شعار قسم مدونات

ما هي نظرة الأشخاص من حولك لك؟

blogs أصدقاء

اعتاد عليك أصدقائك أنك شخص عادي لا يوجد لديك هدف أو طموح سوى الحصول على فرصة عمل وقضاء وقت ممتع بالكافيهات والأسواق، كثير مننا يتأثر بالمحيط حوله وبأصدقائه بالذات. أشارت أحد الدراسات أن الأشخاص بفترة الشباب يتأثرون بنسبة 75 بالمئة بأصدقائهم. وهي نسبة عالية جدا وخصوصا بمرحلة الشباب ما بين 15 إلى 30 سنة وهي الفترة التي يتم فيها صقل الشخصية وكسب المهارات. كثير من الأشخاص لديهم طموحات وأهداف لكن ما يمنعهم من تحقيقها هو تأثرهم الكبير بأصدقائهم.

 

حيث أن وجودك مع مجموعة من الأشخاص لفترة طويلة من الوقت لا شك سيؤثر بطريقة تفكيرك وترتيبك لأولوياتك. أحد القصص التي مرت علي هي وجود أحد أصدقائي لديه طموحات وأهداف رائعة لكن ما يمنعه هو وجوده ببيئة أصدقاء ليس لديها أي أهداف غير الاستمتاع بوقتها. أتاني هذا الشخص ليستشيرني بأن لديه الكثير من الأمور التي يريد إنجازها لكن تأتيه رهبة غريبة بأن أصدقائه سينظرون إليه نظرة سخرية، حيث ترسخ في أذهانهم أن هذا الشخص هو شخص عادي ولا يستطيع إنجاز أي شيء مفيد. ومع مرور الوقت هذه الرؤية تترسخ أيضا في ذهن الشخص الذي يريد الإنجاز والعمل، فيصبح ينظر إلى نفسه على أنه شخص بلا فائدة ووجوده في هذه الحياة هو فقط للاستمتاع.

 

كل شخص فينا لديه شيء يتميز به ولديه القدرة على الإبداع والإنجاز في شيء ما، لكن ما يميز الأشخاص عن بعضهم البعض هو البيئة التي عاشوا فيها واعتادوا عليها من أهل وأصدقاء وغيرهم

هذه النوعية من الأشخاص التي تتأثر بشكل كبير بمحيطها يصيبها ضيق وتوتر بسبب عدم توافق رؤيتها مع رؤية الأشخاص الموجودين في محطيها، حيث اعتاد هذا الشخص على نمط من الحياة وإذا حصل وجاء ليغير هذا النمط سيتعرض لنوع من السخرية والاستهزاء من قبل محيطه، الكثير منا يضع نفسه في موقع الحكم فينظر دائماً أن الأشخاص الذين حوله ينظرون إليه ويراقبون أفعاله، بينما الحقيقة هي أنه لا يوجد أي شخص في الحياة لديه السلطة بأن يراقبك أويتحكم في تصرفاتك، إذا كان لديك هدف أو أي عمل تريد إنجازه، لا تتردد بسبب نظرة الناس لك، فإذا نجحت سيأتي الناس لتهنئتك وإذا فشلت لن يضروك بأي شيء.

 

الأشخاص الناجحين لا يمكن أن تكون لديهم نظرة حكم أو تقييم للشخص الذي أمامهم فإذا كان ناجحاً سيهنئونه بكل قلب صادق على نجاحه وإذا كان ممن يحاول النجاح وإنجاز شيء ما سيكونون أول الأشخاص الداعمين له والمشجعين له على إتمام عمله. أما الشخص الفاشل الذي ليس لديه أي طموح في حياته فإن أول ما يفكر به هو كيف عليه أن يحكم على الشخص الذي أمامه ويخرج السلبيات التي توجد به ويواجهه بها، فإذا كان الشخص ناجحاً يصاب ذلك الشخص بنوع من الغيرة التي لا يمكن تفسيرها. ويبقى يبحث عن أي طريقة للدفاع عن مكانته ومنظره أمام الناس حيث لا يريد أن يظهر بمظهر الفاشل أمام الشخص الناجح.

  

كل شخص فينا لديه شيء يتميز به ولديه القدرة على الإبداع والإنجاز في شيء ما، لكن ما يميز الأشخاص عن بعضهم البعض هو البيئة التي عاشوا فيها واعتادوا عليها من أهل وأصدقاء وغيرهم. لا تجعل نفسك أسير للبيئة التي حولك، كثير من الأشخاص الناجحين تربوا وعاشوا في بيئة أقل من السيئة لكن إرادتهم وكسر الحواجز التي بينهم وبين النجاح هي ما جعلتهم يصلون إلى ما يريدون.

 

بالنهاية لماذا نجعل أنفسنا في دائرة التفكير الضيقة ونضع أنفسنا أمام حكم أشخاص ليس لهم أي دور في توجيهنا وتقييمنا. للأسف هذه المشكلة أكبر تأثير لها هو في بداية مرحلة الشباب حيث الأصدقاء والملذات والاستمتاع بالوقت. على الأهل والمدرسين وكل من لديه تأثير على فئة الشباب بالمراحل الأولى أن يزرعوا فيهم بعض المبادئ التي تبعدهم عن التفكير بطريقة الذي يحكم على الأشخاص وينتظر أخطاءهم وسلبياتهم. كل شخص فينا هو كنز خلقه الله ليضيف شيء لمجتمعه وبلده والحياة بأكملها، اختر محيطك بعناية فائقة، حيث أن مستقبلك وإنجازاتك ستتأثر بشكل لا تتوقعه بمن يحيط بك من أصدقاء ومجتمع.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.