شعار قسم مدونات

ابق قويا.. فقد خلق النجاح للأقوياء

blogs - adventure

عزيزي، هوِّن عليك! تبدو شاحباً، مُستسلماً، نال اليأسُ منك.. ربطتكَ بحبال من مسدٍ أفكارُكَ البائسة واقتناعك الخادع بفشلك، تتقاذفكَ أمواج الحيرة بين مد يدعوكَ للمُضِي قدماً.. وجزر يُعَجزك ويدعوه للتراجع، عصفَت بكَ رياح اليأس وأرْدَتكَ أرضاً مُحبَطاً مُحطَماً جسداً نحيلاً لا روح فيه..

ويحَك! عُد لرشدك! وأصغِ إليَّ جيداً.. السقوط لا يعني أبداً الفشل، الفشل هوَ أن تبقى حيثُ سقطت، الفشل هو أن تُفكر في التراجع، الفشل هو أن تستسلم. انهض! إن سقطتَ مرةً حاول الوقوف مرة أخرى، لا تسأم من المحاولة مراراً وتكراراً، تشبث بالأمل واليقين واجعلهما رفيقَيْكَ في طريق النجاح. اركب على فشلك وانطلق من جديد، لا تُفكر في الذي ضاع منك، بل فكر بما ستفعله بالذي تبقى منك. إنها حياتك! إنه مستقبلُك! إنها أحلامك! فتسلح بالإيمان واليقين؛ ثق بنفسك وآمن بقدراتك، لا تستسلم للعقبات فتتكاسل.

صاحب المتفائلين الذين ينشرون الايجابية ويمنحونك جرعات أمل لتُكمل بها طريقك، من يُخبرونك بين الفينة والأخرى أن اليأس والتشاؤم والفشل والألم هُراء

طريق القمة ملتوية محفوفة بالأشواك والشواهق، وعلى قدر تعبكَ ستكون راحتُك.. ومجنون من ظن أنه سيصل إليها دون تسلق، أو أن النعيم يُؤتى بالراحة والكسل.. أترى كل هذه المصابيح التي تُضئ العالم؟ دعني أُخبركَ أن "أديسون" فشل في تسع وتسعين محاولة قبل أن ينجح، لكنه ملأ الدنيا نوراً ونجح في إضاءة المصباح في المرة المئة! هل حاولتَ أنتَ تِسعاً وتسعين مرة؟ هل كافحتَ من أجل تَخطّي العقبات التي واجهتك؟ هل استفدت من أخطائك وغيرت من استراتيجياتك وحاولت ثم حاولت وسقطت ثم نهضت! ماذا إن ترك أديسون مجالاً لليأس وتراجع في منتصف الطريق؟!

لا تيأس أرجوك، لا تقف مكتوف الأيدي تُراقب الأوان وهو يفوت، اجعل هدفك نُصب عينيك.. لَملِم كل فَشلك وإحباطكَ وضعفك، دُس عليهم واجعلهم مطية تقفز منها نحو القِمة، أَخبر نفسكَ دائماً أنك قادر على النجاح وأنكَ ستكون يوماً ما تُريد. إياكَ أن تكون ضعيفاً وتترك الإحباط يتغلب عليك، وتذكر أن "المؤمن القويَّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٍ، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" تعلَّم أن تكون قوياً، فقد خُلقت الأحلام للأقوياء.

إياكَ أن تنهزم لأول هَبّة يأس فتتراجع في منتصف الطريق! فمعظم الفاشلين تراجعوا ولم يَدرُوا أنهم كانوا على أعتاب النجاح وتحقيق الحلم. لا تُحقَّق النجاحاتُ براحة الجسد، فلا تتراجع مهما بدا لك الطريق الذي اخترته صعبٌ والوصولُ إلى القمة بعيدَ المنال. قاتل من أجل أحلامك بكل ما أوتيت من قوة وحب، وستحس بنشوة النجاح وحلاوة الانتصار. صاحب المتفائلين الذين ينشرون الايجابية ويمنحونك جرعات أمل لتُكمل بها طريقك، من يُخبرونك بين الفينة والأخرى أن اليأس والتشاؤم والفشل والألم هُراء. صاحب من يُذكرك أن الحياة تُهدينا أضواء في آخر النفق وأنه ما دام الأمل طريقاً فسنحيا، صاحب الحالمين الطامحين الساعين وراء أهدافهم بإرادة وعزيمة وأمل.. وابتعد عن المحبطين والمُثبطين.

ثق بالله، بُح له بكل مخاوفك، ادعُه كثيراً، وابقَ مُوقناً أنه سيستجيب، تيقَّن أنه مهما كبُرت أحلامكَ وعقباتكَ فالله أكبر. تذكر أن اليقين يصنع المعجزات؛ فقد أصبح يوسف عزيز مصر وقرة عين أبيه به بعد ثمانين عاماً.. يونس نجى من بطن الحوت وبُعث إلى مئة ألف ويزيدون.. موسى عاد إلى أمه ويحيى وزوجه العاقرُ رزقا بزكريا بعد أن بلغا من الكبر عِتياً.. كلهم تشبتوا باليقين وألحوا بالدعاء فتُوِّج إصرارهم بالإجابة. ثق بي.. أعدك أنكَ حتماً ستصل.. فقط قاوم! واستمر في القتال حتى آخر رمق.. وابقَ على قيد الأمل واليقين والحب والتفاؤل! تذكر أن النجاح يبدأ من داخلك أنت، يبدأ في اللحظة التي تؤمن بنفسك وتنسى شيئاً يُسمى يأساً.. تذكر أنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة وردد أنه ما دام الأمل طريقاً فسنحيا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.