شعار قسم مدونات

مصر والملاعب المسخرة وتنظيم الأمم الأفريقية!

blogs مصر

أمس كانت المباراة الذي ينتظرها المصريون وكل محبي الدوري المصري كل عام بفارغ الصبر، مباراة القمة بين "الأهلي والزمالك" التي توقع الكثير أنها ستكون مباراة عالمية، لأن المنافسة على بطولة الدوري بين الفريقين أصبحت مشتعلة. كانت من المفترض أيضا أن تحدد من متصدر البطولة، لكن تحولت إلى مباراة كوميدية يسخر منها الجميع بسبب ما حدث خلال المباراة.

 

في يوم المباراة نزلت الأمطار في محافظة الاسكندرية التي تحتضن ملعب المباراة في ملعب الجيش "إستاد برج العرج"، ومعروف الأن في مصر أن "النجيل" الخاص بالملاعب المصرية أصبح من أسوء النجيل في العالم، فتحول الملعب إلى أرض من الطين والماء، واللاعبين أصبحوا يتزحلقون مثل ألعاب الجليد، وأصبحت المباراة تلعب بشكل سيئ للغاية والمنظر العام كان لا يليق بمباراة القمة المصرية.

  

الأن الوضع مبشر ويحكي عن نفسه ولا يحتاج إلى تنبؤات وتحليلات كثيرة، نحن الأن نعيش في ظل إدارة فاشلة في كل شيء فكيف نتوقع النجاح؟!
مشاكل اتحاد كرة القدم المصري والأمن

بجانب أن مصر تعيش أسوء ظروفها السياسية والاقتصادية، أيضا تعيش فترة سيئة جداً في الرياضة، منذ بداية بطولة الدوري حدثت مشاكل وأزمات كثيرة مع غالبية فرق الدوري، أزمات في مواعيد المباريات، أزمات في الحكام، أزمات في عدد الحضور الجماهيري، أزمات في الملاعب وفِي كل شيء. واتحاد الكرة غير قادر على حل المشاكل بسهولة، بل يحدث العكس ويجعلون الأمور أكثر تعقيداً، والأمن المصري غير قادر على تأمين المباريات بشكل يجيد، ولا يسمح لعدد كبير من الجمهور بالحضور، وكل مباراة يسمحون ل 20 او 50 شخص فقط للحضور، وأخر شيء كانت المباراة الأهم في تاريخ مصر سمحوا في البداية ل 15 شخص فقط للحضور ثم زاد العدد الى 50 شخص. كيف لدولة بحجم مصر ومباراة مثل مباراة الأهلي والزمالك تلعب بحضور هذا العدد من الجماهير فقط!

 

والسؤال الأهم الأن، هل تستطيع مصر على تنظيم بطولة "كأس الأمم الأفريقية" القادمة؟! يتبقى شهور قليلة على بطولة الأمم الأفريقية 2019 والتي سيتم تنظيمها في مصر، بعد سحب الملف من دولة الكاميرون بسبب "عدم الجاهزية" لتنظيم البطولة. البطولة سوف تضم 24 منتخبا، وكانت تلعب البطولة في السابق ب 16 منتخبا فقط، لكن قرر الإتحاد الأفريقي أن تكون البطولة 24 منتخب هذا العام. وبطولة تضم 24 منتخبا لابد أن تكون البلد المستضيفة لها قادرة على تنظيمها بشكل ممتاز، وتنظيم بطولة بحجم هذه تعجل أنظار العالم كله على مصر.

 

فهل اتحاد كرة القدم المصري والأمن المصري قادرين على التنظيم؟! وهل تمتلك مصر كل الإمكانات والظروف التي تساعدها على تنظيم البطولة؟! للأسف الشديد في ظل هذا النظام الرياضي الإداري والأمني، نستطيع أن نقول أنها ستكون بطولة كارثية ستجعل دولة مثل مصر مكانتها سيئة بين الدول الأفريقية لعدة أسباب.

 

أسباب ستؤدي إلى فشل البطولة

تواجد 24 منتخبا مما يعني ضرورة تواجد 6 مدن على الأقل قادرة على استضافة النهائيات، على عكس السابق حيث كان 16 منتخبا فقط يتواجدون في نهائيات البطولة، مما يعني كان 4 مدن فقط تستطيع الاستضافة، وهو ما يزيد من صعوبة الأمر، خاصة أن زيادة عدد المنتخبات يعني زيادة البعثات وأفرادها، ومزيد من التأمين، ومزيد من الملاعب بشكل ممتاز. ومصر غير قادرة على ذلك حاليا بالشكل الذي نراه، فالنظام الإداري سيئ للغاية، والملاعب لا يجب أن يتم اللعب عليها بطولة بحجم هذه. غير الحضور الجماهيري الذي لا نعرف ماذا سيفعلون معه وماذا سيكون شكله.

 

أخيرا، من يتوقع أن تكون البطولة مثل بطولة "الأمم الأفريقية ٢٠٠٦"، الذي كانت في مصر أيضا فهو يحلم، فمصر في هذه الفترة كانت مستعدة وقادرة على تنظيم كل شيء واستطاعة أن تنظم بطولة رائعة بالفعل خرجت بها بشكل ممتاز، وفازت أيضا بالبطولة. أما الأن الوضع مبشر ويحكي عن نفسه ولا يحتاج إلى تنبؤات وتحليلات كثيرة، نحن الأن نعيش في ظل إدارة فاشلة في كل شيء فكيف نتوقع النجاح؟!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.