شعار قسم مدونات

هل أشرقت أرض الكنانة بنور الثورة؟

blogs مصر

ما زالت مصر تقف على بركان يغلي ليهُد عروش الطغاة الذين سلبوا هذا الشعب الكريم المهان حقه وكرامته في العيش الكريم، ذلك الشعب الذي اسمع صوته للعالم في ثورة زلزلت كراسي المستبدين، ثورة رفعت عدة شعارات حول المظالم التي يعيشها الشعب في عهد النظام البائد الذي يقوده المخلوق حسن مبارك، واتسمت هذه الاحتجاجات بمجموعة من المسميات ﺛﻮﺭﺓ 25 ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺃﻭ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﻀﺐ، ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ‏ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻮﺗﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺃﻭ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺒﺎﺭ، تقودها مجموعة من الكيانات التي حشدت الشارع لمواجهة النظام الثلاثيني الذي أورث الشعب الذلة والمسكنة لكنه ذهب في ألا عودة وما زال شعب مصر يتجرع المرارة تحت طاغية ثبت أركان عرشه بمجزرة رابعة التي ازهقت فيها أرواحا لجيل ما زالت لعنته تطارد السيسي المتلطخ بدماء شعبه.

هل يعيد محمد علي الشارع المصري إلى ما كان عليه؟

خرج رجل الأعمال والمقاول المصري محمد علي بعد صمت طال حسب قوله ليعري وبأ على صوت ما خفي من جرائم طالت النظام الذي سَخّر مصر وشعبها في بزخه وترفه، فنشر الجوع والفقر والعوز الذي يطلقه رئيس دولة على شعبه، والمليارات التي أهدرها السيسي في بناء فلل لا علاقة للدولة بها، الفنان محمد علي أخرج الناس من الثبات وكسر حواجز الخوف وأراد مواجهة النظام المصري بما اغترفته أيديه، فسقط السيسي وآلته الإعلامية في الفخ، وبدأت ترتفج المحطات التابعة للحكومة المصرية ممثلة في الجيش الذي احتكر الدنيا والآخرة لنفسه وبدأ ينخر كالسوس على أنقاض الموتي والمرضي ويسترزق من عباد الله المستضعفين، وتحول السيسي إلى إله يعبد من قبل سدنته ويُعَلب في حقه المديح والثناء، وصار مرجعا سياسيا بحسب إعلامه الذي يتزعمه دمية كأحمد موسى وعمرو أديب وغيرهم من خريجي مؤسسة الاستخبارات جاءوا بهم لكي يلعبوا الدور المكشوف ويجملون صورة النظام المنهار في لحظة بتصرفاته وقلت حيلته.

حتى اللحظة الشارع المصري يتطلع إلى أن يرى في هذا النظام أيامه الأخير، لأن التنكيل الذي يتعرض له المواطنون هناك كافي بأن تكون ثورة ومعروف إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

الخروج الذي شهدته مصر الجمعة في 20 من سبتمبر والأصوات التي نادت برحيل السيسي قد ترسم بارقة أمل سيطل يوما وإن تأخر فجره، سيفجر الشعب الشرارة وهو نفس الشعب أزاح أنظمة غيره، وعي الإنسان المصري كافي بأن يُحول بلده إلى في مصاف البلدان المتطورة والناهضة، وسيصبح أي شيء ممكن مع إرادة الشعوب في مواجهة طغاتها ومستدبيها. السؤال الذي يجب أن يجيب عليه الشارع المصري هو، هل باستطاعة الشعب المصري أن يحتشد حتى يزلزل عرش هذا المهبول؟ إلى متى سيظل السيسي يتلاعب بمشاعر شعبه؟ وهل بامكان محمد علي أن يغير الصورة المأساوية لبلاده ويعود العسكر إلى ثكناتهم بدلا من الحكم المفتوح طوال تاريخ مصر؟ الأيام بيننا لنشهد تآكل حكم هذا المستبد الملعون.

ما تزال الحياة في مصر تشهد القمع والسجون والمطاردة والاغتصاب إضافة إلى القتل والتعذيب وغيرها، وتصرفات الأجهزة الأمنية التي تزور تقارير ضد ضعفاء لتلفيق تهم مغلفة بالكذب والدجل الذي سيدرك المتابع للشأن المصري وسياسات التبجح التي أسس لها السيسي ذلك الأرعن الذي يضرب شعبه بأيادي خارجية ودويلة الإمارات التي ما زالت تعبث بشعوب المنطقة العربية وتسخير ثراءها الفاحش للتنكيل بالإنسانية وهي التي أصبحت أخطبوطا يزرع جراثيمه في أي بلد وفي بقعة تحل بها، لكن لهذا الاستحمار نهاية ولهذا الآلة القمعية حدود عندما تكون دولة تتجاوز الأعراف والقوانين الدولية في حق سيادة أي دولة تدخلها دخول الفاتحين حسب أبواقها الإعلامية المزروعة في شاشات توزعت لترسم سياسات التوغل والتوسع الإماراتي.

هل بإمكان الثورة المصرية أن ترى النور؟

حتى اللحظة الشارع المصري يتطلع إلى أن يرى في هذا النظام أيامه الأخير، لأن التنكيل الذي يتعرض له المواطنون هناك كافي بأن تكون ثورة ومعروف إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، وقدر الشعوب وقدرتها تحول أي مستبد إلى حجمه الحقيقي، والفساد الذي عاشته هذه البلاد في سنوات حكم العسكر دليل غُراب يستدل أهله إلى الظلم والمحسوبية، وحجم الفساد الذي غربل تفاصيله محمد علي هو الموجه الخفي لحكومة سخرت كل شيء الدين والسياسة والاقتصاد والسياحة والتعليم للعسكر الذين احتكروا مصر من طولها لعرضها في شكل محاصصة يتدلع فيها أبناء الذين وكل من هو كذاب اشر بأن يتنعم على حساب الشعب المصري الذي يكابد حياة البهدلة والالة القمعية للعسكر التي يتحمل عنهجيتها وجبروتها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.