شعار قسم مدونات

دقت ساعة المستقبل.. ماذا بعد الثانوية العامة؟

blogs - university

لا يخلو حديث عن الثانوية العامة من ذكرياتٍ عدة للجميع، ذكرياتٌ تجمع في طياتها كل أنواع المشاعر الممكنة، نشارك تجاربنا للآخرين الذين يمرّون بها الآن، لعلّها تضيء لهم الطريق الذي يجهلون بعض ملامحه، ويؤرقهم السؤال دائمًا: ماذا لو لم أحصد المجموع الذي أريده؟ هل هذه هي نهاية الطريق؟

في الحقيقة، عليك أن تدرك أولًا أن الطرق متنوعة، لا يوجد هناك طريق واحد صحيح، إنّما كل الطرق يمكنها أن تقودك إلى النجاح، فربما تحصد المجموع الذي تريده وتدخل إلى الكلية التي تحب فتبدع بها فعلًا، وقد تندم على قرارك. وربما لا تحصد المجموع الذي تتمناه، فتجد نفسك في كلية أخرى تصنع بها إنجازاتٍ عديدة، أو ربما تُصاب بخيبة أمل ولا تفعل أي شيء. جميعنا مررنا بهذا الأمر، لن أحدثك عن تجربتي أو تجربة أحدهم هنا، كل ما أريده هو أن نفكر سويًا في إجابة عنوان المقال: "دقت ساعة المستقبل.. ماذا بعد الثانوية العامة؟"

أيًا تكن النتيجة التي سوف تحصدها خلال الأيام القادمة، تذكّر بأنّ الحياة تجربة، وأنّنا نخوضها لنعرف ونتعلم ونستمتع، فجهّز ذاتك للانطلاق نحو حياة جديدة

1- اشكر نفسك على تحملها هذه الفترة: أنت الآن أنهيت مرحلة قد تكون هي الأصعب على المستوى الدراسي، اشكر نفسك على صمودها طوال هذه الفترة وأنها انقضت على خير، وتأكد أنّ الله عز وجل سيقدر لك الخير أيًا تكن النتيجة.

2- تحرر من ضغط الثانوية العامة ذاته: في الجامعة، تختلف الحياة تمامًا عن الثانوية العامة، عليك أن تبدأ بالتفكير بشكل مغاير لما اعتدت عليه من قبل من حيث ضغط الدراسة وكيفية التعامل معها، بل ابدأ في تكوين نظرة جديدة للعالم المختلف الذي ستقبل عليه، لا يعني ذلك أنّ حجم المذاكرة سيقل بالتبعية، فهناك بعض الكليات العملية التي تحتاج إلى مجهود مستمر في المذاكرة، لكن ستدرك في حينها حجم الاختلاف بين ما كنت فيه وبين ما سوف تصبح عليه.

3- الجامعة مساحة للتجربة: العالم كلّه مفتوح أمامك الآن، ولديك مساحة كبيرة للتجربة والتعلّم بشغف ومعرفة المزيد عن كل شيء، ستجد أمامك أنشطة طلابيّة يمكنك الاشتراك بها، يمكنك أن تبحث عن فرص للسفر إلى الخارج للدراسة أو التدريب أو لاكتساب الخبرات بشكلٍ عام، ستكوّن صداقات وشبكة علاقات ستساعدك كثيرًا في المستقبل. أيًا تكن كليّتك، عليك أن تؤمن بأنّ هناك أبوابًا عديدة يمكنك أن تطرقها في فترة الجامعة، فقط عليك أن تحسن اختيار الوقت المناسب للدخول.

4- ادرس ما تريده حتى لو بمفردك: لا يعني عدم دخولك الكلية التي ترغبها بأنّ مجال دراستها قد أغلق، بل إنّه بإمكانك دومًا دراسة ما تريد حتى لو بمفردك، سواءً من خلال مواقع التعلّم الذاتي التي توفر دورات في مجالات التعلّم كافة، أو من خلال القراءة والبحث المستمر، وربما الممارسة أيضًا إن سنحت لك الفرصة في بعض المجالات، كمن يحبون أشياءً مثل الكتابة والفلك والإذاعة وغيرها من الأشياء التي يمكن العمل بها دون الحاجة إلى الدراسة في كلية متخصصة بشكل رئيسي.

5- أنت تملك الطريق لا العكس: قصدت أن أذكر هذه النقطة مرة في مقدمة حديثي، ومرة أخرى الآن لأذكرها باستفاضة. على المستوى الشخصي كنت أرغب في دخول كلية الهندسة، لم يحالفني الحظ، ودخلت إلى كلية التجارة، بالنسبة لي أؤمن جدًا بأنّ هذا أجمل ما حدث لي في حياتي وأن دراستي للتجارة هي أمتع ما يمكن دراسته، وأحب الكتابة وأمارسها بشكلٍ احترافيّ.

لي أصدقاء يحبون الطب كثيرًا ويبدعون في دراسته، وفي الوقت ذاته يفعلون أشياءً أخرى بجانب الدراسة. وبالطبع توجد نماذج أخرى تعاكسنا، نحن لسنا الأفضل، لكننا فقط آمنا أننا نملك الطريق، نملك القدرة على تشكيله كما نريد، سواءً كانت تفاصيله الأولى كما تمنيناها أو لا، لكننا في النهاية عملنا على صناعة بقية ملامحه طبقًا لرغبتنا. فالآن يا صديقي وأنت على بداية الطريق دعني أخبرك أنّك أيضًا تملكه، أيًا تكن النتيجة التي سوف تحصدها خلال الأيام القادمة، تذكّر بأنّ الحياة تجربة، وأنّنا نخوضها لنعرف ونتعلم ونستمتع، فجهّز ذاتك للانطلاق نحو حياة جديدة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.