شعار قسم مدونات

ما هي الشراكة الهجومية الأفضل في تاريخ الدوري الإسباني؟

blogs برشلونة2

صرح يوهان كرويف في صيف 2014: "لا أستطيع أن اشاهد برشلونة يلعب بميسي، نيمار وسواريز في نفس الخط الهجومي. هذه الصفقة تظهر تفضيل العبقرية الفردية على حساب فريق يلعب كرة قدم رائعة"، كان هذا تصريح كرويف عندما أعلن برشلونة حسم صفقة لويس سواريز.

 

ربما يكون هذا التصريح مدفوع جزئيا بسبب العداء الشخصي بينه وبين الرئيس روسيل. لكن وجهة نظره هذه كانت مشتركة مع عدد كبير من عشاق برشلونة، الذين اعتقدوا بأن MSN قد يعرض نجاحات الفريق للخطر ويرمي فلسفة الكرة الشاملة لركن النسيان. لكن في نهاية الموسم كان الجميع سعيد، ثلاثي MSN سجل 122 هدفًا وقدم 66 تمريرة حاسمة، وتوج برشلونة بالثلاثية. وشخصية الوافد الجديد سواريز هي من جعلت علاقة هذا الثلاثي أقوى وأصبح المتابع يعتبرهم لاعب واحد.

 

قال نيمار عام 2015: "الصداقة والتواضع هما سر نجاح الـMSN سواريز جعل صداقتنا أفضل. أعتقد أن صورة الكرة الذهبية 2015 يجب أن تكون أنا وميسي وسواريز"، هذه الصداقة ما تزال متواصلة لحد هذه اللحظة، لكن أرقامهم المرعبة وأدائهم الثابت الذي شاهدناه في موسمهم الأول كان غائب في موسمهم الثاني، لقد كان رحيل تشافي لقارة أسيا وتقدم إنييستا في العمر من المشاكل الرئيسية في تراجع أرقامهم. لكن مشوراهم يعتبر ناجح بعدما توجوا بتسعة ألقاب على مدى ثلاث سنوات، قبل أن تؤدي حكة نيمار للنجومية إلى خروجه نحو باريس سان جيرمان في صيف 2017.

 

هذه الصداقة داخل وخارج الملعب بين MSN تتناقض مع منافسه المباشر "BBC" خلال مواسمهم الستة معًا في برنابيو، لم نرى رونالدو يمزح مع بيل، أو بنزيما يشارك مشروبه مع أي منهما، قال رونالدو عام 2016: "لست بحاجة للذهاب لتناول العشاء مع بنزيمة أو دعوة بيل إلى بيتي. القبلات الصغيرة أو العناق الصغير خارج الملعب لا قيمة لهم. الشيء المهم هو الفوز داخل الملعب"، بنزيما كان سعيد في استخدام تحركاته لخلق مساحات في وسط هيكل الخصم الدفاعي يستغلها زملائه. لكن شركاءه في نفس الخط لم يكن لهم نفس تفكيره، بيل لم يكن أبدا سعيد لتواجد رونالدو وبقائه في ظله، بينما غضب كريستيانو رونالدو واحتجاجه على أنانية بيل أصبح عنصرا أساسيا من الصفحات الأولى لوسائل الإعلام الإسبانية، ومشكلة لجميع مدربي مدريد خلال فترة وجودهم معا.

  undefined

 

التنافس السلبي بين بيل ورونالدو كان له أثر سيء على المرحلة الدفاعية، تقاعس كبير في المرحلة الدفاعية ترك أنشيلوتي مجبر على تكليف الثنائي كروس ومودريتش بمهام دفاعية أكثر ومجهود بدني أكبر، والتخلي على خاميس رودريغيز لأن المردود الدفاعي لأطراف BBC كان ضعيف، وبالتالي كارلو كان يحتاج وسط ميدان بمقومات دفاعية أكثر من لاعب وسط ميدان هجومي، اعترف إيسكو بهذا في عام 2014: "في بعض الأحيان ينقسم الفريق. عندما ندافع يجب علينا جميعا العمل معا، الآن يوجد بعض اللاعبين يعملون أكثر من زملائهم، لكن لا بأس لدينا ثلاثة وحوش مقدما يسجلون في كل مباراة تقريبا".

 

هذا الانقسام جعل ريال مدريد يخسر سيطرته المحلية، حيث كان لهم لقب دوري وحيد فقط. ومع ذلك توجوا ببطولة دوري أبطال أوروبا أربع مرات، وأظهروا بأن في المباريات الكبرى تحتاج للعبقرية الفردية لتصلح كل الأخطاء التكتيكية، قد يكون التنافس بين MSN وBBC هو الأبرز في الذاكرة، لكن الدوري الإسباني عرف العديد من الخطوط الأمامية على مدى العشرين عامًا الماضية.

