شعار قسم مدونات

دوري أبطال أوروبا.. بين ترشح المتصدرين وحلم العائدين

blogs دوري أبطال أوروبا

بدأت تظهر جليًا ملامح المرشحين الأبرز هذا الموسم (2018/2019)؛ لحصد اللقب الأوروبي الأغلى بالنسبة لأندية القارة العجوز، فمع وصول المنافسة لدور الثمن النهائي زادت التكهنات والتوقعات بشأن حامل اللقب، المبنية على معطيات علمية وتقنية، ترجح في مجملها أحد فرق الدوريات الأوروبية الثلاثة الكبرى؛ إسبانيا "لاليغا"، وإنجلترا "البريميرليغ"، وإيطاليا "الكالشيو".

 

تشهد بطولة دوري أبطال أوروبا هذه السنة في مرحلة الـ16 تمثيلية كبيرة بالنسبة للدوريات الكبرى (16 فريقًا من 7 دوريات مقابل 9 موسم 2017/2018)، حيث يشارك فيها كل من ناديي أولمبيك ليون وباريس سان جيرمان من الدوري الفرنسي، ومانشستر يونايتد وليفربول وتوتنهام هوتسبير ومانشستر سيتي من "البريميرليغ"، وبايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وشالكة 04 من "البوندسليغا" (الدوري الألماني)، وبرشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد من الدوري الإسباني، ويوفنتوس وروما من "الكالشيو"، وأياكس أمستردام الهولندي، وبورتو البرتغالي.

 

في لائحة الأقرب للفوز باللقب نجد أربعة أندية، والمشترك بينهم تصدرهم لدورياتهم المحلية حاليًا، وعلى رأسها كل من برشلونة، الطامح للعودة لنهائي المسابقة مجددًا بعد سنة 2015

طغى على بداية هذا الموسم الكروي تراجع مستوى بعض الأندية المرجعية أوروبيًا، وهي بايرن ميونيخ صاحب البطولة الأوروبية خمس مرات، وريال مدريد المتحصل على اللقب في السنوات الثلاثة الأخيرة تواليًا، و13 مرة في المجموع، ومانشستر يونايتد المتوج ثلاث مرات، لكن الفرق بينهم أن الأول لا زالت نتائجه متذبذبة -احتلال المركز الثالث بالدوري المحلي- في ظل بحث مديره الفني الكرواتي "نيكو كوفاتش"-الذي يخوض أول موسم له مع "البافاريين- عن التوليف المناسب من أجل عودة الفريق لسابق عهده، وفي هذه الحالة ستكون مهمته في المرور لدور الربع على حساب الوصيف ليفربول (الريدز) في المسابقة الأوروبية غير سهلة.

 

أما الثاني فقد عاد بقوة للسكة الصحيحة مع رحيل المدرب الإسباني "غولين لوبيتيغي" وقدوم ابن النادي الأرجنتيني "سانتياغو سولاري" الذي عرف مكامن الخلل والضعف لدى "الميرينغي"، والطريقة الأفضل لإبراز أقصى إمكانيات لاعبيه، الذي جاور بعضهم الموسم الماضي في الفريق الثاني للملكي (الكاستيا)، وهذا ما يجعل النادي يلعب دون ضغط في هذه الفترة في ظل تغيير سياسة "لوس بلانكوس" نحو الاعتماد على شباب أكاديميته، وعدم الإسراف من أجل جلب نجوم العالم، ورغم كل هذا فالنادي قد يدحض تنبؤات المهتمين ويفاجئهم كالعادة؛ بحصوله على الكأس للمرة الرابعة تواليا.

 

وهذا الحال ينطبق على "المان يو" الذي عرف الفشل في المسابقة الأوروبية منذ اعتزال أسطورته التدريبية "أليكس فيرغسون" سنة 2013، ومع الاستنجاد باللاعب النرويجي السابق لـ "الشياطين الحمر"؛ "أولي غونار سولشكاير"، الذي استطاع تحقيق النتائج الإيجابية في وقت وجيز، مستفيدًا من وجود مجموعة جيدة من اللاعبين، انسجمت بسرعة مع خططه، وجعلت الصعب ممكن، والصحوة الأخيرة قد تستمر في هذه المسابقة.

 

في لائحة الأقرب للفوز باللقب نجد أربعة أندية، والمشترك بينهم تصدرهم لدورياتهم المحلية حاليًا، وعلى رأسها كل من برشلونة، الطامح للعودة لنهائي المسابقة مجددًا بعد سنة 2015؛ عند نيلهم خامس البطولات بها، وما يسهل مهمة "البلوغرانا" توفره على زادٍ كبير من المواهب والجواهر المتألقة في ترسانته البشرية، التي جعلته هذا الموسم ينافس على جميع الألقاب بتميز، ويوفنتوس الذي صار هدفه رفع دوري الأبطال، وذلك بعد سيطرته محليًا طولاً وعرضًا، والغاية من الاستثمار الكبير الذي قام به رئيس النادي؛ "أندريا أنييلي" في الانتقالات الصيفية الماضية بالحفاظ على أهم العناصر، وضم أفضل لاعب في العالم خمس مرات "كريستيانو رونالدو".

