شعار قسم مدونات

من الفائز ومن الخاسر من التوتر بين أمريكا وإيران؟

BLOGS قاسم سليماني

لا يبرح العالم وحذافيره حتى الآن، فهو يذوق عدة حميات حاصلة من النزاعات غير المتوقفة بين الدول ومعظم ما على رأسها أمريكا التي تواجه هذه المرة إثارة عظيمة مع إيران بعد مقتل جنرال الحرس الثوري قاسم سليماني الذي تم إجراء عمليتها حسب المصادر الموثوق بها تحت تعليمات وتوصيات رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب، وزاد الأمر بينها ضغوطًا رغم أنها لم تتمكن من حل الحرب التجارية مع الصين. ورافقته تأثيرات عالمية تكاد تقترب من الدول المجاورة تتسبب في تساؤلات متكررة عن من سينال الفوز من هاتين الجهتين المتنازعتين أيهما تخسر أو من يستحق خسرانًا أكبر؟

حرارة العلاقة بين أمريكا وإيران خلال هذه سنوات لم تلتفت قط إلى التبريد والتراجع نظرًا إلى كرونولوجيا اللحظات الممثل لتاريخهما الطويل وراء احتمالات وقوع الحرب العالمية الثالثة ولا سيما بعد انسحابه من الاتفاق النووي في عام 2018 السابق وهذا الاتفاق يشتمل على منع انتشار الأسلحة النووية والتكنولوجية لتعزيز التعاون حول الاستخدامات السلمية للداقة النووية. فلطالما اقتنعت الولايات المتحدة تدخلات إيرانية في النشاطات الإرهابية وقد سجلت ذلك عام 1984 في قائمة الدول المشجعة للإرهاب. وصدرت نفس التهمة من قبل رئيس الولايات المتحدة المسبق بيل كلينتون عام 1993. كما أقتنعت بملكية إيران برامج الأسلحة النووية السرية وادعى آنذاك الرئيس الأمريكي المسبق الآخر جورج بوش بكون إيران والعراق وكوريا الشمالية "محور الشر" عام 2002 ولعل التفصيل العميق للتاريخ سوف يستغرق وقتًا أكثر في الكلام المطول.

التوتر إذا اتجه إلى الاستمرارية دون الإصلاح سوف ينتشر العدوى والآثار إلى الدول الأخرى من الضعف الاقتصادي على رأسه

أصدر موقع "سي إين بي سي" الإندونيسي مقال رئيس ماركيت خدمات معالجة المعلومات "إي حا إيس" دان يرجين وكان يتحدث لمراسل سي إين بي سي العالمي يوم الإثنين 6 يناير أو كانون الثاني إن الفائز الحقيقي الرابح في هذا السباق هو تنظيم الدولة الإسلامية وفقًا لتقييم الرجال الأذكياء. كما أعرب الموقع أن الهجمات التي أدت إلى مقتل قاسم سليماني قد أثارت تهديدات إنتقامية من طهران على ثأر شخصيتها الذي سفكته أمريكا ما جعل تنظيم الدولة الإسلامية تجد "رائحة الفوز والفرصة" لكونهما في نفس الموقف عليها في محاربتها فضلًا عن العراق التي هي إحدى "الضحايا الأبرياء" تتجرع عدوى الهجوم الأمريكي والإيراني المتبادلين وكانت الظروف تدفعها إلى مراجعة الاتفاق التعاوني مع الولايات المتحدة على الإشتراك في محاربة التنظيم ومنعه من العودة والإنشار في الشرق الأوسط مرة ثانية.

ولا ينحصر الأمر بالربح والفرص لانبعاث تنظيم الدولة الإسلامية فحسب بل يشكل كذلك مقدارًا كبيرًا من الخسارة التي تتحملها نواحي العالم ومعظم المشكلات تقع في أسعار النفط. وردت من جديد مقالة من موقع "كاتا داتا" الإندونيسي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب شرع فرض عقوبات إقتصادية ردًا للهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدتها العسكرية في العراق بدلًا من خطة استهداف 52 موقعًا إيرانيًا التي هدد بذلك من قبل. وهذه العقوبات قد أدت إلأى تراجع المبيعات النفطية التي هي مورد رئيسي للدخل القومي إلا أن ذلك لم يقطع علاقتها التجارية مع الدول الأخرى.

قالت مجلة تيمبو الإلكترونية الإندونيسية إن الأمر الذي يلزم الحكومة القيام به هو أن تتوقع آثارًا إقتصادية للتوتر الإيراني الأمريكي وهي قفز مفاجئ لأسعار النفط. وقالت أيضًا إن أسعار نفط برنت لعقد مارس 2020 قد ارتفعت أول الأسبوع الحالي بنسبة 2 في المائة ووصلت إلى 70 دولارًا للبرميل وهذا سيؤثر بشكل كبير في أسعار العملات والإحتياجات اليومية في دول أخرى وعلى سبيل المثال إندونيسيا ومجاوراتها فإن النفط لا يزال على دوره في تلاعب أسعار الأسواق. كلما ارتفعت قيمته كلما زادت قيمًا أخرى من غيره. فأقول أنا إن التوتر إذا اتجه إلى الاستمرارية دون الإصلاح سوف ينتشر العدوى والآثار إلى الدول الأخرى من الضعف الاقتصادي على رأسه. سياسات برمب لمصالح شعبه أمر لا بد له من الملاحظات المكثفة لأنه يفدي الدنيا كلها لشعبه فقط وهذا يضر بحياة الناس ويهدم استقرار حقوق الإنسان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.