شعار قسم مدونات

كيف نتوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين؟

blogs - امرأة جالسة في بيناية

"المقارنة موقف غبي للغاية لأن كل شخص فريد وغير قابل للمقارنة ما أن يستقر هذا الفهم عندك حتى تختفي الغيرة فالكل فريد ولا يقارن فأنت نفسك وحسب ولا أحد قبل مثلك ولن يكون هنالك أحد مثلك ولست بحاجة لأن تكون مثل أي أحد اخر "

– ‏أوشو

    

المقارنة افكار تهطل على عقل الإنسان دون مسوغات وتتخلله تخللاً وسواسياً، وهي جزء لا يتجزأ من الشخصية الضعيفة والمهزوزة، الفكرة الخاطئة عن النفس هي التي تولد فكرة المقارنة، عندما لا تستطيع فعل شيء يستطيع غيرك الحصول عليه بكل سهولة أو عندما تكون لديه اشياء أنت تريدها أو تتمنى انك من يمتلكها، أو تغار منه لأنه مميز عنك وله حياته الخاصة به، فتتأثر به وتهتم لأمره حتى وإن كنت لا تحبه، سيدق باب عقلك فكرة المقارنة فإذا فتحته ستنهمر عليك أفكار كثيرة ومتفاوتة في المفهوم ومشبعة بالتساؤلات أن الإنسان الذي تقارن نفسك لديه أحد أو معظم المميزات المذكورة آنفاً التي لا تمتلكها أنت فتقوم بمراقبة حياته ومنجزاته وتقارنها بحياتك التي تعيشها، وتصاب بالخيبة والبؤس والهزيمة، وممكن أن تصبح في بعض الأحيان عديم شعور وتُقدم على تقليد هذا الشخص حتى ترضي نفسك اللوامة عليك وتبتعد عن التركيز في حياتك وتقوم بجلد ذاتك وتجاهلها ولا تهتم بنفسك الحقيقية الغير مصطنعة.

   

" أنت لا تعلم ما يمر به الشخص الذي تقارن نفسك به او ماذا واجه في حياته أنت ترى الظاهر فقط، المظاهر خادعة جداً، أضافة الى ذلك أن المقارنات ليس لها نهاية"

    

عدم الإيمان بالله كفاية هو السبب الرئيسي لفكرة المقارنة، أما الأسباب الثانوية الثقة بالنفس، الخوف، التجارب الفاشلة، الاكتئاب، وعدم الرضا، والفراغ الحياتي، فإذا لم نتدارك هذه الأسباب ونسيطر عليها ونتحكم بها بسرعة ستدلي بنا فكرة المقارنة في المستقبل إلى أخطاء فادحة. المقارنة إذاً نقطة ضعف يمكن أن تجعلك تبقى في مكانك لا تتحرك ولا تنتج ولا تتطور في أي شيء أو تتراجع الى الوراء يوماً بعد يوم.

  

العلاج الحقيقي يبدأ من نفسك أنت، أنظر إلى نفسك ماذا تفعل أنت تتجاهل نفسك وتفكر بأشياء تضرها أنت خائف من نفسك من أفكارك من نظرتك للحياة أنت تفتقد روحك المميزة التي تميزك عن غيرك من البشر، فكر أن تجلس جلسة تأملية مع النفس لتستذكر مدى تضييع وقتك بالمقارنات بدلاً من استغلاله لصالحك أنت. حياتك ملكك، لا تشبه حياة أحد أخر حاول أن تقتنع بمحيطك التي تعيش به، بالأشياء التي تمتلكها أنت، بالأفكار الحقيقة التي تؤمن بها أنت، حاول تطوير نفسك، ركز على حياتك، اوصل نفسك الى حد لطيف من السلام الداخلي الذي سيشعرك بالراحة والأمان، عندها ستصد أي فكرة تشغلك بالمقارنة وعندما سيدق باب عقلك مرة أخرى لن تفتحه لأنك ستكون مكتفي ومشغول بنفسك وليس لديك وقت لتدخله في حياتك.

   

إذا أردت أن تقارن نفسك فقارنها بنفسك أنت، اطرح على نفسك هذه الأسئلة:

هل الله راضي عني؟

هل أقمت صلواتي الخمس؟

كم من الأعمال أنجزت في هذا اليوم؟

ماذا أحتاج؟

ماذا أريد؟

أين طريقي الصحيح؟

ما كمية الوقت التي اريد استغلالها؟

ماهي أحلامي ورغباتي؟

ماذا أحب؟

هذه الأسئلة هي عصف ذهني لعقلك ستخرجك من فكرة المقارنة إلى فكرة الاهتمام الغني بالذات.

   

إذا أردت أن تكون إنساناً ناجحاً فكن أكبر من فكرة المقارنة تفطن قدر نفسك جيداً لأنك لن تنجح إلا اذا قدرت نفسك تقديراً صحيحاً لا تجعل من فكرتك العقلية عدو لدود لك لا تستطيع قمعها أو الانتصار عليها، بل دعها تكون صديقة لك رحب بها وبأفكارها وحاورها بهدوء عبر تغذيتها بالشحنات الإيجابية والأجوبة البناءة والواثقة ستصاب فكرة المقارنة بحالة جمود ولن تتحرك في عقلك مرة أخرى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.