شعار قسم مدونات

سبعة أسباب تمنع فقدان الوزن في حمية الكيتو

blogs حمية

خلال إقامتي في ماليزيا على مدار الأشهر الماضية سألني العديد من الأصدقاء واستفسروا عن حمية الكيتو المتبعة كنظام غذائي لتخفيف الوزن وعن ومدى فاعليتها وهل هي آمنة أم لا وهل أنصح باتباعها كرجيم لإنقاص الوزن مما دفعني للبحث والكتابة حول هذه الحمية وتوضيح بعض الحقائق المتعلقة بهذا النظام الغذائي ولعل أهم الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص لاتباع حمية الكيتو هي الرغبة في إنقاص الوزن أو لتنظيم سكر الدم والبعض يتبعها لتحسين صحة الجهاز الهضمي لديهم حيث أكدت بعض الدراسات والتجارب على فوائد حمية الكيتو لتحقيق هذه الأهداف على المدى القريب على الأقل.

  

ما هي حمية الكيتو؟

ببساطة أجسامنا في الوضع الطبيعي تستخدم الجلوكوز الناتج عن هضم الكربوهيدرات كمصدر أساسي للطاقة وتُفضل هذه الطريقة لأنها تمد الجسم بالطاقة بشكل سريع وهناك أنسجة مهمة في أجسامنا مثل الدماغ و كريات الدم الحمراء تعتمد علي الجلوكوز كمصدر أول ورئيسي للطاقة ولو نظرنا إلي ما يحدث في حمية الكيتو هو عبارة عن حرمان الجسم من الكربوهيدرات واستبداله بتناول كميات كبيرة من الدهون بنسبة 75 بالمائة وكميات معتدلة من البروتينات 20 بالمائة مما يجبر الجسم على استخدام الدهون كمصدر بديل للطاقة حيث يقوم الكبد بتحويل الدهون المخزنة في الجسم والتي يحصل عليها من الغذاء إلى أجسام كيتونية Ketone Bodies يستطيع الجسم استخدامها كمصدر للطاقة، ويحدث ذلك بعد أن يدخل الجسم في مرحلة تُسمى بالحالة الكيتوزية Ketoses وفي هذهِ الحالة تصبح الدهون هي المصدر الرئيسي للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات وهو ما يؤدي إلى فقدان الوزن.

 

ينصح أخصائيو الحميات الغذائية عند اتباع أي حمية غذائية لغرض إنقاص الوزن خلق عجز في السعرات الحرارية لدى الجسم وذلك لتعزيز عملية فقدان الوزن

من خلال بحثي عن أثر حمية الكيتو الغذائية على تنظيم الوزن ومدى فاعليتها في خفض الوزن الزائد تحضيراً لهذه المدونة وجدت أن هناك مجموعة من الأسباب من الممكن أن تؤثر في فاعلية هذه الحمية وتمنع فقدان الوزن وهي كالتالي:

 

أولاً: تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات

أحد الأسباب الرئيسية التي وجدتها لعدم فقدان الوزن من خلال إتباع حمية الكيتو هو الزيادة في استهلاك الكربوهيدرات ومن الطبيعي أن يواجه الشخص صعوبة في التخلص من الكربوهيدرات عند التكيف لأول مرة مع حمية الكيتو، هذه الزيادة بدورها أدت إلى عدم تحقيق الوصول إلى الحالة الكيتوزية ولكي تصل إلى الحالة الكيتوزية والمحافظة عليها ينصح أن تلتزم بتناول الكربوهيدرات بالنطاق الموصى به 5 بالمائة من إجمالي السعرات الحرارية.

 

ثانياً: استهلاك الكثير من السعرات الحرارية

ينصح أخصائيو الحميات الغذائية عند اتباع أي حمية غذائية لغرض إنقاص الوزن خلق عجز في السعرات الحرارية لدى الجسم وذلك لتعزيز عملية فقدان الوزن ويمكن أن تحقق ذلك إما عن طريق تقليل عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها أو عن طريق حرق المزيد من السعرات الحرارية من خلال زيادة النشاط البدني نظراً لأن العديد من الأطعمة الصديقة للكيتو بما في ذلك الأفوكادو وزيت الزيتون والألبان الكاملة الدسم والمكسرات تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية بالتالي ينصح عدم الإفراط في تناولها.

 

ثالثاً: التوتر وعدم الحصول على قسط كاف من النوم

من الملاحظ عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي عادة ما يتم التغاضي عن النوم الكافي أو حالات التوتر والاجهاد الجسمي حيث أظهرت العديد من الدراسات أن قلة النوم تؤثر سلباً على الهرمونات المنظمة للجوع مثل الليبتين والجريلين والتي يمكن أن تزيد من شهيتنا وتواجه آثار نظام الكيتو المتبع وأشارت بعض الدراسات أن التوتر يمكن أن يعرقل روتين فقدان الوزن بسهولة ويمكن أن يؤثر سلباً عليه حيث بينت هذه الدراسات أن زيادة التوتر تؤدي إلى زيادة هرمون الكورتيزول المعروف باسم هرمون التوتر في أجسامنا حيث المستويات المرتفعة من الكورتيزول يمكن أن تشجع جسمك على تخزين الدهون خاصةً في منطقة البطن.

