شعار قسم مدونات

سهيل الحسن.. النمر الوردي ومزرعة البطيخ

blogs سهيل الحسن

سُهيل الحسن المُلقب بالنمر، يعمل حاليا قائداً لقواتِ النمر النخبوية أو كما تشاؤون تسميتها، يَتَبجح النمر في فيدوهاتهِ متباهياً بتكتيكاته العسكرية مثل شابٍ ورث مزرعة البطيخ لعمهِ المُغترب في المكسيك، النمر لا يفهم شيئا في البطيخ والعتالة وحقن الهرمونات، وكلما مرّ أمامه "المزارع" يبدي لهُ الكثير من الاحترام، لأنه رجل منطقي ويعرف مكانتهُ في أرض المعركة.

 

النمر يا أصدقائي نصفُ رجلٍ طموح وعقلاني بعض الشيء فهو يعرف من هم -أعداءُ العالم- بحسب تسميته، يصلحُ لأن يكونَ أمين حزب قُطري وليس قَطري بسبب العداء بين الدولتين الشقيقتين، لإمكانيته دَبْ روح الحماسة عن طريق خطبه الرنانة العفوية الغير مدققة لغوياً ولا حتى إعرابياً،

  

يُشاع في الأوساط السورية أن النمر لم يخسر معركة قطْ ويشيدُ الموالون بأنهُ خالد بن الوليد هذا العصر وشتّان بين الثرى والثريا، ولكن ماذا بالنسبة لحصار وادي الضيف الثاني الذي يعتبر خسارة مفجعة في حقه، حتى أن مساعد أول في صفوف الجيش الموريتاني قال لي بأن هذا حصار لو تعرضت له لاستطعتُ -أن أفكو بسناني- ما علينا. يحاول الروس تلميع صورة سهيل الحسن لكي تلتفْ الناس من حولهِ وهذا تصرف ذكي جدا افتقدناه في الأوساطِ المعارضة فلا يوجد أحد نلتف حوله ولا هيئة تُمثل آرائنا السياسية ولا حتى رأس بصل يابس نشويه على أطلال لجوئِنا.

  

  
في فديو نشرته إحدى وكالات الأنباء الروسية سمتهُ مطحنة اللحم يظهرُ النمر الوردي مُتخبطاً في ظل هجمة قواتِ المعارضة على محورِ حماه يحاول عبثاً رفع معنويات جنودهِ منادياً بأن العدو قد إنحر وما هي إلا ساعات ويثبت قدمهُ في إدلب ومن محور آخر قامت فصائل المعارضة وإلى هذا اليوم بشن هجمات فيما يبدو بأنها معركة مصيرية لإرجاع الثورة الى سيرتها الأولى لم نرى إلى الآن أية تصريح من معارضة الخارج عما يحدث في إدلب فهم مشغولون بالمؤتمرات الفارهة والحجوزات الفندقية الأكثير تقييما في المنطقة يحاولون عبثاً جني ما استطاعوا من جاهٍ وسلطة والدم السوري يُهدر -لبو موزة-.

إخوتي الاعزاء بعد أن تنتهي الحرب.. "عندما تخلص الأزمة" أسمعها كثيراً من كل الذين ألتقيهم كلمات ملؤها الأمل واليقينِ بنهاية حربٍ سَممت حياة الناس وخنقت أحلامهمُ كما كلّ حرب! أحياناً أفكّر أن أصبح وغداً؛ وأذكّرهم أنّ هنالك حروباً استمرّت طويلاً.. الحرب الأهلية في إيرلندا مثلاً اندلعت في القرن الثاني عشر لتخمد في تسعينات القرن الماضي، لكنني لا أفعل، فأنا مثلهم أنتظر أن تنتهي هذه الحرب ولا أدري لماذا، أما بالنسبة للموالون في الداخل فقد فُرض عليهم البقاء في سوريا تحت رحمة الميلشيات الروسية والإيرانية والقوات الغفيرة التي جاءت لكسب قوت يومها واستعراض قوتها العسكرية لعلها تصبح وريثة للحكم ولكن هذه المرة ليس بتعديل على الدستور في غضون خمس دقائق ولكن عن طريق قتلها وتشريدها لمئات السوريين الذي هان بهم الدهر وتشردوا في مقتبل العمر بين نازح ومعتقل ومنتقلٍ إلى جوار ربه.

سيظن من يقرأ التدوينة بأنني خفيف دم وسيزداد طوله مائة متر من شدة الفرح والابتهاج بهذا الطرح، ولكن أنا لا أهتمّ.. أنا وكمثلي من اللاجئين أكره ما يجري في سوريا، وألعن أمّ اليوم الذي دخلت فيه الحرب هذا المنحنى، وإذا كان يهمك، فأذكر أنه عندما بدأت الثورة كان الاعتراض على تسميات لا تسمن ولا تغني من جوع تراوحت ما بين باقية وأتمدد إلى الموت ولا المذلة، وأذكر أنه في أول مظاهرة شاركتُ بها كانت الهتافات بريئة وسامية فكُنا ننشد الموت ولا المذلة فنال من نال الموت ومن بقي نال المذلة من نزوحٍ وتشرد بالإضافة إلى الكثير من الخزي والعار لمن خان وحدة صف السوريين وشرّد بهم من خلفهم وباع برائتهم بملاليم وليس ملايين.

 

يبدو لي بإن ذلك مروّعاً أقسم بالله؛ وأشعرُ لوهلة بأننا دخلنا إلى متاهة قطة شرودينغر فنحن لا ندري إن كنا على قيد الحياة أم لا حتى يأتي فرج الله وكلٌ يُمسكُ صحفيته بيدهِ. ما علينا يا أكارم أقول هل ممكن أن تصبح سوريا الحسن يوما ما؟ أم سنغني على مآربنا –ما عاد بدري- لمحمد عبده، الله ورسوله أعلم فقد ضربت علينا الذلةُ والمسكنةَ إلى يومِ يرجعونْ.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.