شعار قسم مدونات

خطوات أساسية تساعدك على تنمية شخصيتك

blogs حوار

في المدرسة عُلمنا الحساب والتاريخ واللغات والعلوم بيد أننا لم نتعلم أبداً طرق الإستفادة من كل هذا حين نتخرج، لم نتعلم مهارات إدارة الذات وتنظيم الوقت وسبل التواصل الفعال ومهارات كسب الأصدقاء واستثمار العلاقات الإجتماعية، بل تركنا كل هذا للظروف والإجتهادات التعسفية، بينما لو كنا أكثر وعياً وأعمق فهماً لأولينا كل هذه المهارات الإهتمام البالغ، ولسعينا في سبيل تعلمها وتعليمها، فبدل أن تكون المدارس والجامعات عامل مهم لإنضاجنا ونمونا الذاتي كانت عائقاً وحجر عثرة.

التعليم لا يتوقف عند مغادرة الجامعة، بل هو عملية مستمرة، قد تأخذ اشكالاً وانماطاً متنوعة بتنوع اهتمامات الشخص وتطلعاته في الحياة، بناءاً على امكانياته ومهاراته ونقاط القوة لديه. في اللحظة التي تدرك فيها مدى أهمية النمو الشخصي فإنك تقطع شوطاً مهماً في سبيل ذلك، من أين تبدأ لكي تباشر عملية التنمية الشخصية؟ يبدأ من سؤال: هل انا حقاً بحاجة إلى تنمية شخصيتي وتطويرها بالشكل الذي يجعلني راضياً عن نفسي؟ وهذا السؤال طرحته على نفسي كثيراً، وتوصلت في النهاية إلى قناعة تامة بأهمية السعي وراء شخصية أعمق وأنضج. والذي دفعني أيضاً إلى طرح ذلك التساؤل هو رؤيتي للكثير من الناس وهم محبطون ويائسون، رغم شغفهم بالحياة وحبهم لذواتهم، إلا أنهم لا يعرفون كيف يتغيرون.

معرفة الذات هي الخطوة الأهم التي تبدأ فيها بالتفكير بنقاط القوة والضعف لديك، حيث تساعدك المعرفة الذاتية على فهم نفسك بشكل أفضل، ومعرفة مهاراتك وقدراتك وإمكانياتك

تبدأ عملية التطوير الشخصي مع اكتشاف الذات وتستمر حتى تحقيق الذات، وقبل أن تتمكن من تحقيق التطور الذاتي المنشود عليك أولاً أن تعرف من أنت (الوعي بالذات)، والمهارات والقدرات التي تمتلكها، ومن خلال عملية التقييم المستمر لمهاراتك وقدراتك ستصل في النهاية إلى تحقيق ذاتك. ماذا علينا أن نفعل لننمو؟ ما هي خطوات التنمية الشخصية؟ إليك أهم خطوات التنمية الشخصية:

تعزيز المهارات: المكون الرئيس لتنمية الشخصية هو تطوير المهارات، والبحث المستمر عن الطرق الفعالة لتطوير المهارات والقدرات، فمن خلال تحسين المهارات ستصبح أكثر قدرة وكفاءة وأكثر ثقة بنفسك وقدراتك، كما يجب عليك التركيز على تطوير فعاليتك الشخصية من خلال تفعيل مهاراتك الشخصية، مثل إدارة الوقت، وحل المشكلات واتخاذ القرارات.

كن أنت: تذكر دائماً أن تكون نفسك، والتركيز على نفسك وما تريد، في عالم يتوقع منا أن نتوافق معه ونلائمه يكون من الصعب في بعض الأحيان أن نكون أنفسنا، ولكن من الأفضل تجنب الامتثال لمعايير الآخرين وتوقعاتهم ومثلهم العليا لأنهم في كثير من الأحيان ليسوا واقعيين، ويبحثون دائماً عن اشباههم من الدهماء الذين لا يعرفون عن أنفسهم إلا بالمقدار الذي يخبرهم عنه الآخرين، لذا تذكر أن تكون أفضل نسخة لنفسك، وليس نسخة لشخص آخر.

معرفة الذات: إنها الخطوة الأهم التي تبدأ فيها بالتفكير بنقاط القوة والضعف لديك، حيث تساعدك المعرفة الذاتية على فهم نفسك بشكل أفضل، ومعرفة مهاراتك وقدراتك وإمكانياتك.

الارتقاء بالتفكير: فالتفكير السليم هو ما يُميّز الشخص عن غيره وهو مهارة تحتاج إلى التدريب، وضرورة من ضرورات ارتقاء الفرد وتطوره وبه يستطيع المرء تجاوز مشكلاته وتحسين أوضاعه، وسبل الإرتقاء بالتفكير هو تطوير ملكة التفكير من خلال القراءة المستمرة في مجال الفكر والمعرفة وتعلم آليات التفكير.

اكتساب عادات جديدة: نمر جميعًا بتحدي تغيير العادات القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، ونبذل مجهوداً مستمراً وتركيزاً منذ أن نقرر اعتماد عادات جديدة في نظام حياتنا، ومحاولة الالتزام بها إلى التحفيز المستمر للذات كي نستمر في تنفيذها، خاصةً مع وجود مشتتات كثيرة في الحياة اليومية، ورغبة داخلية في العودة إلى ما اعتدنا عليه بطبيعة الحال، إن سعينا لتنمية شخصيتنا وتطويرها يقتضي منا على نحو ما اكتساب بعض العادات الجديدة.

إدارة الوقت: الوقت هو مورد خاص لا يمكنك تخزينه أو حفظه لإستخدامه لاحقاً، كل شخص لديه نفس القدر من الوقت كل يوم، لكن هناك من يستثمره بحكمة وتنظيم فيحقق الكثير من الإنجازات ويبقى لديه الكثير منه للتمتع والراحة، وهناك من يجهل كيف يدير وقته فيلقي باللائمة على الوقت دون أن يشعر بأن ضيق الوقت ناجم عن تشتت تركيزه وعدم تنظيم أوقاته بالشكل الصحيح. إدارة الوقت سوف تساعدك على تحديد أولوياتك والتخطيط السليم لمهامك اليومية، كما وتساعدك على اتخاذ خيارات واعية، بحيث يمكنك قضاء المزيد من وقتك في القيام بأشياء مهمة وقيمة.

تحديد الرؤية المستقبلية: من خلال تحديد أهدافك وتوزيعها بحسب أولوياتك واهتماماتك، وفي ضوء إمكانياتك الشخصية وقدراتك ومهاراتك الذاتية، الرؤية هنا تعني تبني صورة ذهنية أو واقعاً متخيَلاً لما تريد أن تكونه وأين تريد أن تصل. رؤيتك هي دليلك لتطوير ذاتك وتنمية شخصيتك، حيث تساعدك على التأكد من أن ما تفعله يتوافق مع أهدافك في الحياة، فإذا وجدت أنك تسعى وراء أهداف مختلفة عن رؤيتك المستقبلية فحاول أن تعيد تحديد رؤيتك.

إن عملية التنمية الشخصية جزء لا يتجزأ من البنية الإنسانية التي أودع الله تعالى فيها الكثير من الإمكانات والقدرات، التي تحفز الإنسان دائماً على تعزيز دوره ومكانته بين بني جنسه، ومع كل تقدم بشري تظل الحاجة ماسة لتطوير الذات وتنمية الشخصية بما يتوائم ومتطلبات التقدم البشري المتسارع.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.