 

رابعاً: توقعات غير واقعية لتخفيف الوزن

من ضمن المفاهيم الخاطئة التي لاحظتها في اتباع حمية الكيتو لانقاص الوزن أن الأشخاص يتوقعون ويرغبون في الحصول على نتائج سريعة لإنقاص أوزانهم ولكن من المهم أن أذكر هنا أن عملية فقدان الوزن تختلف من شخص لآخر على الرغم من أن النظام الغذائي الكيتوني يمكن أن يعزز فقدان الوزن إذا تم اتباعه بشكل صحيح إلا أن المعدل الذي تخسره قد لا يكون سريعاً وهذا بحد ذاته جيد وتعتبر التغييرات الصغيرة والقليلة في الوزن بشكل ثابت ومستمر هي المفتاح الحقيقي لفقدان الوزن والحفاظ عليه وهي الطريقة المثلى والصحية وهذا ما أوصى به معظم خبراء التغذية، وأتفق بشكل كبير مع هذه الخلاصة لدراسة سابقة أجريت على مجموعة من الأشخاص اتبعوا حمية الكيتو والتي خلصت إلى قد يساعدك فقدان الوزن الصحي الذي يتراوح ما بين 0.5 إلى 1 كجم أسبوعياً على الحفاظ على المسار الصحيح والحفاظ على فقدان الوزن مع مرور الوقت.

 

اتباع حمية غذائية معينة قرار و مسؤولية شخصية لكل فرد، و ما كان مناسبا لشخص قد لا يكون كذلك بالنسبة لشخص آخر
خامساً: مشاكل طبية لم يتم تشخيصها

هناك ارتباط بين بعض الأمراض وزيادة الوزن حيث أشارت العديد من الدراسات أن الأشخاض الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية أو متلازمة تكيس المبايض أو متلازمة كوشينغ أو الاكتئاب أوفرط الأنسولين لديهم زيادة غير مبررة في الوزن وأن هذه المشاكل الطبية قد تمنع نجاح فقدان الوزن، وكما أشرت أن نظام الكيتو هو أداة فعالة لتخفيف الوزن مع ذلك إذا كنت تواجه صعوبة في فقدان الوزن على الرغم من أنك تطبق الحمية بشكل صحيح من المستحسن استبعاد أي مشاكل طبية قد تمنع نجاح فقدان الوزن وفي هذه الحالة أنصح باستشارة طبيبك حيث من الممكن أن يستبعد هذه الحالات من خلال سلسلة من الفحوصات.

 

سادساً: عدم ممارسة التمارين الرياضية

ربما تساءل البعض وكما سألني بعض الأصدقاء هل من الضروري ممارسة المزيد من النشاط الرياضي عند محاولة إنقاص الوزن من خلال اتباع حمية الكيتو، نعم من الضروري حيث من الممكن ممارسة تمرين ثابت أن يعزز تأثير حمية الكيتو في انقاص الوزن ولا يقتصر الانخراط في النشاط البدني على حرق السعرات الحرارية فحسب بل من الواضح إنه يساعد أيضاً في بناء العضلات والتي يمكن أن تعزز عملية الأيض لديك عن طريق زيادة كمية الطاقة المحروقة أثناء الراحة وهنا أنصح القراء الأعزاء أن اجعلوا ممارسة الرياضة عادة من خلال تخصيص وقت لبعض التمارين الرياضية أسبوعياً حيث تفيد الصحة بعدة طرق وتحفز على فقدان الوزن.

 

سابعاً: مقاومة هرمون الليبتين Leptin resistance

من خلال دراستي في الدكتوراه وما بعدها على هرمون الليبتين تزداد قناعتي يوما بعد يوم أن هذا الهرمون لديه الكثير مما يخفيه عنا من التأثيرات السلبية الضارة والوظائف التي لم تكتشف بعد، والاعتقاد السائد حالياً أن الكثير ممن يعانون من السمنة قد يكون لديهم مقاومة لعمل هذا الهرمون، يعرف الليبتين بهرمون الشبع وينتج في الخلايا الدهنية ويلعب دوراً فعالاً في إدارة الجوع والوزن حيث يضع الفرامل على الجوع من خلال إرسال إشارة إلى الدماغ عندما يتم تلبية احتياجات الطاقة في الجسم وفي كثير من الحالات تحدث مقاومة لهرمون الليبتين عن طريق عدم تلقي إشارات ورسائل الشبع التي يرسلها الليبتين إلى الدماغ وفي هذه الحالة يصبح الدماغ مقاوم لرسالة الشبع وهذا يترتب عليه عدم الشعور بالشبع والزيادة في تناول الطعام وبالتالي عدم فقدان الوزن.

  

ختاما: اتباع حمية غذائية معينة قرار ومسؤولية شخصية لكل فرد، وما كان مناسبا لشخص قد لا يكون كذلك بالنسبة لشخص آخر وقد يكون النظام الغذائي الكيتوني خياراً لبعض الأشخاص الذين واجهوا صعوبة في إنقاص الوزن باستخدام طرق أخرى حيث أن النسبة الدقيقة للدهون والكربوهيدرات والبروتين اللازمة لتحقيق الفوائد الصحية تختلف بين الأفراد بسبب تركيبهم الجيني وتكوين أجسامهم لذلك إذا اختار المرء بدء نظام الكيتو دايت يوصى بالتشاور مع الطبيب وأخصائي التغذية لمراقبة أي تغييرات بيوكيميائية عن كثب بعد بدء الحمية ووضع خطة وجدول للوجبات مصمم خصيصاً للظروف الصحية الحالية وللوقاية من نقص التغذية أو غيرها من المضاعفات الصحية فالحمية الغذائية العالية في الدهون ما زالت تحت التجربة والدراسة العلمية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.