على الرَّغم ممَّا قد تعرفُه يمكن للجميع أن يكونوا مبدعين! من السَّهل جدًا التفكير في الإبداع باعتباره خاصّا بالموسيقيين والفنانين والكتاب.. في الواقع، يمكن استخدام الإبداع في جميع الوظائف وفي جميعِ مجالاتِ الحياة. أنا هنا أُشير إلى السِّمات الإبداعية مثل التفكير خَارج الصندوق، وإيجاد حُلُولٍ جديدة للمشاكل القديمة، والجمع بين فكرتين لابتكار فكرةٍ جديدة. على سبيل المثال، فكِّر في هنري فورد. لقد أعطَى للناس سيارات، عندما كانوا في ذلك الوقت ربما يريدون فقط أحصنة أسرع! ثم هناك إيلون ماسك. وجد حلاًّ قابلا للتطبيق لمشكلة الطُّرق المزدحمة في البلدات والمدن – Hyperloop! إنه نظام أنفاق تحتَ الأرضِ مصمَّم لربط التجمُّعات الكبرى باستخدام كبسولات نظيفَة فائِقة السُّرعة يمكنُها حمل الركاب والسيارات والشحن. نعم، عبقري. دعنا ننتقل الآن لنرى كيف يمكن لتحسين إبداعك تحسين حياتك.

إنَّ الأشخاص الذين يمارِسُون الإبداع اليومي (مثل إيجاد طُرُقٍ جدِيدة للعمل وإعداد وجباتِ الطعام فريدة وحلّ الكلمات المتقاطعة) يشاركون السمات الشخصية مع أولئك الذين نعتبرهم مبدعين "حقيقيين"، مثل: الفنانين والمصممين والموسيقيين. وفي رأيي أن تلك السِّمات المشتركة تشمل حب الاستطلاع، القيادة، فتح الآفاق، الإصرار، التعلم المستمر، الإيجابية. تشيرُ بعض الدراسات أيضًا إلى أنَّ الأشخاص الذين ينغمِسون بانتظام في أنشطة إبداعية يكونون أكثر مرونة، وأكثر سعادة. لا عَجَب إذن، أن هناك صلة مثبتة بين الإبداع والصحّة العقلية المعززة (قد يكون هذا بسبب مهارات التفكير المتفوّقة في حلِّ المشكلات). آمُل أنّي قد قلتُ ما يكفي لإقناعك بأنَّ استكشاف الجانب الإبداعي الخاص بك يمكن أن يحسِّن من نظرتك للحياة. إذاً، ما هي أفضَلُ طريقة للإبداع؟

عندما تكون لديك ثقة كبيرة بالنَّفس، فلن تخشى تجربة أشياء جديدة والخُرُوج من منطقة راحتك. كلّ هذه الأشياء سوف تجعلك على اتصالٍ مع المارد الإبداعي الدّاخلي الخاص بك – الذي ينتظر فقط إشارتك للعمل نيابةً عنك! ولكن، كيف يمكنك زيادة ثقتك بنفسك؟ من خلال مواجهة التحديات والتغلُّب عليها باستمرار.

الأفراد المُبدعُون غالباً ما يُلاحظون المَزيد من الفُرص في الحياة. كيف ذلك؟ لأنَّهم تعلَّموا كيفِية إيجاد طريقة لتحويل أيّ عقبة إلى فرصةٍ عن طريق معالجتها من زاويةٍ أخرى. من المُحتمل أيضًا أن يكونوا أول من يُلاحِظ الفرص الجديدة، وذلك فقط من خلالِ وجود عقل متفتّح؛ في حين أنَّ الشخص الذي لا يستغل إبداعاته قد يفوّت هذه الفرص المخفية. إذا شعرت بالوقوع في خندَق، فجرّب بعضًا (أو جميعًا) من هذه الأشياء لتحرِّر نفسك:
– تحرك – نعم، لا تبقَ عالقًا؛ التحرّك يجعلك أقرب للنجاح!
– ابحَث عن الإيجابيات – عند القيام بذلك، ستفتح الأبواب أمام الفُرص الجديدة.
– ابدأ بشكل بسيط – لا تحتاجُ بالضَّرورة إلى قفزةٍ كبيرة؛ بدلاً من ذلك، يمكنك إجراء تغييراتٍ صغيرة تنشئ اتجاهًا صعوديًا من النمو لا يمكن إيقافه.

"لم أفشل. لقد وجدت للتو 10000 طريقة لن تنجح". – توماس أديسون. أنا أحبّ هذا الاقتباس فعلاً، لأنه يوضح بذكاء أنّ الإبداع متعلّق بالمثابرة والتجريب بالدّرجة الأولى. وغالبًا ما يعني التجريب ارتكاب الأخطاء! إذا كنت قد شاهدت من قبل مصمِّم جرافيك يَعمل، فستُلاحظ شيئًا واحدًا: إنه يقوم بتغيير الأشياء في التصميم باستمرار حتى يحصل على الشَّكل المطلُوب. هكذا يعملُ مُعظم الأشخاص المبدعين. لقد ستمروا في تجربة أشياء جديدة ومختلفة حتى تحصُلوا على نتيبجة إبداعية. إذا.. ماذا عنك؟ هل أنت خائفٌ حاليًا من تجربة أشياءَ جديدة؟

إذا كنت كذلك، فأنت تمنعُ إمكاناتِك الإبداعية. لإطلاق العنان لها، أوصي بإلقاء الحذر جانباً، ودفع نفسك من خلال حواجزك العقلية إلى خارج منطقة الرّاحة. بمجرَّد أن تتعلَّم أنّ لديك أفكاراً خصبة تحتاجُ فقط لتحريرها من قوقَعَتِك الفكرية، فسوف تتعلم سرَّ عيشِ حياةٍ إبداعية. وهنا أضرب مثالا شخصيا، لقد كان حبِّي للإطلاع والتعلم المستمر عبارة عن هبة إلهية فعلا، فقد كان شغفي لتجربة أشياء جديدة سرّ نجاحي في العديد من المجالات، فبالرّغم من أنّي أحمل شهادة في الهندسة المعمارية، إلا أنّني قمت بإنشاء مؤسستي الإعلامية الخاصة وموقع إلكتروني خاص بالمجال التحفيزي، ثم أصبحت كاتبا بفضل الله وقد صدر لي كتاب مؤخّراً، قبل أيام كان حاضرا في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر. نحن جميعا نملك الإبداع بداخلنا. وبتبنِّي الاقتراحات أعلاَه، يمكنك الاستفادة من هذه القوة الخفية إلى الأبد باذن الله. عندما تفعل ذلك، ستأخذ حياتك مسارًا جديدًا يؤدي إلى السعادة والإنجاز والنجاح.