شعار قسم مدونات

65 مليون قتيل ومقاطعة عالمية للصين.. سيناريو محتمل

blogs فيروس كورونا

الأمور في تسارع وفي خلال الأعوام القليلة الماضية حدثت أمور لو أخبرتها لأحد ممن كان حيًا في القرن العشرين لعدك من المجانين فمن كان يتوقع أن يلتهب الربيع العربي وتغزو أمريكا بغداد ويهجر الشعب السوري ها نحن مع حدث جديد من عجائب القرن الواحد والعشرين فقد نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية ما توصل إليه خبراء صحة قبل قرابة 3 أشهر أن فيروس كورونا الذي أنتشر في الصين بشكل كبير سيتفشى مع مرور الوقت حول العالم وستكون نتائجه مقتل 65 مليون شخص حول العالم ولا يمكن وصف هكذا تقرير سوى أنه مرعب ويثير القلق لدى الحكومات ومنظمات الصحة العالمية ويجعل الناس في حالة حذر وذعر مما قد يحصل لو أن فيروس كورونا تفشى حول العالم فعلاً.

كانت بداية تفشي الفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية لينتقل في ما بعد إلى بقية المناطق الصينية وانتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل العديد من الفيديوهات التي تظهر مواطنين في مدينة ووهان يسقطون أرضً أثر تعرضهم للعدوى ولا زالت التقارير تأتي تباعًا عن انتشار المرض وتنقله حتى خارج حدود الصين فقد أعلنت كندا يوم السبت أن سلطات الصحة العامة في تورنتو قد سجلت أول حالة إصابة بمرض الكورونا كما سجلت أربعة حالات في أستراليا مما يشير إلى أن المرض بدأ بالتنقل حول العالم وأن ما تنبئ به الخبراء هو القادم.

هذا الحجر الصحي الذي حدث في تاريخ الشام ومنع أحدًا من الخروج منها أو الدخول إليها ولا خروج من مكان الوباء حتى للمعافى والسليم لأنه قد يكون سليم معافى ومع ذلك فهو حامل للمرض

هل سيجعل مرض كورونا الصين في معزل عن العالم إذا ما استمر المرض في حالة ازدياد فقد نشر موقع أسواق مقالاً بعنوان ماليزيون يطلقون حملة لمطالبة الحكومة بمنع السياح الصينيين من دخول ماليزيا عن حملة قام فيها شاب يدعى  محمد زين يسران والتي حصدت 215 ألف توقيعًا وقد سبق وأن طالبت الشعوب الإسلامية بمقاطعة المنتجات الصينية وقامت عدة حملات لم يكتب لأي منها النجاح فهل يستطيع مرض كورونا فعل ما تمنته بعض الشعوب ولم تقدر عليه ليجبر كورونا دول العالم أجمع بمقاطع الصين ومنتجاتها وربما يقوم العالم بمقاطعة الصينيين أنفسهم، فقد قامت الصين بالحجر على سكان مدينة ووهان لتفشي المرض في المدينة فهل تقوم دول العالم بالحجر على الصين كاملة إذا ما استمر المرض في توسعه داخل الصين الحجر الصحي الذي يمنع أحد من الدخول إلى الصين أو الخروج منها.

صحيح أن الدول إلى الآن لم تعلن عن شيء كهذا وهو ربما يكون ضرب من الخيال لكنها على الأقل قامت بإجراءات متشددة للمسافرين القادمين من الصين، وذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية اليوم السبت أن القنصلية العامة الفرنسية تعتزم إنشاء خدمة حافلات لغرض إخلاء رعاياها بالتعاون مع السلطات الصينية كما أعلن الأردن بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني أنه سيتم إرسال طائرة لإخلاء المواطنيين الأردنيين المقيمين في مدينة ووهان الصينية وغيرها من الدول التي باتت خائفة على سلامة وأمن رعاياها في الصين.

ولو نظرنا في التراث الإسلامي وتعامله مع حالة وقوع مرض معدي ووباء قد يتسبب بكارثة ويهدد الناس أجميعن بإنتقاله عن طريق العدوى من شخص إلى آخر فقد حدث أن تفشى الطاعون الذي سمي بطاعون عمواس نسبة إلى قرية عمواس الفلسطينية في عهد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بلاد الشام وكان عمر يعزم الذهاب إلى الشام فلقيه أبو عبيدة بن الجراح ومعه أمراء الشام وأخبروه أن الوباء والمرض قد تفشى في بلاد الشام واختلفوا في إكمال مسيرة عمر بن الخطاب إلى الشام أم بالعودة إلى حيث جاء إلى أن أنهى الجدال الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الذي تأخر في المجيء فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه.

وهذا الحجر الصحي الذي حدث في تاريخ الشام ومنع أحدًا من الخروج منها أو الدخول إليها ولا خروج من مكان الوباء حتى للمعافى والسليم لأنه قد يكون سليم معافى ومع ذلك فهو حامل للمرض وفي ذلك خصص الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف الدمشقي في كتابه رياض الصالحين بابًا في كراهة الخروج من بلد وقع فيها البلاء فرارًا منه وكراهة القدوم عليه، فهل نشهد حجر صحي على الصين في مقتبل الأيام وقطيعة دولية لمصلحة العالم أجمع؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.