شعار قسم مدونات

تقويض الجهد.. كيف نتخطى هدم النفس من الداخل؟

blogs تفكير

إنّ ميل النّفس الحقيقيّة إلى مجابهة الأحداث والوقوف بقوةٍ وإدراك، في حين تصدها حالة الشعور التي تنتفض كصعقةِ كهرباء مفاجأة، فتحدث الازدواجية التي لا تكسر حاجز تخطي الخوف، وتبني التوتر الذي يصادف اللا شعور بعدم الأمان مصحوبًا بتوقع حدوث الفشل وعدم الاستقرار في بناء الصورة الذاتية السليمة.

 

فالصورة الذاتية قد تأخذ عدّة اتجاهات في تصور الفشل الذي يرافق العقل البشري في كلّ خطوةٍ يخطوها. إضافة، إلى صياغة الأفكار التي تكون متداخلة بين الإقدام والتراجع، وهذا نتيجة تبني الشعور السلبي اتجاه كل مجهود صادر عن عدم الإرادة، وتقويض القوة الداخليّة، وزعزعة أواصر الترابط بين تسلسل الفكرة وبنائها. إذن، الصورة الذاتية هي نظرة وشعور وإدراك حسي وما ينتابنا صوب أنفسنا.

ما هي العلاقة بين ارتباك الدافعيّة وتقويض الجهد؟

فكرة تولد الشعور بالتقدم وعرض القوة لدى الشخص، قد تأخذ عدّة مسمّيات بين وجود الحافز وعدم ووجود الدافعيّة، نحن نحاول جادين للبحث عما وراء هذا الشعور ألا وهو الفشل. كيف يتولد الشعور بالرغم من تحقيق الكثير من الانجازات؟ سأقدم بعض الأمثلة التي ربما البعض منّا قد مرّ بمرحلة التعايش مع مثل هذا الشعور. أولا، حساسيّة الرفض التي تحدثت عنها في مقال سابق وما يحتويها من فكرة رفض الآخرين لحديثنا وحتى لما يجول في داخلنا، هذا ما يجعل العقل الباطن متمسك بتلك الأفكار السلبيّة التي إنْ لم يتم التخلص منها بسرعةٍ كبيرة، سوف تطرق الذاكرة لمرحلةِ خمودٍ تأخذ بها إلى فترةٍ طويلة قد يصعب التخلص منها بسهولة، ويكون السبات هنا متراكم في مرحلة الخطر الذي يصطف إلى جانب أعراض الاكتئاب، لذا تكون المشكلة هذه هي الطريق المسدود في وجه الدافعيّة. ثانيا، المخاطرة الذاتيّة وهي تتعارض مع التحفيز الداخلي من ناحية التخلي عن بعض الأمور مقابل اجتياز الكثير من الخطوات التي ستكون في مرحلة قادمة ركيزة أساسية يتم الاستناد عليها لبناء وتحقيق الأهداف وفق دراسة جادة من عمق النفس.

طبيعة الذات تختلف من شخص لآخر، وهذا يعتمد على مدى تحليل الأمور ودراستها وفعالية التوصل إلى طريقة مثلى تبقي النفس في إطار الإيجابية نحو الصورة الذاتية، ما نحتاجه هو أن نسعى لجعل الجهد المبذول في طريق التحدي

كيف نتخطى هدم النفس من الداخل؟

المرحلة الأهم التي تتطلب تعزيز الثقة بالنفس بالتزامن مع تبني الأفكار الجديدة والاطلاع على الأهداف، التخلي عن الأفكار السلبية التي تفتك بالعقل وتهدم الجهد المبذول، مجابهة المخاوف في المستقبل نتيجة عدم التمكن من صياغة أهداف ونظريات واضحة وبالتالي نظرة الشخص اتجاه نفسه بالصورة الحقيقيّة والإيجابية نابعة من داخله ثم من المحيط الذي قد يكون دافع له، أو من قوته المبنية بمتانة نتيجة إيمانه الحقيقي بطبيعة النفس ومجريات تقلباتها مع الأحداث، وكيف يعزز مِن كلّ خطوةٍ في سبيل تمويل التحليلات المنطقية من وجهة نظر واقعية؟!

 

إنّ طبيعة الذات تختلف من شخص لآخر، وهذا يعتمد على مدى تحليل الأمور ودراستها وفعالية التوصل إلى طريقة مثلى تبقي النفس في إطار الإيجابية نحو الصورة الذاتية، ما نحتاجه هو أن نسعى لجعل الجهد المبذول في طريق التحدي لكل المخاوف وتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة، وأن تكون النظرة المتطلعة نظرة تحدي وإدراك لا نظرة خوف وإرباك؛ فسوف تنعكس الحالة النفسية الهادئة على خطوات السير في المسار القويم وبالمستوى العادل بين الصورة الذاتية الحقيقية وطبيعة القوة الداخلية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.