شعار قسم مدونات

خسارة الوزن.. ما بين التنظيم والحرمان

blogs حمية

كثيراً ما نرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفات غذائية قائمة على الحرمان، تحمل عناويناً جاذبة "اخسر 10 كيلو من وزنك في أسبوع" "الوصفة السحرية لحرق الدهون"، لعلك يا من تقرأ هذا المدونة قد اتبعت أحداً من هذه الوصفات، إن كنت فعلت ذلك فهنيئاً لك لقد وقعت بالفخ.

  

يعارض أستاذ الطب السريري في كلية "وايل كورنيل" في نيويورك إيزادور روزنفيلد حميات تخفيض الوزن قليلة السعرات (أقل من 1200 سعر يومياً)، ويوضح ذلك قائلاً "أن الجسم لا يحتاج للمساعدة في التخلص من النفايات التي بداخله" ولكن الأبحاث تشير إلى أن فقدان الوزن بسرعة يبطئ عملية الأيض، مما يؤدي لزيادة الوزن بوتيرة أعلى سرعة في المستقبل، مع حرمان الجسم من بعض العناصر الغذائية الأساسية بالإضافة إلى ذلك زيادة خطر الإصابة بالجفاف وارتفاع خفقان وإجهاد القلب.

    

تقليل السعرات الحرارية لفترات طويلة من الممكن أن ينتهي بفقدان عضلة القلب، فالأنظمة الغذائية هذه القائمة على الحرمان والتي لا تعطي الجسم احتياجه اليومي الكافي للقيام بوظائفه المختلفة، تضعف الشرايين وتؤدي بذلك لعدد من الأمراض المتعلقة بالقلب بحسب ما يضيف روزنفيلد.

   

الحرمان أم التنظيم؟

يسعى الإنسان بطبيعته وفطرته في فعل أي شيء، إلى اتخاذ أكثر الطرق سهولة ويسر لتحقيق ما يريد، فعند وجود أرض مليئة بالأعشاب الجافة، الحل الأسرع والأسهل لإزالتها يكون بحرقها، الذي سرعان ما يسبب التلوث والضرر للتربة والهواء، حلٌ سريع بأثر سريع وضار.

  

يلجأ الكثيرون إلى صفحات التواصل الاجتماعية وبعض المجموعات عبر فيسبوك تحديداً من أجل خسارة الوزن ظناً بأن من يتعامل معهم ذو حكمة ومعرفة، ولكن سرعان ما يتأثر المنضم لهذه المجموعات سلبياً

كذلك الحرمان حل سريع لكن تبعياته أكثر ضرراً من النتائج، كل شيء سريع الاكتساب خسارته ستكون على نحو أسرع، فالأنظمة الغذائية سريعة النتائج في خسارة الوزن سرعان ما تنقلب على متبعها بزيادة في الوزن في وقت أقل وضرر أكبر في الجسم، الحل الصحيح لخسارة الوزن يكمن في اتباع نظام غذائي يلبي حاجات الجسم اليومية بشكل متوازن، قائم على وضع محددات للطعام يومياً كي نضمن خسارة طبيعية وصحيحة تستهدف الدهون لا العضلات.

 

إن اتباع الأنظمة الغذائية المتوازنة يحتاج للإرادة والتصميم والصبر على هدف أسمى من إنقاص الوزن بحد ذاته، يكمن في السعي لتغيير نمط الحياة الغذائي اليومي، فمن الطبيعي جداً أن يعود الوزن للارتفاع إذا عدنا للعادات الغذائية السيئة بعد كل نظامٍ غذائي نتبعه لأجل الإنقاص، دون التغيير والمتابعة الدائمة لما ومتى نأكل، لابد من استشارة أخصائية لتغذية في حال الرغبة بالشروع في اتباع نظام غذائي مضمون النتائج، فلا يكفي أن تحزم حقائب إرادتك نحو إنقاص وزنك دون علم أو معرفة، لأن الضرر الذي سيلحق بك ذا أثارٍ جمة.

  

يلجأ الكثيرون إلى صفحات التواصل الاجتماعية وبعض المجموعات عبر فيسبوك تحديداً من أجل خسارة الوزن ظناً بأن من يتعامل معهم ذو حكمة ومعرفة، ولكن سرعان ما يتأثر المنضم لهذه المجموعات سلبياً فقد تدعوه إحدى المجموعات عبر إدارة بحسابات وهمية، لشرب أعشاب من تركيبات غريبة أو أكل أغذية لا طعم لها ولا رائحة.

  

وبعد أن يخدع من انضم لهذه المجموعات وسار على نهجها، ستراه يعاني من بعض الأوجاع في القولون أو حرقة بالمعدة، كمثال على ذلك دعوة أحد الأعضاء بمجموعة تَدعي بأنها للاستشارات التغذوية "كثرة شرب الليمون في الصباح الباكر ينقص الوزن ويحرق الدهون خاصة إذا كان على معدة فارغة" ولكن في الحقيقة استمرار شرب الليمون أو الإكثار منه خاصة في الصباح الباكر هو أحد أبرز أسباب الإصابة بقرحة المعدة.

 

في ظل التطور الذي يَطرقُ باب كافة تصرفات الفرد ونمط حياته اليومي، أصبحنا في عصر السرعة حتى على صعيد الطعام سواء في المدرسة أو الجامعة أو العمل بات الاعتماد واضحاً على الوجبات السريعة ذات الدهون والسعرات العالية جداً. فيلجأ عدد من أبناء هذا الجيل من عمر (١٨-٢٥) خاصة على صعيد الفتيات في حال اتباعهم حمية غذائية معينة إلى استخدام أدوية ملينة تعمل بدورها على إفراغ القناة الهضمية من الطعام بهدف عدم اكتساب أجسامهن للمزيد من الوزن الزائد، مع تكرار استخدام الملينات نجد بأن الأمعاء قد اعتادت عليها كما يعتاد الطفل على الحليب كغذاء يومي، مع العلم بأن الملينات تستخدم في علاج مرض الإمساك وباستشارة طبية فقط.

 

تكرار استخدام الملينات التي تعمل على زيادة سرع انقباض وانبساط الأمعاء الغليظة، يسهم في تدمير الجهاز الهضمي مستقبلاً فلا يهضم الطعام كما في حالته الطبيعية، وضرر أخر سيلحق بعملية الإخراج أيضاً، لا تغامر بجسدك بخطوات غير مدروسة، فقد تفقد كثيراً من صحتك بسبب تسرعك وجهلك بماهية الحمية الغذائية وما تحتويه "درهم وقاية خير من قنطار علاج".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.