شعار قسم مدونات

هل سينزع سيتين عباءة فالفيردي السوداء عن برشلونة؟!

blogs كيكي سيتين

بعد كأس السوبر الاسباني الذي فاز به ريال مدريد على حساب أتليتيكو مدريد الذي حرم برشلونة في نصف النهائي من التواجد في المقابلة النهائية، تسارعت الأحداث بشكل كبير داخل أسوار ملعب الكامب نو لتعلن إدارة نادي البلاوغرانا وبعد مد وجزر كبيرين إقالة المدرب الإسباني أرنستو فالفيردي وتعيين كيكي سيتين مكانه ليقود الفريق في ما تبقى من مباريات الموسم الحالي، الأمر كان متوقعا منذ مدة بتوالي الكوارث والصدمات داخل بيت النادي بعد كثير الإخفاقات، والهزائم الكارثية التي تجاوزتها إدارة برشلونة كل مرة حتى ظن البعض أنه سيخلد داخل جنبات الكامب نو، قبل أن يأتيهم الفرج وتصلهم الأخبار المفرحة والمُبهِجة بالتخلي عنه رسميا بعد كأس السوبر مباشرة، وهو الذي كان القطرة الصغيرة التي أفاضت الكأس الكبير.

  

أرنستو كبير المكروهين في برشلونة!

داخل المقاطعةَ الثائرة وخارجها لم يكن ليسأل أغلب عشاق البلاوغرانا الممزوجة بالسواد عن مدى نجاح الستيني الجديد الذي طرق الباب الكبير للكامب نو بعد دقائق من خروج الخمسيني الأخر من الباب الصغير لذات الملعب، خروج إلى اللارجعة مادام على قيد الحياة الكروية، ومادامت الكرة المنفوخة تُركل هنا وهناك بين جنبات الملعب الأحمر المزدان بالزُرقة.

 

الأرعن إرنستو لم يترك لمن يمسك زمام الأمور ويعشق الكبير الأوروبي مجالا للتفكير وللبحث عن الأفضل ومن يليق حقا بالجلوس على الدكة الكتالونية، كان يضرب الجميع في مقتل حين تسنح الفرصة ويتفنن في ذلك حتى أصبحت النتائج العادية لمن قبله إنجازا في عهده، وصار التخلص منه أولوية وليأتي من يأتي بعده ذلك أمر غير مهم ولن يكون أبدا بأهمية رحيله. خسارة كأس السوبر وقبلها كأس الملك وقبلهما فرصة التواجد في نهائي دوري الابطال بعد الهزيمة التاريخية بريمونتادا كارثية ضد ليفربول والتي سبقتها أخرى قبل موسم ضد روما بذات الطريقة أيضا، والأداء السيء غالبا في كل أطوار الموسم بشقيه المحلي والأوروبي كلها عوامل أججت أحقاد المشجعين اتجاهه وغضب إدارة الفريق الكتالوني منه، ولم يشفع له بعض الألقاب للبطولة المحلية والكأس الإسبانية وكأس السوبر في البقاء لأن ما أضاعه أكبر مما جلبه بكثير وخاصة المجد الأوروبي الذي فقده النادي بوصوله حتى في وجود المفتاح الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي أضاع الكثير شخصيا وجماعيا رفقة النادي مع إرنستو فالفيردي.

   undefined

    

كيكي هل كان اختيارا صائبا؟

كيكي المشبع بالثقافة الكروية الكرويفية، ولا يرى سبيلا للنجاح من دونها هو مدرب الطوارئ بالعقلية البرشلونية المطلوبة دائما، والذي سيحاول تخليص النادي من دنس سابقه وليس بالضرورة ينهي موسمه بخاتمة مميزة جدا فهي غير مطلوبة منه في ظل الظروف الحالية وما وجد عليه الفريق. فقط ما عليه سوى ترقيع كثير الثقوب في القميص المرصع بكثير الأوسمة والألقاب، وأهمها ترقيع ثقب الأداء الذي تمر من خلاله عاصفة هوجاء وبرد قارس يجعل من جسم البلاوغرانا محموما دائما.

 

لطالما كان كيكي سيتيان عاشقا لستايل كرويف متيما بطريقة لعبه جاعلا منها نهجه الذي لا يغيره أبدا حيث قال عنه يوما ما "كرويف علمنا الكثير من الأِشياء، وكيف نصعب الأمور على خصومنا بطريقة رائعة للغاية، إنه شيء لطالما أردت تعلمه وتطبيقه منذ بداية لعبي لكرة القدم كطفل، مررت الكرة للأطفال وكنت أتحرك وأعلم أنهم سيمررونها مرة أخرى". ما يؤكد أنه سيساعد نادي برشلونة كثيرا مسقبلا على عكس سلفه الذي قتل الأداء الجميل الذي طالما اشتهر به النادي عبر عقود.

