شعار قسم مدونات

حرب إيران بالوكالة ورد فعل التحالف العربي

blogs الحوثيين

هناك استغباء متعمد ومقصود في التصريحات الأخيرة للتحالف السعودي الإماراتي إزاء الضربات الموجعة التي تعرضت لها شركة ارامكو النفطية التي تعتبر عمود الاقتصاد السعودي والسفن التجارية في ميناء الفجيرة التابع للإمارات، وكلنا يعرف من المنفذ لهذهِ العمليات النوعية التي كانت عبر 8 طائرات مسيّره، التي لم تستطع رادارات التحالف السعودي الإماراتي كشفها وهذا يدل على التقنية العالية وأخص بذلك نظام التشويش في تصنيع الطائرات المستخدمة بالهجوم وجميعنّا مُدرك إن قدرات جماعة الحوثي محدودة جدًا ولم تصل إلى مراحل متقدمة تؤهلها امتلاك هذهِ القوة العسكرية المزودة بالتكنولوجيا المطورة، ربما تعود تصريحات التحالف السعودي الإماراتي المُرتبكة إلى مآرب في ذاته المسكين الرخو وخجلًا من المنظومات الدفاعية الهزيلة التي فشلت أمام أول اختراق.

 

تنجح إيران في ضرب خصومها بذكاء استخدام "الحرب بالوكالة" ويفشل التحالف السعودي الإماراتي يومًا بعد آخر في احتواء القوى السياسية التي آمنت بمشروع استعادة الدولة والشرعية بكل سذاجة تاركًا في قلوبهم وأذهانهم تساؤلات كثيرة وثقة هشّة مهتزّة ومهترئة لا سيما وهي تحاول بكل الطرق إلى إضعاف الشرعية اليمنية ومحاربتها بإنشاء قوات مسلحة خارج إطار الجيش الوطني ودعم الإمارات السخي والقوي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتعارض مع أهداف التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

 

كلّما حققت جماعة الحوثي المدعومة من إيران انتصارا عسكريًا خارج الحدود اليمنية، تأتي طائرات التحالف السعودي الإماراتي مهرولة لإفراغ غلّها وبارود حقدها على رؤوس المدنيين والأبرياء بانتهاك صارخٍ لحقوق الإنسان

ولنقل إن الغفلة والفشل في المجال العسكري للتحالف السعودي الإماراتي سيّما الدفاع الجوي على أراضيه قد جعلتهم يصحو من فشلهم ورخاوة دفاعاتهم ومنظوماتهم العسكرية التي يدفعوا لأجلها مليارات الدولارات، ولكنّها لم تجدي فقد ذاب كبرياءهم واحترقت سمعتهم ولم يكتفوا بذلك القدر من الوهن، حيث اعتقد كافة المتابعين لمجريات وتفاصيل الحرب من الوهلة الأولى خصوصًا الخبراء والمحللين العسكريين إنه بعد الضربات الموجعة التي تلقوها سيعملون على تصحيح الاختلالات خلال الأيام التي تلت هجوم الثمان طائرات المسيرة وسيتّخذ التحالف السعودي الإماراتي احترازا مشددًا لتأمين مجاله الجوي من أي هجمات قد تحصل فيما بعد، لكنه يثبت كل يوم إنه أضعف من أي وقت مضى وكما تشير المعطيات بوضوح إلى أن إيران دخلت الحرب بشكل فعّال غير مباشر أي بالوكالة التي تعصف وتقصف المؤسسات الحيوية لحلف الغفلة، وآخرها استهداف مطار جيزان وهذه العلميات ليست إلا جرس إنذار مبدئي جعل التحالف السعودي الإماراتي متخبطًا، قلقًا ، عاجزًا عن الإفصاح عن المُنفّذ، مُكتفيًا بالتباكي والعويل في مجلس الأمن الدولي وداعٍ لقمتين عربية للدفاع عنه وإدانة جماعة الحوثي والداعم لها وحشد الإدانات الدولية لمن يقف خلفها.

 

تأتي كل هذه المؤشرات المُنصفة للمواطن اليمني المقهور في معادلة الحرب القذرة بعد خذلان الشرعية اليمنية وجعل أولاد زايد والمراهق بن سلمان يعبثوا ويلعبوا على الوتر الحسّاس المُتمثل في اغتصاب الشرعية اليمنية مقابل فتات المال الذي يشتروا به القرار السياسي والعسكري تارة وجشعهم ومحاولتهم احتلال جزيرة سقطرى واجزاء طويلة من محافظة المهرة لغرض تمرير انبوب النفط غير آبهين لقرار الحكومة الشرعية التي جعلتها تحت الإقامة الجبرية والتي تعيش منزوعة القرار أصلا، إضافة إلى دعم الإمارات العربية التيارات الانفصالية بدًأ من تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي والعمل على إنشاء الأحزمة الأمنية والنخب الجنوبية المسلحتين التي تتناقض كُليًا مع الهدف الرئيسي للتحالف تارة أخرى وهذا شيء يتلاعب بمشاعر اليمنيين جنوبًا وشمالًا ويزعج كل يمني حر حالم بالدولة المدنية الاتحادية التي قتلها من يتبجّح كل يوم في إعلامه الكاذب الذي يقول ويكرر بكل قبح إنه أتى من اجل اعادة الدولة وهزم الانقلاب فأي منقلبَ الآن على الشعب وأي مُنقلب آل إليه اليمنيين.

 

كلّما حققت جماعة الحوثي المدعومة من إيران انتصارا عسكريًا خارج الحدود اليمنية، تأتي طائرات التحالف السعودي الإماراتي مهرولة لإفراغ غلّها وبارود حقدها على رؤوس المدنيين والأبرياء بانتهاك صارخٍ لحقوق الإنسان ، الإنسان الذي يموت بلا ذنب ، غير إنه مواطن مسالم يعيش على الفتات في وطنه الممزق بعد أربعة أعوام من المعاناة وانقطاع الرواتب والحصار الممنهج على الموارد ورفع سعر العملة مقابل النقد الأجنبي واختلاق الأزمات التي تجعله يجلس مركونًا في بيته داعيًا الله بالخلاص من هذه الكارثة التي سقطت فوق رؤوس اليمنيين بعد انكشاف ستار فضيحة المؤامرة الوقحة على لإذلال الشعب اليمني من تحالف الدمار الذي لم يحقق للمواطن أي انتصار.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.