شعار قسم مدونات

هل سيكمل محمد علي فضح النظام أم سيخضع للتهديدات؟

blogs محمد علي

يبدوا أن محمد علي باشا حاكم مصر ومؤسس الأسرة العلوية وصاحب نهضة مصر كما كان يقال عنه ليس بطل هذا الزمان، فقد جاء محمد علي آخر يحمل نفس الاسم ويلقي بثقله في ساحة مكتظة باليائسين من هذا النظام ليعلن عن بطولته وتصدرها بما لديه من معلومات اكتسبها بسبب طبيعة عمله كمقاول متعاون مع القوات المسلحة في تنفيذ مشاريعها.

   

محمد علي الذي خرج علينا من إسبانيا متحدياً جنرالات الجيش وعلى رأسهم عبد الفتاح السيسي في كشف المستور عن مشاريع القوات المسلحة وكم الإنفاق المسرف الذي لا حساب له في بناء قصور وفيلات واستراحات في وقت يعاني فيه الشعب المصري من فقر وغلاء وإهمال وبطالة و(عَوَز).

  

الإضرار بمصالح الجيش

يرى البعض من المتابعين لمحمد علي وفيديوهاته التي يتكلم فيها بتلقائية ملحوظة أن ما ينشره هو إضرار جسيم بمصالح الجيش المصري وتعمُّد إحداث توسعة في فتحة الشرخ التي أحدثها بتسريبه الأول الذي انتشر كالنار في الهشيم، بينما يرى البعض أن هذه ظاهرة صحية لتطهير الجيش من الرموز والوجوه التي أساءت لسمعة هذا الجيش القوي.

  

كلمة السر هي التلقائية

ربما ما أحدث الفارق بين ما قاله محمد علي من معلومات قد قيلت من قبل ولكن لم تأخذ مثل هذا الحيز الكبير الذي أخذه محمد علي هي التلقائية في كلامه وطريقة إلقائه، فالرجل يخرج أحياناً كثيرة دون تحضير مسبق، فقط يقول ما يجول في خاطره ولا يملك أدوات إخراجية أو مونتاج أو تعديل لما يقوله، ويدخن السجائر وهذه ربما ليثبت أنه ليس من الإخوان المسلمين فهو يعلم يقيناً أنه لن يسلم من هذه التهمة، فما سلم منها النصارى، أو يسلم هو؟ لذلك فالتلقائية قد لاقت قبول واستحسان كبيرين من المتابعين الذين قد باتوا في شغف الانتظار لتسريب جديد من هذا الذي صنعوه (بطلاً) وتشجيعه معنوياً بالاستمرار وعدم الخوف أو الرجوع.

    

   

قد ولى زمن وائل غنيم

في الوقت الذي كانت الناس فيه تنتشي بفيديوهات محمد علي، خرج علينا وائل غنيم حليق الرأس والحاجبين في أول ظهور له بعد سنوات طوال ليهاجم محمد علي ويهاجم أسلوبه في الهجوم على النظام المصري وكشفه للمستور، الأمر الذي لاقى استهجاناً كبيراً من كثيرين من متابعي وائل غنيم ومن بعض ممن كانوا يعتبرونه رمزاً وأيقونة لثورة 25 يناير، ودعوتهم له بالسكوت والرجوع إلى حالة البيات الشتوي الذي كان يعيشه، مما يدل على أن هذا الزمن لم يعد زمن الطبطبة والحوار الذي يمثله وائل غنيم، ولكنه زمن الضرب حتى الوجع للتيقن بأن العاقبة واحدة التي يمثلها محمد علي.

 

يا واكل قوتي يا ناوي على موتي

لا أدري لماذا تذكرت مشهد دنيا سمير غانم في فيلم لا تراجع ولا استسلام عندما أصابتها الصدمة لما علمت أن رئيسها في العمل يتاجر في المخدرات برغم سابق علمها بمتاجرته في السلاح والآثار، وصدمة الضابط سراج من اقرارها بعمله كتاجر سلاح وآثار وصدمتها من عمله كتاجر للمخدرات، وكانت حجتها بأن المخدرات مضرة أكثر من السلاح والآثار، والحقيقة أن كلهم جرائم يعاقب عليها القانون.

   

لا أدري لما ربطت هذا بمشهد المصريين من صدمتهم عند علمهم بتبديد النظام في بناء القصور والفيلات والاستراحات ونهب الثروات دون محاسبة، في الوقت الذي يتم فيه انتهاك حقوق الإنسان في السجون والقتل خارج القانون والاعدامات المتتابعة في حق شباب قد ثبتت براءتهم بعد تنفيذ حكم الاعدام فيهم والمذابح التي تم ارتكابها من قبل في رابعة والنهضة؟ وكلها جرائم أيضاً يعاقب عليها القانون، لكن المصريون أو البعض منهم لم يلتفت لفساد النظام وجرائمه وتنتفض بداخلهم جينات الثورة الا بعد كشف نهب النظام لأموالهم.

   

في النهاية، هل سيستمر محمد علي في فضح الفساد داخل النظام المصري، أم سيتوقف نتيجة تهديدات أو ضغوط ويرضخ ويصمت ويترك هذا الأمر ويضعه بكامله؟ إن غداً لناظره قريب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.