليجيان يعرضان منذ بداية شهر رمضان المبارك أثارا ردود أفعال وجدلا واسعا في الوسط الدرامي العربي في ظل اتهامات لهذين المسلسلين بالترويج للتطبيع مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين والتنكّر للقضية الأم ونعني القضية الفلسطينية فيم ذهب البعض إلى حدّ اتّهامهما بمحاولة وأد ما تبقّى منها. وهذان المسلسلان هما "مخرج 7″ و"أم هارون" وتبثهما قناة أم بي سي السعودية التي تتخذ من دبي مقرا لها، ويتوليان مهمة الترويج للتطبيع عبر التطرق إلى قضايا شائكة، وفق كل من شاهد هذين العملين. أوّلا مسلسل "مخرج 7″ من بطولة الفنان الكوميدي السعودي المعروف ناصر القصبي الذي بلغت شهرته ذروتها في السلسلة الكوميدية طاش ما طاش. و"مخرج 7" يقوم على حلقات منفصلة تناقش كل منها موضوعا مختلفا. وتطرقت الحلقة الثالثة من المسلسل إلى العلاقات مع إسرائيل، عبر ردود أفعال داخل أسرة سعودية اكتشفت أن أحد أطفالها ويدعى زياد يلعب عبر الإنترنت مع طفل إسرائيلي اسمه عزرا. وعندما علم الأب ناصر القصبي بذلك بدا غاضبا، وهو يصيح: اقطع علاقاتك مع عزرا فورا. لكن ترد زوجته: أنت تبالغ، دع الأطفال يلعبون.

إنّ موجة الأعمال التي احتلت صدارة المشهد الدرامي لرمضان هذه السنة لا يمكن أن تكون صدفة وهي تدعوا صراحة إلى التطبيع، وربّما في رمضان القادم قد نجد أفيخاي أدرعي في دور العقيد أبو شهاب في مسلسل باب الحارة

أما المشهد الذي رأى فيه المشاهدون العرب أنه الأكثر دلالة على دعم التطبيع، فهو الذي جاء في حوار بين القصبي والفنان السعودي راشد الشمراني، الذي قال مخاطبا الأول: إسرائيل بشر مثلك إسرائيل موجودة سواء أعجبكم ذلك أم لم يعجبكم. وأضاف الشمراني: ما ضيع العرب طوال هذه السنين إلا القضية الفلسطينية، والنتيجة كلام وجعجعة بلا نتيجة. وأكمل كلامه قائلا: لو تظنون أنكم إن منعتم زياد من اللعب مع صاحبه الإسرائيلي أن تزول إسرائيل عن الوجود، فأنتم مخطئون. واعتبر الشمراني أن من يقول إن إسرائيل ستزول واهم، وأن العرب يقولون هذا الكلام منذ سنوات طوال، في حين أن دولهم هي التي بدأت واحدة تلو الأخرى تنتهي، وإن إسرائيل بقيت دون أن يمسها سوء.‎ وفي مشاهد لاحقة من الحلقة، زعم الشمراني أن الفلسطينيين يتحينون الفرص للهجوم على السعودية، رغم الدعم المالي الذي تقدمه لهم، داعيا إلى تعزيز التعاون التجاري بين المملكة وإسرائيل. وتابع: العدو هو من لا يقدّر وقوفك معه ويسبّك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين. وتعرضت تلك المشاهد، والمسلسل عامة، لهجوم شديد من جانب العديد من الكتاب والنشطاء والمتابعين.

أما مسلسل أم هارون فتدور أحداثه حول سيدة يهودية تعاني مصاعب ومشاكل كثيرة في دولة خليجية، وهو إنتاج مشترك بين شركتين إماراتية وكويتية، ويحمل رسائل مبطنة عن اليهود ومعاناتهم، بحسب تغريدات العديد ممن شاهدوا العمل. من جانبه قال محمد الثنيان الباحث في التاريخ في قراءته لإصرار شبكة قنوات أم بي سي على قضية التطبيع مع إسرائيل: إن سياسة الـقناة هي تكرار موضوع التطبيع حتى يصبح واقعا وفي مسلسل أم هارون يتم بث رسائل سياسية ومغالطات تاريخية، كالانتداب البريطاني على إسرائيل وليس على فلسطين، وتسويقهم للتعايش مع اليهود. واستطرد: بعد رسائل أم هارون يتم التسويق للتطبيع في مخرج 7، وهي حملة ممنهجة للتطبيع، بعد الطعن في قيّم المجتمعات المحافظة. وأردف: قناة أم بي سي تستخدم سياسة شل الذاكرة التاريخية في مسلسل أم هارون، واعتمدت مع هذه السياسة الغرس الثقافي التعايش مع اليهود، وأن اليهود مظلومين، وتناسوا الظلم على أهل فلسطين. وشدد على أن ما قامت به أم بي سي، بعيدا عن الحقائق التاريخية، هو التأثير على الجمهور وتهيئتهم للتعايش مع اليهود.

في الختام، إنّ موجة الأعمال التي احتلت صدارة المشهد الدرامي لرمضان هذه السنة لا يمكن أن تكون صدفة وهي تدعوا صراحة إلى التطبيع، وربّما في رمضان القادم قد نجد أفيخاي أدرعي في دور العقيد أبو شهاب في مسلسل باب الحارة مدافعا عن العرب والمسلمين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.