شعار قسم مدونات

أحتاج بيتا فوق الغيوم الممزقة من لبنات الحب

blogs حب

نثرت الرياح بعض النجوم في الظلام، وعزفت الأشجار الحبيبة سيمفونية من حفيف متلاحق اهتزت على نغمها أعشاب المروج الخضراء. كان الليل سخيا للجمال معطاء.. والحب عظيما كالمحبين.. والسماء الأولى منحتنا لوحة من نجوم عنوانها الجمال.. فلتتدلى النجوم اللامعة وتضيء لنا دروب العتمة! مصابيح الشوارع وأضواء السيارات وقناديل المنازل لا تفي بالغرض. نحتاج شعاعا صادقا نشعر به ويشعر بنا.. وحدها النجوم تفهمنا لأنها زرعت في قبة السماء العلوية.. هناك حيث تقطن أحلامنا، وتسكن آمالنا، وتذهب أحزاننا.

  

أحتاج بيتا فوق الغيوم الممزقة من لبنات الحب وإياي من أحب نتأرجح هناك بأحلامنا ونحلق بسعادة غامرة.. أريد عربة بحصانين؛ أريدهما يرفرفان بين السحاب في مملكة الأحلام السماوية. أريد أن أقفز من غيمة إلى غيمة وإن سقطت فلتتلقفني قوى الحب والسعادة ولتتوقف الجاذبية. أريد جاذبية عكسية.. كأن أرتفع إلى الأعلى لا أن أنجذب نحو الأرض! آه كم كنت ساذجة! لوهلة كنت أتمنى أن أقضم الغيوم كغزل البنات.. طعمها حلو المذاق قليلا، منعش إلى حد بعيد، ما أن تتناول منها قضمة واحدة حتى ترتفع كل هرمونات السعادة أعلى معاييرها! تشعر بنفسك تحلق وبروحك تطير أخف من ريشة طائر حملها النسيم العليل.

 

هي الدنيا لا يليق بها أن تستقر على حال أو تثبت على نوع مشاعر. ولو أننا نمنح أنفسنا للحزن على الدوام لبارت الأفراح وكسدت

ارتعشت من الحب واهتزت ضلوعي.. تعال أخبئك بينها وأدفئك. تحتاج من العمر السنين الطوال حتى تدرك قلبي إن أحب كم الحب الذي يعطيه.. لا تنبس ببنت شفة، فقط أغمض عينيك واشعر بي. هنا الحب أفعال وجنون.. لا منطق ولا كلام وهذه من عادات الغرام فالزمها. أأسف لأني لن أستطيع أن أقول هنا إني أحبك وأرددها حتى الفجر من دون أن أكل ومن دون أن تمل.

 

أحبك.. قالتها عينياي المغرورقتان بالدمع، قالها قلبي المنفطر، قالها فؤادي المنشغل.. هذا يا عمري هواي المشتعل. ليتني البحر وليتك الماء مرجوعك لي ولو وصلت أعالي السماء. ليتني الموج وليتك الهدير.. أنت صوتي ونبرتي ولحني. ليتك الشجرة وليتني أغصانها لأكن ضلوعك. ليتك أنا وليتني أنت لنكن بعضنا.. لم أكن أدري أنني مولعة بك لهذا الحد.. لم أكن لأبوح بهذا لكن النجوم أضاءت مصباحا في قلبي المهجور الذي أتجاهله فرمت فيه نورا ففاض من بعد طول سكوت عشقا.

 

لا تصدق أن أحاسيسي ميتة تجاهك.. يا جاهل أغاني عيني، كلها لك!! تعال نلهو ونلون الغيم عل أحزاننا تجلو، وفرحنا ينهض، وقلوبنا تنبض للحياة من جديد. تعال ننسى الحب فنبرأ ونخطو للخلاص.. لا أقوى على قولها، ولا أقدر على لفظها، لكن لها في القلب منافذ ومسارب إن تخللت منها أغرقته وغطته من كل ناحية! أحبك.. وأضيع بين يديك حين أراك، وأغرق في بحر عينيك حين أراك، وأذوب من شهد كلماتك، وصدق مشاعرك وعذب خيالاتك. ليتني أخبرتك أنني أحبك وأبادلك حلو المشاعر حين صارحتني وأعلنت علي الحب! لا تصدق قولي عندما قلت لك إن أحاسيسي ميتة تجاهك.. يا جاهل أغاني عيني، كلها لك!

 

لنرتشف كؤوس الفرح ونسكر منها حتى نثمل، لننسى الدنيا ونضيع عقولنا ونعيش لحظاتنا! مشروب الحزن حرام، وشاربه قاصر الفهم سقيم. هي الدنيا لا يليق بها أن تستقر على حال أو تثبت على نوع مشاعر. ولو أننا نمنح أنفسنا للحزن على الدوام لبارت الأفراح وكسدت، وضيعنا على أفئدتنا ماء الحياة وإكسير السعادة. سأعترف بحبي لك إن أعطيتني وعد؛ أن نمزج حبنا بالفرح، أن نحلق بأجنحة العشق في سماء السعادة، أن نكتب بأقلام الغرام الملونة الزاهية قصصنا الجميلة.

  

لا تقسو علي في الهوى، ولا تؤلمني!! امنحني الطمأنينة والحنان؛ فأنا أخاف العيش في الظلام. لا أريد أوجاعا وحزنا داكن وبكاء دائم على أثر الحبيب. أريد أن أحيا بسلام معك، حضر أقلامك وحبرك فهناك اتفاقيات ومفاوضات عليك توقيعها وهدن سلام، عقارب الوقت حين لا تكون أنت ثقيلة كالهم على قلبي، والساعات التي أقضيها ببعدك شتات. لا تبخل علي بحضورك، جد علي من فيض كرمك ومن علي بتكثيف الزيارات.. لا أريد أن أخبئ عليك شيئا.. أشعر بأنني اشتقتك!

  

امنحني فرصة ثانية لأخبرك كم أحبك، حول سكة القطار عند محطة شوقي.. سأحضر في الموعد ومعي حقائب غرامي ولوعتي علني ألحق بعربة قطار حبك الأولى. ابعث لي ببريد رسائلك باكرا ولا تتأخر، سأنتظر ساعي البريد من المساء ساهرة أرقب النافذة وأتطلع إلى صندوق بريدي متلهفة بشوق لعطر كلماتك، أريد أن أحبك أكثر وأعبر أكثر، لكن كلماتي باتت قديمة وحروفي رثة وما يليق بك يجدر به أن يكون في مقامك.. ولا أجد كلمة في قاموس اللغة من مقامك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.