 

ورغم أن مسيرة سيتين ليس بالكبيرة إطلاقا وهو الذي لم يفز بأي لقب خلال مسيرته التي درب فيها راسينغ سانتاندار، ثم بولي ايخيديو، فمنتخب غينيا الاستوائية الذي لم تدم التجربة به طويلا إلا أياما معدودات، ثم نادي لوجرونيس، ففريق لوجو الذي نجح معه بالصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية بأداء وشخصية مميزة جلعته محل أنظار نادي لاس بالماس الذي نجح معه في احتلال المركز الـ11، ثم نادي ريال بيتيس الذي حقق معه مستوى جيدا جدا خلال أغلب لقاءات الفريق حيث فرض أسلوبه على كل خصومه الّذين واجههم وجرهم للدفاع دائما بل وتعدى ذلك إلى فرضه على أصحابه حين فاز على نادي برشلونة برباعية لثلاثة أهداف، محققا إستحواذا قل فعله في الكامب نو.

 

أسبوع أول بين جنبات الكامب نو!

الأحد الماضي كان يوما تاريخيا للمدرب الجديد وهو يخوض أول لقاء له مع النادي، ملامح السعادة كانت بادية على وجهه رفقة مساعده إيدير سارابيا خلال كل أطوار اللقاء ورغم أن دقائقه إجتاحتها بعض لحظات القلق إلا أنهما كانا سعيدين فعلا بأنهما على الدكة الكتالونية وهما العاشقين لنهجها وكانا يوما ما حالمين بقيادتها، حيث قال المدرب الجديد عن ذلك في تصريح تلى التعاقد معه "بالأمس كنت أمشي بالقرب من أبقار في بلدتي واليوم أدرب أفضل لاعبي العالم في ملعب برشلونة”، وأضاف: “إنه ناد عملاق ولا يمكن أن أجد فرصة أفضل من هذه ولم أتخيل نفسي هنا في أكثر أحلامي جموحا، لذا أود التعبير عن امتناني لمنحي هذه الفرصة وأنا متحمس لخوض هذا التحدي”.

 

سارت الأمور كما يجب تقريبا في أول مهمة من خلال تحقيق أول فوز وثلاث نقاط على غرناطة ورغم أن النتيجة لم تكن عريضة إلا أن تجنب الدخول بتعثر كان ذو أهمية قصوى للمدرب وللفريق ككل، قبل أن يتبع ذلك بتأهل في أول أدوار كأس الملك بصعوبة أيضا بهدفين لهدف ضد فريق متأسس قبل خمس سنوات، وناشط في الدرجة الثالثة الاسبانية.

   undefined

   

محاولة استعادة ستايل البارسا!

في مقابلة غرناطة ضمن الدوري الاسباني حقق كيكي رقما هائلا لم يستطع تحقيقه الفريق منذ عهد بيب غوارديولا وهو الاستحواذ الشامل على الكرة حيث سيطر على جل أطوار اللقاء وحقق نسبة 82.2 بالمائة وهو رقم تجاوزه بيب في لقاءين فقط سابقا ضد راسينغ سانتاندار 84 بالمائة وليفانتي 83.9 بالمائة، ما يؤكد أن المدرب الجديد يود فعليا استعادة النهج الذي حقق به الفريق ألقابا كبيرة سابقا، بالإضافة الى ذلك الاعتماد أكثر على أبناء لامسيا ومحاولة دمجهم ضمن منظومة الفريق في ظل غياب تام لأغلبهم منذ سنوات وهم الّذين كانوا يوما ما لبنة أساسية في الفريق وأحجارا ثمينة بنّي عليها الصرح الكتالوني الكبير.

 

أشهر قادمة لإثبات الذات!

خمسة أشهر هي المدة التي على كيكي سيتين قضاؤها داخل بيت البارسا الكبير، وهي المدة التي يجب عليه من خلالها إعادة بناء الصرح الكبير المتهالك مجددا، فإن هي جاءت بما هو جميل فهنيئا له بتجديد الثقة وشد خيط الحب والود بينه وبين الأنصار والإدارة بقوة، وإن جاءت بغير ذلك فقد كان منذ البداية قادما من أجل نسيان اسم بديل مكروه لا غير، حينها يرحل ويترك مقعده دافئا لمن يستحق حقا حمل ثقل النادي على كتفيه.

 

بعد مرحلة كيكي التي تبدو أقرب للنهاية في ختام الموسم، هناك بعض الأسماء التي كانت ولا زالت مطروحة بين الأروقة الكتالونية من أمثال الإسباني تشافي هيرناندير مدرب نادي السد القطري الحالي وهو الذي تفاوضت معه إدارة بارتوميو قبل أيام لأجل إكمال الموسم لكن عقده مع النادي القطري منعه من ذلك، أيضا الهولندي رونالد كومان المدير الفني للمنتخبب الهولندي الذي يرفض ترك المنتخب قبل نهائيات اليورو القادم، في حين تبقى أسماء تين هاغ مدرب نادي أياكس الهولندي وبوتشيتينو مدرب نادي توتنهام مطروحة بقوة أيضا مستقبلا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.