شعار قسم مدونات

هل انتهت أيام فالفيردي؟

blogs فالفيردي

الخروج المذل الدراماتيكي لبرشلونة من بطولة كأس السوبر الإسباني على أرض ملعب الجوهرة المشعة في جده بالمملكة العربية السعودية يوم الخميس الماضي، خروج له ما بعده. وسيترتب عليه قطعاً جملة إجراءات يمكن أن تطيح بالمدرب على أقل تقدير في القريب العاجل.

    

الإذلال الجديد تم على يد الخصم العنيد أتلتيكو مدريد بقيادة دييجو سيميوني بتحقيقه للريمونتادا المثيرة أمام برشلونة، وتحويل مجريات اللعب لصالحه بعد تأخره إلى فوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليبدع في تسجيل الهدف الأول عبر لاعبه الإسباني كوكي في الدقيقة 46، وحين أدرك ميسي التعادل في الدقيقة 51 عادت العزة لنفوس اللاعبين، وسرعان ما أضاف الفرنسي جريزمان الهدف الثاني في الدقيقة 62 لتزداد ثقتهم بأنفسهم، إلا أن سيموني لم يكتف بالتعادل بفضل موراتا في الدقيقة 81، بل اتجه للحسم النهائي حين تمكن لاعبه الأرجنتيني كوريا من التقدم بالنتيجة في الدقيقة 86، ولم يبق لاكتمال الفرحة عند سيموني سوى لقائه بغريمه الريال يوم الأحد الثاني عشر من الشهر الجاري على ملعب الملك عبد الله الدولي في مدينة جدة ضمن ديربي العاصمة.

     

أخطاء فالفيردي والتشخيص الطبي لبرشلونة

من المخجل حقاً أن يلوم مدرب بمثل هذا المستوى الاحترافي الحظ، ويلقي باللوم على تقنية الفيديو بعد خسارته المذلة أمام أتلتيكو، ويبدو أنه لم يتعلم من دروس الماضي، وبالأخص حين استنكف عن إشراك لاعب خط الوسط الارتكازي سيرخيو بوسكيتس في مباراة الكلاسيكو مؤخراً، وأعاد نفس الخطأ بإخراجه في الوقت الحاسم في الوقت الحاسم في مباراة كأس السوبر، وفي واقع الحال ساهمت عدة أخطاء في تعقيد مهمة الفريق، وبالأخص بعد إصابة حارسه الألماني تيرشتيغين، وإصابة مهاجمه النجم الفرنسي عثمان ديمبلي، وإصابة لاعب خط الوسط البرازيلي آرثر.

   

المحزن أن فالفيردي يتقن جلسته الشهيرة دون أن يتدخل في مجريات اللعب، خلافاً لسيميوني الذي يتقن زرع الحماس في نفوس لاعبيه

لكن لماذا اعتقد فالفيردي أنه ضمن نتيجة المباراة، وقام باستبدال خط الوسط اللاعب الارتكازي سيرخيو بوسكيتس في الوقت الحاسم، لنشاهد الفجوات والساحات والشوارع في خط وسط ودفاع برشلونة إثر هذا الإجراء، ومع ذلك لا يجب القسوة على هذا المدرب، فمشكلة برشلونة أنه ناد هجومي، ومن الواضح نقطة ضعفه في الجانب الدفاعي، والتي أعيت كثيراً من المدربين، في حين يتألق في مهاراته الهجومية، وحقيقة الأمر أنه لا علاقة لتقنية الفار بهذه الخسارة المذلة، ولكن يمكن القول بأنها ساهمت في الضغط النفسي على اللاعبين، بعد أن صدموا بعدم اعتماد هذه الأهداف، بدواعي التسلل ولمس اليد، وقد شهدت المباراة عدة حالات تحكيمية مُثيرة للجدل، إلا أن الهزيمة تلقى على الفريق كاملاً.

   

والمحزن أن فالفيردي يتقن جلسته الشهيرة دون أن يتدخل في مجريات اللعب، خلافاً لسيميوني الذي يتقن زرع الحماس في نفوس لاعبيه: عندما يقترب من خط التماس لتوجيه اللاعبين بحماس وفاعليه، وليس خافياً على أحد أن برشلونة كان الأفضل والأخطر والأكثر سيطرةً وصناعةً للفرص، وقدم مباراة مميزة من مباريات هذا الموسم، وقام فالفيردي بالإبداع في خطته نحو الاستحواذ على الكرة والضغط على الخصم، من خلال حضور أكثر من لاعب بوشلوني للضغط على الخصم ،مما ضمن له إنهاء الشوط الأول بتعادل مقبول، إلا أن سيموني الماكر استثمر ثغرات الخط الخلفي ليُسجل هدفين في ظرف الدقائق الأخيرة.

