شعار قسم مدونات

الموساد الاسرائيلي.. عاشق الدماء في ظل خيانة الأصدقاء

BLOGS الموساد

تغير العالم كثيرا وأصبحت الصورة والمعلومات والوثائق كنزا لا يقدر بثمن. يتراوح عمل وكالات الاستخبارات في العالم بين جمع المعلومات وتحليلها واقتناص الأهداف وتصفيتها ثم إعدام أي أثر يمكن أن يكتشف أسرارها. في هذا السياق تعد المؤسسة المركزية للاستخبارات والأمن في ما يسمى بدولة إسرائيل من أكثر الوكالات فتكا وغدرا حول العالم.

تكتب كلمة الموساد بالعبرية على هذا الشكل "موساد لعالياه بت" وهو جهاز يتبع الاستخبارات الإسرائيلية أنشأ عام 1937، وفي 1953 تم إنشاء جهاز آخر تحت نفس الاسم يتبع مباشرة الجهاز المركزي الرئيسي للمخابرات الإسرائيلية ويحتوي هذا الجهاز على عدد من الموظفين والعملاء والجواسيس السابقين الذين حققو إنجازات كبيرة على المستوى الاستخباراتي وقد تمت ترقيتهم ليكونو في مراكز القرار داخل الوكالة.

تعد صعوبة الأوضاع الاقتصادية وهشاشة فكر بعض الشباب العربي عنصرا جاذبا بالنسبة للموساد وهو السبيل الأمثل لجذب عقول الجواسيس وتغير طريقة تفكيرهم في سياسة ممنهجة لاختراق أبواب العالم العربي

يدير الموساد شبكات تجسس في كل أقطار العالم أما سياستها التبشيرية فتقوم على استدراج وتشجيع الأفراد حول العالم على الالتحاق بفروعها ورصد المعلومات وتوفيرها بأي طريقة شرعية كانت أو إجرامية. يتجسس الموساد بصفة يومية على الدول العربية محاولا التقاط آخر الأخبار والأسرار التي يصعب الوصول إليها كما يتم تقييم جملة التحديات التي تمر بها الدول العربية حتى يتم معرفة من أين ستأكل الكتف.

إن أهم شي يركز عليه الأسد عند خروجه للصيد هو ضرب عنق الفريسة وتبعا لهذا المبدأ يتكون الموساد من ثلاثة أقسام وهم كالتالي قسم المعلومات وقسم العمليات الذي يتم فيه التخطيط لعمليات القتل والخطف والاقتحام ضمن سياسة سرية تنتهجها ما يسمى بإسرائيل. أما القسم الثالث فهو قسم الحرب النفسية الذي يتولى هرسلة الأهداف المحتملة فهذا القسم يقوم بعمليات خاصة بعد مراجعة القسمين الأولين. بيد أن الموساد لا يشتغل وحده بأياد صهيونية خالصة بل رائحة الخيانة والخذلان يعشقها رواده حيث يتم تشغيل كفاءات وشباب في كنف السرية من أجل القيام بجمع المعلومات أو تنفيذ عمليات خاصة في بعض الدول العربية والعالم بصفة عامة.

من غزة إلى ماليزيا مرورا بتونس تشتم رائحة الغدر والدماء تنبعث من الجثث الطاهرة لشهداء المقاومة. ففي غزة تم تصفية العديد من قيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي أما في ماليزيا فقد تم اغتيال فادي البطش وهو علم من أعلام فلسطين في مجال البحث والاختراع في الطاقة الحرارية، أما في تونس فقد سبق أن تم اغتيال أبو جهاد وتصفية الدكتور محمد الزواري الدكتور في الهندسة الميكانيكية. كل هؤلاء تم قتلهم بأياد مأجورة ولكن بوشايات عربية مباشرة. لذلك فإن غابت الوحدة والعقبدة الثابتة فيمكن للخيانة أن تثير سخط صاحبها وتجعله مجرد جاسوس لدى استخبارات أجنبية تعمل عن بعد وهو يحمل الخزي والعار عند الكشف عنه.

تعد صعوبة الأوضاع الاقتصادية وهشاشة فكر بعض الشباب العربي عنصرا جاذبا بالنسبة للموساد وهو السبيل الأمثل لجذب عقول الجواسيس وتغير طريقة تفكيرهم في سياسة ممنهجة لاختراق أبواب العالم العربي. الموساد الإسرائيلي وإن ركز جل عمله الاستخباراتي والعسكري لضرب قوة المقاومة إلا أنه سعى كذلك لحشد عددا لا باس به من المتعاونين أفرادا كانو أو منظمات أو حتى حكومات من أجل دعم الجانب المعلوماتي في عمله ما يمكنه من تنفيذ مخططاته بدقة عالية. عمليات نوعية قام بها الموساد الإسرائيلي تجاه عناصر المقاومة بينت بالدليل عن حجم الوشايات والاختراقات والخيانات التي كشفتها أجهزة المقاومة لا حقا ما دفعها إلى تعديل نظرتها تجاه البعض من منتسبيها.

إجراءات شملت تشديدا أقوى على النظم المعلوماتية والاتصالات الهاتفية لتجنب أي اختراق استخباراتي أو إفشاء لأسرار لحساب العدو الصهيوني. فصائل المقاومة كذلك مدعوة لتعصير وتطوير وسائل الحماية المعلوماتية والاتصالية رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية في ظل حصار جائر خيم على كل المنافذ إلا أن رجال المقاومة قادرون على تخطي كل هذه المحن وقد تمكنو من إجهاض عدة محاولات صهيونية لاغتيال قادة وتصفية ناشطين سياسيين. تبقى الإرادة الثورية حاضرة في ظل خيانة الأصدقاء. 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.