شعار قسم مدونات

هل حقا يوجد علاقة صداقة بين الرجل والمرأة؟

blogs حوار

قبل أيام أثرت في حساباتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي في فيسبوك وتويتر مسألة جدلية تمحورت حول صداقة الرجل والمرأة وهل هناك فعلا صداقة مجردة أم أنها تبقى مجرد صداقة طالما أراد لها أحد الأطراف أن تبقى كذلك وهل يمكن الحفاظ على هكذا علاقة بعيدا عن الغرائزية فجاءت الردود والآراء بين مؤيد ومعارض وتمحورت في مجملها حول صحة العلاقة من عدمها ودور الدين كناظم لها إضافة لنوع وطبيعة هذه العلاقة واختلافها من مجتمع لآخر لذلك وبناء على ما وجدته من خلط بين أنواع كثيرة من العلاقات الإنسانية بين البشر فقد وجب توضيح الآتي:

أولا: كان الهدف من المنشور توعوي لأهمية الموضوع.
ثانيا: وجدت أن هناك خلطا كبيرا بين الصداقة كعلاقة مجردة تحكمها عوامل كثيرة وبين خلوة الرجل بالمرأة.
ثالثا: كان هناك أيضا خلط بين علاقة الصداقة وعلاقات أخرى تفرضها ظروف الحياة اليومية من: زمالة عمل وزمالة دراسة وعلاقة جوار وعلاج وطبابة وبيع وشراء وإجراء معاملات يومية الى آخره.
رابعا: هناك خلط بين طبيعة الصداقات الشخصية المباشرة والصداقات على وسائل التواصل الاجتماعي وهي مختلفة جذريا عن بعضها البعض وهنا يمكننا توضيح الآتي:

حدود العلاقات ومدى تطورها وبقائها يحكمها عدة ضوابط منها الدين والتربية وثقافة كل شعب ومجتمع وبالدرجة الأولى الحدود التي يضعها الأشخاص لبعضهم ومدى احترامهم لخصوصيات كل طرف منهم وعدم فرض النفس

الصداقات الشخصية المباشرة تعتبر حسية وفيها أشكال متعددة من التعاملات والمواقف وعادة ما يعرف الأشخاص بعضهم البعض. الصداقات على وسائل التواصل الاجتماعي علاقات متشعبة ومعقدة إلى حد كبير حيث يسود فيها الغموض ولا يعرف الأصدقاء عن بعضهم البعض إلا ما يريد كل طرف للشخص الآخر أن يعرف وبحسب قرب وبعد الأشخاص من بعضهم.

الصداقات الإلكترونية تختلف باختلاف رغبات وتوجهات الأشخاص وبالتالي هي فكرية بالدرجة الأولى كونها سحابية حيث يميل الأشخاص لبعضهم بحسب نوع العلاقات المشتركة التي قد تكون: علاقة إعجاب شخصي أو معرفة مسبقة أو بحسب الموضوعات ذات الإهتمام المشترك من سياسة ودين وأدب وفن وفكاهة وموضوعات نقاش جدلية أخرى وحتى جنسية غرائزية. علاقات الصداقة على وسائل التواصل الاجتماعي تتفاوت أيضا بين وسيلة وأخرى فأصدقاء فيسبوك يختلفون عن غيره مثل تويتر وانستغرام وواتس آب، حيث لكل تطبيق اهتماماته وخصوصيته ومجاله.

الصداقات على وسائل التواصل قد تتحول لعلاقات شخصية حسية في بعض الأحيان لكنها تبقى بمجملها فكرية تشبع حاجات كل شخص واهتماماته بعيدا عن الإرتباط الحسي وما يفرضه من التزامات وواجبات. حتى صداقة وسائل التواصل لها نوعان خاص وعام وهذا يسبب خلطا ربما يؤدي لمضايقات فالتعليق على فكرة أو منشور ما ونقاشه وإبداء الرأي فيه لا يعني بالضرورة أعجابا من أحد الطرفين بالأخر ويستدعي القفز على الخاص والتحرش ومحاولة تكوين علاقة ما بحجة استكمال نقاش الفكرة أو الموضوع رغم الحاجة للتواصل الشخصي الخاص في بعض الأحيان والذي قد تقتضيه الضرورة.

عمليا لا مفر من العلاقات البشرية على اختلاف أشكالها وأنواعها فارتباط الجنس البشري ببعضه يحتم قيام أشكال كثيرة من العلاقات الشخصية بنوعيها الحسي والسحابي وما يتفرع عنه من صداقة أو عداوة وحب أو كره وزمالة وجيرة وبيع وشراء وتعاملات شخصية إلى ما هنالك من أنواع العلاقات البشرية فصداقة المرأة للمرأة تختلف تماما عن صداقة الرجل للرجل خاصة عند التعاطي بأمور حياتية مشتركة بين كلا الجنسين الذكر والأنثى ولجهة الأريحية في طرح مواضيع ذات علاقة مشتركة بينهما.

ختاما، حدود العلاقات ومدى تطورها وبقائها يحكمها عدة ضوابط منها الدين والتربية وثقافة كل شعب ومجتمع وبالدرجة الأولى الحدود التي يضعها الأشخاص لبعضهم ومدى احترامهم لخصوصيات كل طرف منهم وعدم فرض النفس أو تجاوز الحدود حيث نجد الإحترام والإلتزام والتحرش، والتدين والإنحلال فنحن أمام عالم افتراضي قائم بحد ذاته فرضه التطور التكنولوجي. انتشار الإباحية والانحلال الخلقي ومحاولات إفساد المجتمعات والعقائد ساهمت في تبني أفراد مجتمعاتنا العربية والإسلامية لأفكار غريبة ودخيلة علينا وصلت حد تشارك السكن وإقامة العلاقات المجرمة وأيضا باسم الصداقة وهو سلوك يزداد انتشارا في مجتمعاتنا يوما بعد يوم. أتمنى أن أكون قد استطعت بهذه العجالة توضيح الفكرة وإزالة أي لبس فيها وأتمنى سماع آرائكم مجددا فما هو رأي متابعي مواقع ومنصات الجزيرة التفاعلية بهذه القضية

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.