شعار قسم مدونات

يوسف العصر

BLOGS مرسي

جاء الرئيس المصري الأسبق، الدكتور محمد مرسي، إلى سدة الحكم بعد سنين عجاف، فتمثلت أولى التجارب الديمقراطية في مصر، ليكون عام يغاث فيه الناس، ومنه يبدؤون حياة جديدة، حياة تطمح أن تعيشها شعوب العرب قاطبة، عندما رأوا أربع تجارب حكم قمعية قد سبقت مجيئه، فكان وصوله بمشروع النهضة الذي تبناه، نقلة نوعية في عقلية المواطن العربي فاجتباه ربه ليكون أول رئيس عربي منتخب، يصعد إلى الحكم بانتخابات ديمقراطية، أجمع خصومه قبل مؤيديه على صحتها ونزاهتها.

 

فأتاه الله الملك وجعله على خزائن مصر، فكان نصيرا لشعبه وأمته، فخلال 356 يوم من الحكم ارتفع فيها النتاتج المحلي 2.4 بالمئة زادت نسبة السياحة 10 بالمئة زاد إجمالي الاستثمارات المنفذة بنسبة 6.7 بالمئة زاد انتاج القمح 30بالمئة وعلى الصعيد الخارجي ومن المواقف التي لا تنسى لمرسي عندما وقع العدوان على قطاع غزة في عام 2012 قال هذا أخي في إشارة إلى الشعب الفلسطيني.

 

وتحدث في كلمة ألقاها "لن نترك غزة وحدها، إن مصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس، ونقول للمعتدي إن هذه الدماء ستكون لعنة عليكم وستكون محركا لكل شعوب المنطقة ضدكم، أوقفوا هذه المهزلة فورا وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبدا أن تقفو أمامها غصبت شعب وقيادة"

 

أبكيتنا يا رئيس رئينا بك خيرا دعونا لك سر وجهرا دعونا الله أن ينصرك ونصرك الله بأن رفعك اليه ورفع الله ذكرك بين البشر، ستكون يا مرسي شاهد على كذب المنظمات الحقوقية ودعاة الديمقراطية
وجاءوا على قميصه بدم كذب

سارع أصحاب الثورات المضادة وأدوات الدولة العميقة وخصوم الربيع العربي إلى إجهاض الثورة منذ ولادتها فأجمع أخوة مرسي أن يقتلوه أو يلقوه في غيابات السجن، فكادوا له، وأجمعوا أمرهم وأسروا النجوى، وجاءوا بانقلاب عسكري في الثالث من يوليو انتهى بوصول الجنرال عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، فاتهموه بقضايا التخابر مع قطر وحماس، وكالوا له التهم دون الدليل أو البرهان، فعاش ظلم يوسف وسجنه، متمسكا بالشرعية إلى الرمق الاخير من حياته وكان حريص على عدم إراقة الدم المصري، فأوذي هو ومن معه وكان السجن أحب اليهم مما آلت اليه الأمور.

 

ملف القضية

اعتقل الرئيس مرسي، على تهم لم تستطع المحاكم المصرية اثباتها عليه، فوجد كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصة ظلمه متمثلة في ابيات الشعر القائلة: إذا خان الأمير وكاتباه…وقاض الارض داهن في القضاء فويل ثم ويل ثم ويل… لقاض الرض من قاض السماء.

 

أبكيتنا يا رئيس رئينا بك خيرا دعونا لك سر وجهرا دعونا الله أن ينصرك ونصرك الله بأن رفعك اليه ورفع الله ذكرك بين البشر، ستكون يا مرسي شاهد على كذب المنظمات الحقوقية ودعاة الديمقراطية ستكون شاهدا على غذر الصديق ومن جُرفَ معهم وباع نفسه ودينه وافكاره ومبادئه إلى احذية العسكر.

 

ماذا بعد مرسي

مرسي الان لم يعد رئيس متضهد اليوم مرسي أصبح رمز لأحرار العالم بل وأصبح وسم لتميز به الاحرار من الاشرار والخائن من الأمين، ويقال إن آخر عبارات الدكتور مرسي كانت:

بلادي وإن جارت علي عزيزة .. وأهلي وإن ضنو علي كرام

  

ياااه يا دكتور ما سلامة القلب التي أعطاك الله إيها رغم الظلم والقتل والتنكيل والتأمر إلا أن الله آتاك سلامة القلب فلم تحقد ولم تبغض تمسكت بالشرعية ودعوت إلى السلمية حرص على دماء من خانك فكان حق على أتباعك أن يخرجوا بخير القصص التي تروى في الكرامة والحرية للاجيال القادمة فالفكرة باقية والأجيال صاعدة والعمل مستمر والإيمان يزيد.

 

وما كان مرسي إلا مثله مثل من سبقه من حملت الفكرة فالفكرة باقية ممتدة والأشخاص زائلون فلم تتوقف هذه الدعوة بموت مؤسسها ولا بقتل وتعذيب اتباعها ستكون دعوة الإخوان المسلمين هي الدعوة الخالدة التي كلما حُرِبتْ اشتدت، وزاد اليقين بأنها دعوةُ النصرِ والعودة، وما كان لي اليوم أن أبكي الرئيس أو انعاه ولكن مما جال في خاطري قصيدة إبان صعود الرئيس مرسي إلى الحكم، كتبت وقلت:

  

كفاك اليوم يا أرضِ هوانا        فمن يا مصر سواك سوانا

ومن يا مصر أسماك الحنين        سوى المشتاق عن دار مكانا

سئمنا الذل حتى الوقت هذا        وما قلنا صروح في سمانا

دعونا الله في جوف اليالِ        فرب العرش سمّاع دعانا

فبعد العسر قد شاهدتَ يسراً        وبعد الصمت قد جاءَ الأذانا

فشعب العرب ثوّار ويحكي        إلى الأمجاد قول في شفانا

أما شاهدتَ ثوار الأراضِ        فقد قالوا بأن الكفرَ كانَ

وما شاعوا بأن الذل فيهم        وقد شاعوا بأن القلب لانا

وشعبٌ كابد الأحلام كأسً        من النيلين من أرضِ الكنان

فجارَ العز أنهارً بفجرً        ليحي الأرض من فيها علانا

فجدد قول من قالوا قديما        أحب الأرض ولتصبح جنانَ

  

فما كنت إلا مشرقا بين حشود الظالمين فقضى سجنه صابرا ًمحتسب لله وقد أحسن الله اليه اذ أخرجه من السجن إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيعُ أجر المحسنين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.