 

لن تخرج على اعتلاء العرش الأوروبي لثالث المرات، علمًا أن "البيانكونيري" يعتبر أكثر فريق في تاريخ المنافسة يحل وصيفًا بـ 7 مرات؛ كان آخرها موسم 2016/2017، وبدرجة أقل يأتي في هذه اللائحة الفريقان الإنجليزيان المتسيدان لـ "البريميرليغ"، والتي تفصل بينهما إلا نسبة الأهداف في كثير من المناسبات هذه السنة، ويبقى ليفربول الأوفر حظًا، كونه وصيف النسخة الماضية، والمتوج بتاجها خمس مرات، والذي استفاد من تجربة النهائي الأخير، وراكم عليها بالإبقاء على الركائز الأساسية واستقدام آخرين انصهروا بأفضل كيفية داخل المجموعة، الأمر الذي جعل الإدارة الفنية بقيادة "يورغن كلوب" أمام اختيارات كثيرة، وعدم التأتر كما بالأمس بالغيابات.

 

التاريخ الكروي مليء بمثل هذه الأحداث التي لم تكن نتائجها في الحسبان، كما وقع عندما سقط ريال مدريد الإسباني أمام موناكو الفرنسي في دور الربع موسم 2003/ 2004

في حين يستغرب الكثير من المتابعين عدم تحقيق "السيتيزن" (المانشستر سيتي) للقب القاري رغم توفره كل أسباب النجاح وحصد الأخضر واليابس في جمع المسابقات، ومع خوض "بيب غوارديولا" موسمه الثالث مع الأزرق، الذي قاد ثورة تغيير كبيرة داخله منذ قدومه إليه سنة 2016، وبذلك صار إلزامًا على فيلسوف الكرة تحقيق هدف الجماهير والمُلاك الذين لم يتأخروا في تلبية طلباته؛ وهو جلب الكأس الغائبة عن خزائن النادي.

 

تعرف الكأس الأوروبية للأبطال كل موسم حدوث مفاجآت غير متوقعة بالمرة كما وقع الموسم الماضي؛ عندما أخرج روما منافسه برشلونة على أرضية "الأولمبيكو" بالعاصمة الإيطالية؛ من دور الربع بعد عودته في الإياب بـ 3 -0، أمام أحد أبرز المرشحين الذي اكتسحه ذهابا بـ "كامب نو" بـ 4-1، وارتباطًا بذلك هناك فريقين يصنفان ضمن الأندية القادرة منطقيًا على تحقيق اللقب، أُولاها بوروسيا دورتموند الذي يمر بموسم استثنائي مع قائد مركبه؛ السويسري"لوسيان فافر"، وإدارة تقنية اقتنصت أفضل مواهب العالم.

 

وقامت بميركاتو صيفي ناجح، وهذا ما يمنح الأصفر والأسود امتياز الذهاب بعيدًا في المسابقة ولما لا التتويج لثاني مرة بعد 1997، وثانيهما باريس سان جيرمان، الباحث عن التتويج القاري بعد إحكامه القبضة على المنافسات المحلية، وتجربته لكل المدارس الفنية الكروية، بحثا عن اللقب، الذي كَسر من أجله المُلاك كل الأرقام، محققين أغلى صفقتين في التاريخ، بضم الموهبة الفرنسية "كيليان مبابي" (180 مليون يورو)، والساحر البرازيلي "نيمار جونيور" (222 مليون يورو)، ومع فكر الألماني "توماس توخل"، الذي يؤمن بالواقعية في تكتيكه الكروي، وهذا الأمر قد يساهم في بناء شخصية باريسية قوية، تحضر في المراحل والأدوار الحاسمة للبطولة، ما سيجعل تحقيق حلم "بي إس جي" ممكنًا.

 

يبقى ما سردناها مجرد معطيات وأرقام قد يكسرها أو يكذبها واقع المباريات، التي لا تعترف بعد إعطاء صافرة بدايتها إلا بالأقوى على أرضية الميدان، والتاريخ الكروي مليء بمثل هذه الأحداث التي لم تكن نتائجها في الحسبان، كما وقع عندما سقط ريال مدريد الإسباني أمام موناكو الفرنسي في دور الربع موسم 2003/ 2004 (الذهاب 4-2/ الاياب 1-3)، وفي ذات التاريخ والمرحلة أخرج ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني حامل اللقب وقتها إي سي ميلان (الذهاب 0-3/ الإياب 4-0).

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.