شعار قسم مدونات

المربع 14.. مفتاح الفوز بالمباريات

blogs كرة القدم

تحليل أداء الفرق من خلال الإحصائيات المرتبطة بأداء الفريق على أرضية الميدان، عملية أحرزت تقدم منهجي مع مرور الوقت، يتم استخدام بيانات وإحصائيات متقدمة مثل الاستحواذ على الكرة، الوقت الذي يستغرقه اللاعب قبل لعب التمريرة، دقة هذه التمريرات، ونسبة نجاح هذه التمريرات في مناطق مختلفة من الملعب، وعلاقة هذا الاستحواذ بالمرحلة الهجومية والدفاعية وما إلى ذلك بشكل مكرر، لوضع خطط تكتيكية أو حتى تطوير نقاط ضعف اللاعب من خلال التدريبات.

 

عندما نتكلم عن الإحصائيات، فأول من يتبادر إلى ذهنك هي الفرق الإنجليزية، إنهم معجبين بالبيانات الإحصائية وتحليلها، في ليفربول، وبشكل أكثر دقة في جامعة جون مورس، وجدوا منطقة في ملعب تعتبر الأكثر ملائمة لخلق هجمات خطيرة على دفاع الخصم، أطلقوا عليها اسم المنطقة 14 (ZONE14) أو المنطقة الذهبية.

 

موقع المنطقة 14

المنطقة 14 هي مساحة تقع في الثلث الأخير من الملعب. إذا قسمنا الملعب إلى 18 مربعا، فلدينا شبكة تحدد 18 مربع، وتقع المنطقة 14 أمام صندوق الخصم. في هذا المربع فرص خلق هجمات خطيرة ستكون كبيرة للاعبين الموهوبون تقنيًا.

 

أهمية المنطقة 14

اهتم العديد من الباحثين في كرة القدم بالمنطقة 14 وقام كل منهم بطريقته الخاصة بتعريفها وفقًا لمعاييرهم.

 

1- بالنسبة لجرانت 1998 كانت منطقة التميز للاعب خط الوسط الهجومي. تشافي، إنييستا، جيرارد وزيدان معظم هجماتهم الفعالة كانت بفضل تمركزهم في هذه المنطقة.

2- بالنسبة لهورن 2002 هي المنطقة التي تختم فيها الفرق التي تقوم بعدد كبير من التمريرات هجمتهم.

3- في عام 2000، طوَّر توم رايلي في معهد أبحاث الرياضة وعلوم التمارين، نظرية المنطقة 14 ونصح المهاجمين بالتخلي على التمركز في الصندوق والذهاب للمنطقة 14. لأن هذا سيسحب قلوب دفاع الخصم ويخلق مساحة في عمق دفاعه يستغلها زملائه.

 

  undefined  

عدد كبير من المدربين، اتبعوا نصائحهم، وبدأوا في وضع تمارين تساعد لاعبيهم على استغلال هذه المنطقة، مثلا، المنتخب المصري خلال كأس إفريقيا 2006، 81.3 ٪ من تمريراتهم الحاسمة كانت من المنطقة 14. الشيء الذي يدل أن الكرة بدأت تتغير وأصبحت الفرق تفضل العمق في هجماتها المباشرة بدلا من الأطراف. صحيح في المنطقة 14 ستجد ازدحام عكس الأطراف، لكن فرصة تسجيل الهدف من المنطقة الذهبية أكبر بكثير.

 

استخدام المنطقة 14؟

حسب الإحصائيات، الخصم الذي يستهدف المنطقة 14 يسجل أكثر بأربع مرات من الخصم الذي يستهدف الأطراف. وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع إذا كان عندك لاعبين ممتازين تقنيا، يمكنهم استخدام هذا للعب في المساحات الضيقة، لأن مراوغة واحدة في المنطقة 14 ستضعك في صندوق الخصم تواجه حارس مرماه. وترتفع أكثر وأكثر إذا كان عندك مهاجم ذكي يتحرك عموديا بذكاء بالكرة وبدونها.

 

الفرق التي تلعب بضغط عالي، 80٪ من الكرات التي تسترجع في المنطقة 14 ينتج عنها هدف. لهذا السبب ليفربول وحتى المنتخب الجزائري في "الكان" كان يفضل دائما إسترجاع الكرة في العمق وإجبار الخصم على الخروج بالكرة من العمق وبعدها يتم نصب أفخاخ الضغط في العمق أيضا.

 

برشلونة مع بيب جوارديولا، لم يكن يستهدف المنطقة 14. إستراتيجيته كانت نقل الكرة من اليمين إلى اليسار وتحريكها للطرفين ويتحرك معه الخصم حتى تظهر فجوة، هذه الفجوة كان بيب يستغل جودة تمريرات تشافي وإنييستا لضربها. لكن الأولوية كانت للمنطقة 14، لأن ميسي موجود وبمراوغة واحدة سيجد نفسه في صندوق الخصم وكل ما عليه بعدها هو ركل الكرة داخل المرمى.

 

الاستنتاج

تزداد أهمية المنطقة 14 في كرة القدم الحديثة. يمكن أن يكون اكتشاف متى وكيف يجب أن يكون اللاعبون هناك أمرًا أساسيًا عند وضع خطة المباراة، سواء الهجومية أو الدفاعية، من الناحية الهجومية، يجب أن يكون لديك لاعب ممتاز تقنيا للتحكم بالكرة في هذه المنطقة. لأن حسب الإحصائيات اللاعب لديه 2.7 ثانية بالكرة في هذا المربع. لذلك يجب أن يكون اللاعب سريع في اتخاذ القرارات الصحيحة وإتقانها سواء كان ذلك من خلال التمرير أو المراوغة لأن كلاهما سيكون له تأثير على نسبة تسجيل الهدف.

 

دفاعيا، يجب أن يكون هناك تفاهم وتنسيق كبير بين قلوب الدفاع ولاعب الارتكاز، لمعرفة من سيراقب اللاعب الذي يتمركز في هذه المنطقة، ومتى يراقبه وإلى متى يراقبه. مع الحرص على عدم ارتكاب خطأ يؤذي لمخالفة أو منحه خيار تمرير نحو الصندوق، يجب أن تكون المنطقة 14 جزءًا أساسيًا من التدريب التكتيكي لأي فريق لديه طموح لكسب أشياء كبيرة، وإهمال أو التقليل من أهمية هذه المنطقة سينتج عنها عجز هجومي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.