  

الاجتماع والخطط المستقبلية

الاجتماع الطارئ لإدارة برشلونة يوم الاثنين يأتي قطعا لمناقشة أحوال الفريق، ويتضح أن خطة برشلونة لترميم الصفوف تعتمد جملة أولويات للعام 2020، فالإدارة الكتالونية تنوي التعاقد مع ثلاثة لاعبين موزعين بواقع لاعب واحد فقط لكل خط من خطوط الفريق الثلاثة في الفترة المقبلة، والرغبة في التعاقد قائمة لكن دون تحديد اسم بعينه حتى الآن، لكن يبدو أن نوعية التعاقدات المطلوبة هي التي تتكفل بمنح الفريق المزيد من السرعة في المباريات. أما بخصوص مستقبل المدرب فالفيردي فإن رئيس برشلونة متمسك به لغاية نهاية الموسم في يونيو القادم، ولكن في حالة سقط الفريق في فخ كارثة أخرى، فسوف تختلط الأوراق قبل شهر يونيو، ومن المرجح حينها البحث عن تعاقدات جديدة،

 

من المعلوم أن فالفيردي يحظى بدعم كبير من نجم البلوغرانا الأسطورة ميسي، بتجديد الثقة به، وتقديم الدعم الكبير له، والوقوف لجانبه في غرفة الملابس، وتأييده على رأس القيادة الفنية، ولكن جماهير البلوغرانا لم يعد لديها أي استعداد نفسي لتقبل أي إنتكاسات جديدة، بعد سلسلة من الذكريات السيئة أوروبيًا، كان آخرها الخسارة الرباعية أمام ليفربول الموسم الماضي في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، ويبدو لمحبي فالفيردي أن هنالك جملة عوامل تعيق التخلي عنه: فلا ننسى أن الفريق الآن يحوز صدارة الليغا في الدوري الإسباني، ويسير بخطوات ثابتة بعد وصوله إلى دور الستة عشر في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وتنتظره مواجهة من العيار الثقيل أمام نابولي الإيطالي.

  

بحسب الصحافة الرياضية العالمية فإن الإسباني روبيرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي يعد الأقرب لتولي مهمة المدير الفني، وبرفقته الفرنسي تيري هنري مدرب موناكو السابق

ومن زاوية أخرى تتجلى الحاجة لهذا المدرب في مرحلة البناء الجديد للفريق بمجموعة من الشباب الواعدين، وفالفيردي هو الأنسب للقيام بصناعة هذا المزيج الجديد من عناصر الخبرة والشباب الواعدين، ولكن تبقى الفرصة الأخيرة بمواجهة غرناطة يوم الأحد التاسع عشر من الشهر الجاري ضمن منافسات الليغا.

  

لماذا تغضب الجماهير في هذا التوقيت بالتحديد؟

كما هو معلوم فقد تزايدت مؤخرا ضغوطات الصحافة والجماهير التي تطالب باستبدال المدرب، بعد أن تفاقمت الأمور، إثر تقديم برشلونة لمستويات متذبذبة منذ بداية الموسم الحالي، رغم تصدره بـ40 نقطة بفارق الأهداف عن ريال مدريد، بفوزه في 12 لقاء وتعادله في 4 وخسارته ل 3، كما كان لافتاً أن تشهد مدرجات ملعب "الجوهرة المشعة" في السعودية لافتات تطالب برحيله، بعد عدة إخفاقات منها إقصاء الفريق من دوري أبطال أوروبا في آخر نسختين على يد روما الإيطالي في ربع نهائي الموسم قبل الماضي، وليفربول الإنجليزي في الموسم الماضي، رغم أفضلية الفريق الكتالوني في مباراتي الذهاب، كما أن هذه الجماهير صدمت من نتائج برشلونة في أسبوعه العصيب حين فشل في تحقيق أي فوز، فخسر أمام ليفانتي بنتيجة 3-1 في منافسات الليغا، واكتفى بالتعادل السلبي أمام سلافيا براغ التشيكي في دوري أبطال أوروبا، وجاءت هذه الخسارة لتثير العديد من التساؤلات حول مستقبله.

  

خيارات التعاقد

بحسب الصحافة الرياضية العالمية فإن الإسباني روبيرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي يعد الأقرب لتولي مهمة المدير الفني، وبرفقته الفرنسي تيري هنري مدرب موناكو السابق الذي سيكون مساعدًا لـه في قيادة برشلونة في الفترة المقبلة، في حين تأتي بعض التوقعات على ذكر اسم المدرب الهولندي رونالد كومان، ولكنه خرج بنفسه ليؤكد نيته الاستمرار في منصبه كمدير فني للمنتخب الهولندي حتى نهاية بطولة يورو 2020 الصيف القادم، ويخمن البعض أن النية تتجه للتعاقد مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتتشينيو مدرب توتنهام السابق.

 

لكن مما يعيق التعاقد مع المدربين الهولندي رونالد كومان أو الإسباني روبرتو مارتينيز انشغالهما بوظيفتيهما مع هولندا وبلجيكا، وقد تتجه الأنظار لغيرهما ودعونا ننتظر، وإن غداً لناظره لقريب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.