شعار قسم مدونات

كيف ننهض من تحت الرماد لنصنع الأمل

blogs - man

"الشمس لا تشرق فى اليوم مرتين.. والحياة لا تعطى مرتين.. فلتتشبث بقوة ببقايا حياتك ولتنقذها"

تشيخوف

 

لذلك علينا البحث جيداً بين سطور الفرح والحزن التي نعانقها كل يوم في حياتنا عن سويعات الفرح التي تجعلنا نتشبث بالحياة التي لا نملك منها سوى فرصة واحدة للعيش بسعادة وننفض عن أرواحنا غبار الحزن المتراكم والجاثم فوق صدورنا، عندما تشعر بأن الطريق أمامك مسدود في جميع الإتجاهات فلنبحث عن منفذ يجعلنا نتنفس الحب والحياة معاً لكي نكمل هذه الحياة ونحن سعداء بما قدمته لنا هذه الحياة من صحة وحب ولننسى كل الصفعات التي صفعتنا وجعلتنا جثث هامدة.

  

قهر الرجال هو تلك الصفعة التي لا نملك ردها عندما تأتي إلينا فالوجع يكون مؤلم حقاً منها ومن تبعاتها التي تخدش مشاعرنا بأقسى ردود الأفعال التي لا نريدها ولكن مع كل هذا التراكم من القهر علينا أن نتمسك بالأمل فهو الملاذ الذي يخرجنا من الظلمات إلى النور لكي نبدأ صفحة جديدة في حياتنا وعلاقاتنا، عندما نقرر البدء بصفحة جديدة في حياتنا مع هذه البشرية التي تحيطنا علينا أن نعلم بأننا كل ما نريده هو السلام الداخلي لقلوبنا لكيلا تتأثر ولا يتم خدشها بمسميات كثيرة عمياء.

 

لنتشبث بهذه الحياة وبقاياها فقط لأنها حياة واحدة، حياتنا المتبقية من أيام وساعات ما هي إلا لحظات علينا أن نعيشها وأن نقابلها بإبتسامة لا تنضب كمن يعانق حبيبته عند الرجوع من الحرب هكذا علينا مواجهة الموت بالحب والإبتسامة وأن نخلق من بقايا الرماد أمل نرسمه على صورة مستقبل مشرق لا يمكننا أن نمحيه من ذاكرتنا ويكون ذلك المستقبل الذي نريده كما نحن عليه وكما نتمناه وكما يحبه الله لنا!

 

كل ما علينا حقاً أن نتمسك ونتشبث في بقايا هذه الحياة حتى وإن فقدنا الأمل في كل كائنات وجمادات هذا الكوكب لا يمكننا الإستسلام ولا يمكننا الركوع والخضوع لواقع مؤلم

ما يجعلني أكتب عن التشبث بالحياة هو أنني فقدت الأمل في كل شيء يحيط بنا وهنا تكمن الحياة ومعرفتها والإيمان المطلق بوجود يوم نفارق فيه هذا الكون ونذهب ربما لحياة أجمل بالرغم من أنه على مر التاريخ جميع من كان عظيم في الأدب أتفقوا على شيء واحد فيما يخص الحياة والموت وهو أن موت الجبناء هو الموت الطبيعي وموت الشجعان هو موت الإنتحار برصاصة أو قفزة من فوق غيمة، فمهما كتبنا عن الحياة والموت ستنتصر الحياة في النهاية لأنها واحدة ولا يمكن الحصول عليها مرة أخرى أما الموت فهو ذلك القدر المحتوم الذي سيأتيك عندما يقرر الله نهاية لحياتك التي تشبثت بها وأفرغت كل ما في جعبتك من حب للسعادة في تفاصيلها مع جميع من تحب ..

 

فلننظر إلى ليديا إيفالوفا صديقة  تشيخوف في مذكراتها عندما تحدثت عنه قائلة: "ليس في قصّة حبّي هذه كلّمة واحدة من بنات خيالي. كنتُ طول مدّة كتابتها مقيَّدة بالخوف من أن أنساق لخيالي، لحُلمي، لافتراضي، لتخميني، فأشوِّه الحقيقة. إن ذكرى أنطون بافلوفِتش تشيخوف بالنسبة إليّ على قدْرٍ من القداسة لا يسمح بأن يكون في مذكِّراتي عنه أدنى قدْر من الزيغ عن الحقيقة". هذا الجمال الصادق العميق هو معنى كبير للحياة ومعنى عظيم لقيمة الحياة عندما تتمثل في صورة شخص واحد يكون هو كافي ليجعل من حياتنا ذات قيمة وذات معنى نعيش من أجله هكذا علينا رسم حياتنا فلنتمسك بهؤلاء الذين يمثلون لنا الحياة بكل تفاصيل جمالها ونبتعد عن هؤلاء الذين يحبطونك ويجعلون منك جثة هامدة.

 

فبالنهاية كل ما علينا حقاً أن نتمسك ونتشبث في بقايا هذه الحياة حتى وإن فقدنا الأمل في كل كائنات وجمادات هذا الكوكب لا يمكننا الإستسلام ولا يمكننا الركوع والخضوع لواقع مؤلم يجعلنا قطيع نمشي خلف الراعي دون أن نلتفت ودون ان تكون لحياتنا معنى وقيمة ودون ان نكون أصحاب قرار في تحديد اهدافنا وإختياراتنا فالحياة تستحق منا كل شيئ جميل وعلينا أن نحارب لآخر رمق لكي تكون أيامنا مليئة بالسعادة التي لا تنضب فهكذا الحياة معركة علينا الخروج منها منتصرين على آلامنا وانكساراتنا مهما صفعتنا!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.