شعار قسم مدونات

كأنها القيامة.. نظام الأسد يشن حرباً مفتوحة على إدلب

blogs سوريا

في تصعيد مفاجئ وغير مسبوق وبدعم روسي مطلق، بدأ نظام الأسد وحليفته روسيا بشن حرب مفتوحة على محافظة إدلب شمال سوريا وأجزاء من محافظة حماة، في تصعيد مفاجئ، معلنين من خلاله إنهاء العمل باتفاقيتي استانة وسوتشي، واللتين تنُصان على خفض التصعيد وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تتجول بداخلها الدوريات التركية والروسية على طول خطوط التماس بين المعارضة والنظام السوري.

بدء التصعيد العسكري

بدأت قوات النظام بدعم جوي ومدفعي من القوات الروسية الموجودة في سوريا بشن حملة عسكرية منظمة وعنيفة تستهدف الأجزاء الخارجة عن سيطرة نظام الأسد في حماة وإدلب. وقد بدأت الحملة العسكرية باستهداف المناطق المدنية بعشرات القذائف والصواريخ بشكل يومي ولأكثر من ثلاثة أشهر، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين، إضافة إلى نزوح عشرات الٱلاف من مدنهم وقراهم الواقعة ضمن المناطق المستهدفة. ونشر فريق منسقو استجابة سوريا قبل نحو أسبوع من الآن إحصائية جديدة تحدث فيها عن ضحايا القصف الجوي والمدفعي الذي نفذه نظام الأسد و روسيا على المناطق المحررة في حماة وإدلب وحلب منذ شهر شباط/ فبراير وحتى الآن.

بات من المعروف عن روسيا سياستها التدميرية التي تطال المنشٱت الحيوية مثل المشافي والمدارس ومراكز الدفاع المدني، كما حصل في مدينة حلب والغوطة الشرقية في ريف دمشق

وقال الفريق في إن 418 مدني معظمهم نساء وأطفال قتلوا منذ توقيع اتفاقية المنطقة العازلة، خلال الفترة الممتدة بين 17 سبتمبر 2018 وحتى اليوم في محافظتي إدلب وحماة وحلب، بينهم 272 مدني قتلوا في محافظة إدلب وحدها. في حين كانت إحصائية الضحايا من المدنيين خلال للحملة العسكرية الاخيرة أكثر من 312 قتيل بينهم 107 أطفال، حيث ارتقى في محافظة إدلب وحدها 234 قتيل، وفي حماة 68 قتيل، بينما سجل في محافظتي اللاذقية وحلب 10 قتلى، مع التنويه أن هذه الاحصائة لا تشمل ضحايا القصف الجوي الذي بدأ في الثاني من أيار الجاري.

تهجير المدنيين

بدا جلياً أن هدف روسيا ونظام الأسد من حملتهم العسكرية على المنطقة الجنوبية من إدلب والشمالية من حماة هو إفراغ المنطقتين من سكانهم المدنيين، في إطار سياسة التهجير القسرية التي تسبق أي عملية عسكرية تقودها روسيا على مناطق المعارضة. وبحسب إحصائية نشرها فريق منسقو استجابة سوريا، المعني باغاثة النازحين في مناطق الحروب داخل الأراضي السورية فإن 216348 مدني قد نزحوا من منازلهم في المناطق

قيامة إدلب

تفاجئ سكان ريفي إدلب وحماة الخارجين عن سيطرة نظام الأسد في صبيحة الثلاثين من نيسان المنصرم بقيام نظام الأسد بإعادة استعمال سلاح البراميل المتفجرة ذات القدرة التدميرية الهائلة، حيث ما تزال قوات النظام منذ ذلك اليوم وحتى الآن تكثف من استهدافها لعشرات القرى في حماة وإدلب بمئات البراميل المتفجرة والأللغام البحرية، ما تسبب بموجة نزوح كبيرة جداً تجاه الحدود السورية التركية، فضلاً الدمار الهائل الذي لحق بممتلكات المدنيين. حيث وثق ناشطون في أدلب منذ بدأ حملة القصف الجوي التي ينفذها الطيران الروسي والطيران الحربي التابع لنظام الأسد، استهداف إدلب وحماة بأكثر من 500 غارة جوية وبرميل متفجر، بمعدل يصل إلى 100 صاروخ وقذيفة في اليوم الواحد، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء.

استهداف المنشآت الصحية والمرافق الحيوية

بات من المعروف عن روسيا سياستها التدميرية التي تطال المنشٱت الحيوية مثل المشافي والمدارس ومراكز الدفاع المدني، كما حصل في مدينة حلب والغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث كانت الطائرات الروسية ومن خلفها نظام الأسد من السباقين في استهداف المشافي، في تصرفات تعتبر منافية للاتفاقيات الأممية التي تعتبر من استهداف المشافي أثناء الحروب من أكثر جرائم الحرب بشاعةً.

وأثناء الحملة العسكرية الأخيرة على حماة وإدلب دمّر الطيران الروسي فجر الأحد 28 نيسان/ أبريل أحد أهم المشافي في ريف حماة المحرّر، وذلك عبر استهدافه بشكلٍ مباشرٍ بعدّة غارات جويّة محملة بصواريخ شديدة الانفجار. وأعلنت مديرية صحة حماة الحرة صباح ذات اليوم، عن خروج "مشفى 111" التخصصي للنسائية والأطفال في مدينة قلعة المضيق عن الخدمة، جراء استهدافه بشكل مباشر بغارة جويّة نفّذها سلاح الجو الروسي.

وقالت المديرية في بيانٍ لها: "استهدف الطيران الحربي الروسي بالصواريخ الارتجاجية مشفى 111 التخصصي للنسائية والأطفال والذي يقع في ريف حماة الشمالي الغربي بعد منتصف ليلة أمس السبت، ما تسبّب بأضرارٍ كبيرةٍ في بناء وأقسام المشفى وبعض الأجهزة الطبيّة دون وقوع إصابات بشرية. وأضاف البيان: "مديرية صحة حماة تعلن خروج المشفى عن الخدمة بشكلٍ كامل بسبب الاستهداف المباشر و تعرض المنطقة للقصف المستمر، كما نعلن العمل بخطة الطوارئ في المنشآت الصحية العاملة في منطقة سهل الغاب وريف حماة الشمالي". كما تعرض كل من مشفى اللطامنة شمال حماة ومشفى ترملا جنوب إدلب إضافة للنقطة الطبية في الهبيط المجاورة لقصف مماثل، في إطار السياسة الروسية الهادفة إلى إضعاف البنى التحتية في المناطق المحررة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.