 

يجب ألا ننسى شراكة دييغو كوستا ودافيد فيا في أتلتيكو مدريد، صحيح هم لم يتمكنوا من مطابقة العدد الهائل من الأهداف التي سجلها نظرائهم في برشلونة أو مدريد، لكن يجب أن نربط هذا بأسلوب سيميوني الدفاعي، وتضحياتهما البدنية على أرضية الميدان، بدلاً من جعل جميع زملائهم يقومون بمضاعفة مجهوداتهم البدنية للتغطية عليهم، دافيد فيا ودييغو كوستا كملوا بعضهم البعض، تخلى كل واحد منهم على الأنانية، واقتنعا بضرورة التعاون ووضع مصلحة الفريق كأولوية، وهذا سر تتويج أتلتيكو مدريد بالدوري موسم 2013-2014.

 

قال فيا في 2014: "علاقتي مع دييجو جيدة جدا، سواء داخل أو خارج الملعب. نحاول أن نفعل ما هو الأفضل للفريق، والذي يتفق كلانا على أنه أهم جانب في لعبنا. نحن نفهم بعضنا البعض جيدا، مما ساعد الفريق على تسجيل الأهداف والفوز بالمباريات. إنه جهد جماعي في أتلتيكو". كان الانسجام والجهد المشترك عاملا أساسيا في نجاح أي شراكة هجومية لعبت في الدوري الإسباني، وغياب هذه العناصر يعني الفشل. فمثلا فيا كانت تجمعه عدة مشاكل مع ميسي داخل وخارج الملعب وهذا أدى إلى فشله وطرده من الكامب نو.

  undefined

 

بذكر ليونيل ميسي، سبق له اللعب مع هنري وإيتو في نفس الخط الهجومي، رغم أن بيب جوارديولا كانت لديه شكوك في قدرة هذا الثلاثي على النجاح. ولكن تم العثور على طريقة لجعلهم جميعًا يعملون معا: هنري يبدأ بشكل عام من اليسار، إيتو يعمل بجد في المقدمة، ميسي يأتي من اليمين، خلال هذا الموسم فاز برشلونة بثلاثية، وأصبح ميسي، هنري وإيتو أول ثلاثي يسجل 100 هدف في موسم واحد، صحيح أن الـBBC هو أفضل ثلاثي هجومي في تاريخ ريال مدريد، لكن لم يقتربوا أبدا من رقم MSN في موسم 2014-2015. لكن الميرينغي يملك ثلاثي هجومي أخر قريب من رقم MSN.

 

رونالدو، بنزيما وهيغواين سجلوا 118 هدفا في موسم 2011-2012. كان هذا أكثر إثارة للإعجاب حيث نادرا ما استخدم مدرب ريال مدريد خوسيه مورينيو الثلاثة معا على أرض الملعب. لم يكن هناك مكانا يجمع الثنائي بنزيما وهيغواين معا، وحارب كلهما من أجل مكانة أساسية وهذا ساعد الريال على تحقيق لقب الدوري، بالعودة إلى الوراء، هناك أمور أخرى يجب وضعها في الاعتبار. فازت مدريد بلقب الدوري الإسباني 2002-2003، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى مجهودات الثنائي رونالدو الظاهرة وراؤول جونزاليس الذين سجلوا 39 هدفا في ذلك الموسم.

  

هناك شراكات هجومية مظلومة إعلاميا أيضا. إيتو، رونالدينهو وجيولي كانت ممتازة لبرشلونة موسم 2005-2006. ثنائية أجويرو وفورلان لم تكن منطقية على الورق لكن على أرض الملعب كانوا رائعين. قام دييغو تريستان وروي ماكاي بأشياء استثنائية معًا في ديبورتيفو لاكورونا في أوائل القرن الحادي والعشرين، ثلاثية خيتافي المكونة من لاعبين في نهاية مسيرتهم مثل خورخي مولينا وخايمي ماتا وأنجيل رودريغيز عملت عجائب على مدار الموسمين الماضيين.

 

في النهاية، يتعلق الأمر بالذوق الشخصي مثل أي شيء آخر، وقد يجد القراء الرياضيون أنفسهم متأثرين بولاءات النادي أو الذكريات الشخصية عند اختيارهم. لكن لا بأس حتى كرويف بدا متأثرًا بمشاعره عند إبداء آرائه حول هذا الموضوع، هناك عدد كبير من المواقع قامت بعمل استطلاعات رأي لأفضل شراكة هجومية، وفي معظمها تكون النتائج في صالح الـMSN، تبدوا النتائج عادلة ولكن من غير المرجح أن توقف كل الجدل. فمثلا أنا تصويتي لثنائية فيا وكوستا، وأعتقد أن ما حققوه في موسم واحد مع أتلتيكو مدريد شيء لا يصدق.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.