شعار قسم مدونات

نحفظ ونستعد ومن ثم نرسب في الامتحان.. لماذا؟

BLOGS كتابة

تعتبر فترة الاستعداد للامتحانات بالنسبة للطلاب بمختلف مستوياتهم الدراسية بمثابة معاناة حقيقية الأمر الذي يدفع عددا منهم للغش فالطالب في هذه الفترة يكون تحت ضغوط نفسية وتوتر تأثر سلبا على مسيرته وعطائه العلميين بل قد يأثر هذا على صحته أيضا خاصة في المستويات الإشهادية وهذا كله ناتج عن عدم الفهم السليم لوظيفة الامتحانات وحقيقتها وكيفية التعامل معها، فما هو التعامل الصحيح والصحي مع الامتحان؟ وكيف يمكن للطالب تجاوز هذه المرحلة دون مضاعفات نفسية؟ وكيف يمكن الاستفادة من الامتحانات في تقويم المسيرة العلمية؟

إن تصحيح مفهوم الامتحان لدى الطلاب ضرورة ملحة وذلك لتجاوز الكثير من الاختلالات ولهذا وجب أن نعرف بالامتحان في بعده الجزئي فالامتحان ما هو إلا تقييم دوري أو سنوي للأداء العلمي للطلاب واختبار ما لدى الطالب من معارف لذالك ينبغي إيلاء الدراسة والبحث أهمية طيلة فترة الدراسة دون انقطاع أو إهمال بحيث تكون السنة الدراسية كلها امتحان للطالب وبذالك سيشعر الطالب بأن الامتحان هو مجرد تقويم علمي عادي يختبر فيه مهاراته العلمية ومكتسباته المعرفية من أجل إغناء المسيرة العلمية وترشيدها فالأخذ بعين الإعتبار حقيقة الدراسة هي أنها إمتحان دائم للمتعلم هذا ما سيدفعه لمداومة البحث والإطلاع وهذا سيقيه من الانعكاسات السلبية على صحته النفسية، وبهذا سيصبح الإمتحان محفزا له في مسيرته العلمية لمداومة البحث والاشتغال العلمي ويحتاج هذا كذالك إلى بعض الإشارات في التعاطي مع الإمتحان من الجانب الإجرائي التي ينبغي للطلاب تفعيلها أثناء الإعداد للإمتحانات والتي يمكن الإشارة لبعضها على شكل عرائض كالأتي:
 

الامتحان لبنة أساسية في مسيرة البحث والتكوين بالنسبة لطالب من جهة وللمؤسسات العلمية من جهة أخرى حيث يكون الامتحان عامل تقويم وترشيد للمسيرة العلمية لطالب ولا يمكن حصره بمجرد النجاح أو الرسوب

1- تنظيم الوقت: تحديد مدة للإشتغال اليومي والمستمر بفاصل زمني بعيد عن فترة الإمتحان تجنبا للإعداد تحت الضغط تقسيم الإشتغال اليومي على فترات زمنية وفق خطة تسمح لطالب بتجنب الإجهاد أو الخلط بين المواد وهذا فين تجنب للعشوائية.
2- المذاكرة الجماعية: بعد الإعداد الفردي وبالنسبة لطلاب بعض التخصصات تكون المذاكرة الجماعية مسهمة أكثر في ضبط وترسيخ المعارف وتبادل الأفكار وخصوصا بعض التخصصات التي تنتمي لمجال العلوم الإنسانية حيث لا تقف أهمية المذاكرة الجماعية عند ترسيخ المعارف وإنما تتعدى ذالك إلى تلقين مهارات في التواصل وإغناء الفكر عن طريق الحوار ولهذا قيمة هامة في الأختبارات الشفوية في المقابلات العلمية المباشرة.
3 اختيار فضاء مناسب: اختيار فضاء يتسم بالهدوء بحيث يحصل التركيز أكثر ويحبذ أن يكون مكتبة بإعتبارها مشجعة إذ أن معظم المكتبات تلزم روادها بالهدوء أو في بعض المقاهي التي أصبح يرتادها كثير من الطلاب للإعداد اليومي. 

4- الراحة: أخذ قسط من الراحة عند اقتراب موعد الامتحان، إن كل ما سلف ذكره عن الامتحان وماهيته وبعض الكدمات النفسية التي تعترض بعض الطلاب أثناء الاختبارت تحت عامل الضغط والإشارة إلى بعض الخطواة التي من الممكن أن تساعدهم في التعامل مع الامتحانات كل ذلك يجعل من الامتحان لبنة أساسية في مسيرة البحث والتكوين بالنسبة لطالب من جهة وللمؤسسات العلمية من جهة أخرى حيث يكون الامتحان عامل تقويم وترشيد للمسيرة العلمية لطالب ولا يمكن حصره بمجرد النجاح أو الرسوب فأهميته تصل إلى مستوى مساءلة مدى تفاعل الطالب مع المعارف التي يتلقاها ومن ثم تحديد الاختيارات العلمية والمعرفية من جهة ثم تنميتها والتنبيه إلى بعض نواقصه من جهة أخرى وكذا المعارف والعلوم التي ينبه السؤال إلى مكامن النقص فيها أو ما يحتاج الإضافة باعتبار العلم ينموا بالحذف والإضافة أو النقد والنقد المضاد وهكذا يكون الامتحان عامل تقويم للمتعلم ولمعارفه ولا يمكن الإقتصار على مجرد النجاح أو الرسوب لأن ذالك إخلال بمتطلبات التكوين وبناء المعارف وتنمية الوعي العلمي. كما يحثنا ديننا الحنيف على مداومة طلب العلم والاجتهاد ففي كتاب الله يقول المولى عز وجل قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله عليه طريقا إلى الجنة أوع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.