شعار قسم مدونات

كورونا.. نظرة أفضل

blogs فيروس كورونا

جلست معه برهة من زمن ما رأيت إلا السواد والدمار والتشاؤم والخراب ونهاية العالم لا محالة، هذا ما خرجت به وأنا جالس معه، كلماته لا تحمل الا هذه المعاني. انهيت برهتي معه مدركاً خطورة الرسائل السلبية الكفيلة بإنهاء حياة إنسان. وحده التفكير الإيجابي يجعلنا في حالة اتزان، نضع الأمور في نصابها، ترى الأشياء كما هي، دونما مبالغة لا صورة وردية، ولا هي أوهام وهواجس.

 

يا سادة التفكير الإيجابي يجعل نظرتنا للأمور أكثر إشراقاً وتفاؤُلاً، من خلالها يكون الارتقاء بأفكارنا، أحلامنا في السماء، كلانا ينظر إلى كورونا ولكن ما بين ناظر إلى أن الغد أفضل والمقادير لا تحمل إلا الخير وبين من لا يرى إلا الشر والعياذ بالله. مما رأيت من تجارب متتابعة متتالية أنهكت جسدي وأثرت فكرتي: المقادير يا سادة تسير علينا قبلنا أو رفضنا، وما بين رابح وخاسر نكون، فأي الفريقين يا حبيب تكون؟!

 

كل ما هو مطلوب الأخذ بالأسباب والاهتمام بالإجراءات الوقائية مع ممارسة الحياة بشكل طبيعي مع أخذ الحيطة والحذر، وسلم أمورك لمن بيده الأمر صدقني سترتاح كثيراً

ينظر البعض للأحداث نظرة سلبية فيكون التوترات والضغوطات التي تجسم على قلب وعقل وحركة الواحد فتشل عقله وتوقف قلبه. يقولون: "من يوم أن ولدنا حتى سن 18 سنة أخذنا حوالي 148 ألف رسالة سلبية"، "إن الرسائل الإيجابية التي حصلنا عليها في حالة الشخص المحظوظ 600 رسالة". ولهذا ما أحوجنا إلى أن نرسل لأنفسنا ولمن حولنا طاقة إيجابية ورسائل تفاؤلية، نخلص بها من إرهاق نفسي وتعب وشعور بالسلبيّة والتشاؤم والسوداوية رأيناها ونراها.

 

النظرة الإيجابية يا أهل الخير تجعل أجسامنا أكثر مقاومة للأمراض وأكثر سعادة في حياتنا، قاعدة قرآنية رائعة ماتعة: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ"، فلسفة إيمانية للتعامل مع المصاعب والمشاكل اليومية، نتجاوز بها لحظات الألم والحزن وتتحقق بها النظرة الإيجابية المأمولة.

 

التعامل مع الواقع برضا مع محاولة التغيير يجعل الواحد منا أكثر سعادة، فالتذمر والتململ وعدم الرضى بما قسم الله له من رزق يجعلنا أكثر تعاسة.. وهاك النبيّ صلى الله عليه وسلم أكثرنا تفاؤلاً ورضاً: "ارض بما قسم الله لك تكون أغنى الناس"، وكان يقول: "رضيت بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً" فمن قالها كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة!

 

سعادتنا رهن أفكارنا، فليكن تفكيرنا إيجابياً، لنتمتع بعيش رغيد، وحياة هانئة، سلام يغمرنا، وثقة بقدراتنا على التصدي لكل ما يواجهنا من عقبات ومصاعب. كل ما هو مطلوب الأخذ بالأسباب والاهتمام بالإجراءات الوقائية مع ممارسة الحياة بشكل طبيعي مع أخذ الحيطة والحذر، وسلم أمورك لمن بيده الأمر صدقني سترتاح كثيراً. وقبل وداعك يا حبيب أذكرك بأن التفكير الإيجابي، طريقكِ إلى حياة أسعد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.