شعار قسم مدونات

أميرة هشة أم محاربة بقوى خارقة؟

blogs تفكير، تأمل

وها أنا أقف هنا مجددا، المكان "ساحة المعركة" الزمان "أنا إلا أنتم"، خائرة القوى هادئة في القمة تعتلني دمعة ألمٍ وابتسامة نصر، كأنما هذا الجسد الذي يحملني حُطام كل جزء منه يرغب في إسقاط الجزء المجاور له.

 

جسدي المرمم ندوبه بذهب جعله يعكس إشعاعا وجمالا يَسُرُّ كل الناظرين عن بعد، كأنما أشلاء هذا الجسد الوحيد يحمل في عروقه دماء الأبطال أبى السقوط ليسقط هو أمامه العالم، نسيم عليل يلي العاصفة يداعب خصلات شعري في مشهد هوليهودي يثير إغراء النظرات العابثة حولي، فانحنى العالم لعظمة التمرد، وانحنى تمرد العظمة أمامي لتتحرر روحي من أغلالها الفلاذية وتكسر القضبان الحديدية التي قيدتها منذ مدة، أفشت عن الألم والانتقام عن الدهشة والصدمة والظلم والظلام، خالفت وعارضت إلى أن دنست بذلك ميزان العدالة الذهبي الصدئ.

   

أنتي يا أختاه ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ وﺍﻟﻤﺠﺪ، أنتي ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، أنتي صانعة ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، رائدة ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺷﻌﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، أنتي ﻃﻤﻮﺡ والديك، أم ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﻓﺨﺮ أبنائك

حاء الحب راء الغدر باء الغَضَب "حرب"، حرب داخلية وخارجية خضتها بشرف كمحاربة فخورة باحتراق جروحها لا بل وأدعي فوقها رائحة الاحتراق داخلي بخورا، عالمي أباح إكسير الخيانة لينتشيها زعماء الغدر بكل وقاحة من كؤوس الأباطرة العظماء، وقفت أمامهم عاجزة من ذهول الصدمة مستغربة احترفت الصمت وما كنت إلا للرب مناجية باستحياء "خلصني منهم يالله، أطلِق سراح هذه الروح"، الله يعلم الله يشعر الله يرانا والله يستلطفني، وأنتم ماذا؟ تعلمون أنكم مخطئون وتدينتم عبثا كومة معقدين فقدتم لذة استحضار الرب لتأتوه في الجهر خمساً بينما هللتم لشيطان داخلكم في السر خمسيناً، كفروا بالمشاعر يارب كفروا بالمبادئ فكيف لهم أن يكفروا بشيء خلقته أنت؟

 

الاستسلام للشر والفتنة وممارستهما ما هو إلا مجرد ضعف في الشخصية إذن أنتم مجرد عبيد عشقوا الخضوع، الله لم يخلق الشر بينما البشر فعلوا فهل حقا تعبدون ما صنع البشر؟، نظرة شفقة ثاقبة مني حطمت تمثال العشرات منكم نُثِرَ غُباركم ليلتحق وغبار الذكريات في سحب حولي كانت رفيقة دربي وأنا التي لم آذن لها بذلك في صواعق تُمطر كلما أَمْطَرْتُ أنا فتغسل تلك الخدود وتصعق جسدي المُنتكس لتنعشه من جديد، حينها تلزم الروح مُستقرها ويسير الجسد في خُطى ثابثة إلى الأمام ألجم زمام الأمور من جديد وأتقن فن السيطرة والقيادة علي وعلى الجميع بحنكة وتباث أعتلي حافة القمة وألفظ أنفاسي المُجهدة بعمق.

  

وقفة استراحة، استراحة محارب مستحقة ربما، فحتى القبطان الوفي لزورقه يعلم أن البقاء فوق المياه طويلا أمر خطر، العواصف أقصد العواطف صلة وصل بيننا تلك الكذبة اللعينة المطلقة، ليست نهاية هذه الدنيا الملونة فحدودي الآن أصبحت آآمن من حدود أي بلد، أعتذر، مجتمعنا صنع منا ما نحن عليه اليوم دون قصد، جعل من خارجنا فردوسا يلتهب دون أن يحترق، ذرعا قويا يحمي الجوهر النفيس كي لا يخدش، امرأة ناضجة بكل معايير الثبات والرزانة تحمل على عاتقها ضعف ما قد تتحمله ربما أنت، قادرة على التكيف وجميع المهام، تملك من صفات القيادة والكاريزما ما يجعلها تحتل بحضورها المكان جله، تتمتع بحس للتنافسية الشريفة، شخصية خلفت درسا ورائها حتى لو لم تعترفوا به جهراً ففي ذواتكم سيبقى أثره، تزيد وراء كل نجاح تعبت من أجله فقط تواضعا بينما زاد من نالوه جاهزا فقط تكبرا.

   

أنتي يا أختاه ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ وﺍﻟﻤﺠﺪ، أنتي ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ، أنتي صانعة ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، رائدة ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺷﻌﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، أنتي ﻃﻤﻮﺡ والديك، أم ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﻓﺨﺮ أبنائك، أنتي حامية ﺍﻟﺪﻳﻦ، حامية عرضها وأعراض أخواتها، أنتي ﻗﻮﺓ ﺍلإﺭﺍﺩﺓ، ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﻭ حاملة ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ، أنتي حاملة، ﺍلأﻗﻼﻡ، ﺍﻟﻨﻮﺭ، الإﻋﻼﻡ، أنتي جهبذة ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ، رمز من رموز ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ في، العلم، ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، وتذكري دائما أنك من احترمت حتى اللغة كبريائها فلم تكدسها والأخريات في مفرد جمع، شامخة رغم الإنكسارات أنتي من لم يجد الضعف إليها يوما سبيلا. أنتي امرأة خارقة، تنتصر أو تنتصر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.