شعار قسم مدونات

فلسطين حاضرة في الانتخابات البلدية اليونانية

blogs فلسطين في أثينا

وسط العاصمة اليونانية أثينا تُرفع صور الشاب العشريني ياسين إبراهيم العبادلة رئيس تجمع الشباب الفلسطيني في اليونان ليكون أول شاب يوناني من أصل فلسطيني ينافس في انتخابات مجلس بلدية أثينا، بهمة الشباب وبطموحه المتقد يقارع الشاب الفلسطيني ياسين أسماء كبيرة ووازنة لشخصيات يونانية متجذرة في العاصمة أثينا ليكون نداً لهم في انتخابات مجلس بلدية أثينا.

 

كنت قد سمعت عنه في أكثر من محفل ومنشط فلسطيني داخل القارة الأوربية وخارجها منافحاً عن فلسطين ورافعاً لعلمها في دلالة قوية لتكريس عدالة قضيتها حيث حل وارتحل، بعد وصولي أثينا قبل أيام من تاريخ كتابة هذه التدوينة كانت نصيحة كل من عرفت عليك بالتواصل مع رئيس تجمع الشباب الفلسطيني في اليونان فهو خير دليل لك في كل ما يتعلق بفلسطين في أرجاء اليونان وفي القلب من ذلك عاصمتها أثينا، لم يتوانى الشاب ياسين عن الرد على أول رسالة واتس آب مرحباً ومبادراً لدعوة كريمة على طعام الإفطار وبإصرار وتأكيد لا يسعك فيه إلا الاستجابة.

 

عن معركته الانتخابية وملابسات دخول هذا المعترك في خضم تنافس شديد يحدثك الشاب ياسين قائلا: "ثلاث ملفات سياسية فضلاً عن أخرى خدمية يسعى الحزب الذي أرشح نفسي وعلى رأس قائمته الانتخابية ليحققها في حال فوزه وهي التي شجعتني لخوض غمار هذه الانتخابات، أولاها فتح الحدود للاجئين واستقبالهم واتباع سياسة البواب الدوار على النحو الذي يتوافق مع العهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها اليونان حيث أن شريحة اللاجئين الفلسطينيين خاصة الفارين من جحيم الحرب في سورية تشكل نسبة كبيرة منهم، وثانيها الضغط على رئاسة الوزراء لتعزيز دعم القضية الفلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي، والملف الثالث مناهضة التمييز والسماح بافتتاح مساجد بشكل قانوني أسوة ببقية الأديان.

   undefined

  

هذه الملفات الثلاثة كانت حاضرة في مطبوعات توزع ضمن خيمة لحزب "اندرسيا" وهو اسم الحزب اليوناني الذي يترشح عنه العبادلة ويرفع شعار لحملته "أندرسيا في أحياء أثينا". ويضيف رئيس تجمع الشباب الفلسطيني في اليونان أن هذه الملفات تحمل قضايا بعضها يشكل حديث الساعة وهي محل اهتمام والشغل الشاغل للمسلمين في اليونان بشكل خاص وللفلسطينيين بشكل عام ولشريحة واسعة من القادمين الجدد إليها بعد موجة اللجوء التي تلت الربيع العربي في عام ٢٠١١.

 

يبقى القول إن حضور فلسطين في هذه الانتخابات يحمل بين ثناياه دلالات رمزية وكذا مؤشرات تعبر عن الانتماء لهذه القضية في شهر النكبة وتؤكد من خلال مشاركة شاب في مقتبل العمر على أن الشعب الفلسطيني شعب حيوي وحاضر في مفاصل مهمة ضمن حراك الشعوب ودول اللجوء والاغتراب والمهجر بعد أكثر من سبعة عقود من تهجير واقتلاع أجداده من أرضهم عبر ارتكاب جرائم حرب بشعة ومجازر يندى لها جبين البشرية، ولا شك تساهم هذه المشاركة في حملة علاقات عامة في أوساط الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني في اليونان والقارة الأوربية لصالح التعريف بالقضية الفلسطينية وجعلها حاضرة بين النخب وصناع القرار.

 

بكلمة نتمنى التوفيق والنجاح للشاب ياسين إبراهيم العبادلة رئيس تجمع الشباب الفلسطيني في اليونان على أمل أن يحذو الشباب الفلسطيني حذوه في حمل هم القضية الفلسطينية وإعلاء شأنها في كل المحافل والمنابر العربية والدولية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.