شعار قسم مدونات

ما هي خفة الظل.. وما هي حدودها؟

BLOGS فرح

الفكاهة لا تصنع عرضاً تقديمياً جيداً كما يقول فيفان بوكان بكتابه كيف تتحدث بثقة أمام الناس، فالمسألة ليست ضحكاً دائماً. وكما يقول جوش بيلنجس بأن هناك عدد قليل جداً من قضاة الفكاهة الجيدين، وهم لا يوافقون. فيجب أن تكون الفكاهات مناسبة، وإنها فن ويجب أن يكون الإيقاع فيها مثالياً، والنهاية غير متوقعة، فلا شيء يضايق المتحدث أو المستمع أكثر من أن يتوقع سماع نهاية ثقيلة لفكاهة طويلة ثم يجدها فعلاً ثقيلة، ومؤلفو الفكاهات قليلون ونادرون، فالقصص أفضل من الفكاهات.

تحبين المطر وتحملين مظلة.. تحبين الشمس وتختبئين في الظل.. أخشى أن تحبيني يوما فلا أرى إلا ظلالك. كما يقول وليم شكسبير، ويقول أحمد خيري العمري الضوء والظلمة والظل بينهما ثلاث نقاط نقضي حياتنا بينها.. إذن معنى خفيف الظل (إنسان حبّوب) ومطلوب، لأن الظل يدل على الزمن فهو مقترن بحركة الشمس، وحركة الشمس هي الزمن، واستخدمت هذه العبارة لوصف الإنسان الذي يعتبر كالنسمة قليل المكوث، نحن نحب الظل لأن الحرارة فلكية عندنا. وهذه لها ارتباط نفسي بك إذ ينقضي الوقت في الظل ولا تشعر بوهج الشمس والحرارة التي تذيب الحديد! فما أجمل حياتك إن زينها (خفيف أو خفيفة ظل)! كما كتب يوسف عبد الرحمن في جريدة حدث الإلكترونية.

الفكاهة الناجحة
وهناك فكاهات غير مناسبة فتجنبها وهي التي تتعلق بالدين والمعاقين والطائفية والقادة السياسيين والجنس والعقم وبلاد معينة وشكل الانسان وأماكن معينة والاتجاهات السياسية وقبائل معينة وإهانة شخص بعينه

وكما يقول فيفان بوكان بأنه توجد خمس طرق لتلقي فكاهة ناجحة وهي أن تستخدم الفكاهة التي تحبها فقط، وتنظر لاختيار الفكاهة على أنه شيء مهم، وتطور أسلوبك، ولا تسب أحداً مطلقاً، وتختار فكاهاتك بجدية. فإن خفة الظل شيء معنوي وغير ملموس، إنها تحير كالزئبق وهشة كالعطر، وأسوأ شيء قد يحدث فوق المنصة أن يظن شخص أنه خفيف الظل وهو ليس كذلك، إن هناك أشياء كثيرة غير مضحكة فلا تحاول أن تجعلها مضحكة باستخدام الفكاهات. فلا تكذب من أجل إضحاك الناس فالرسول يقول "أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً" رواه أبو داوود.

الفكاهة وكيفية استخدامها في فن الخطابة والإلقاء

وكما يقول دان فينو شيارو بأنه لنكون صرحاء، فالفكاهة في فن الخطابة خطرة، نعم كلما زادت المخاطرة زادت الفرصة لإضحاك الناس، ولكن ستزداد معها احتمالية جرح شعور أحد الحضور، وقد لا يتذكر النكتة، ولكنه سيتذكر الإهانة حتماً. وكما يقول طارق السويدان بكتابه فن الإلقاء الرائع بأنه عندما تلقي النكات فعليك بأن تراعي وتتأكد من مناسبة الفكاهة للموقف، فهناك خطب من طبيعتها الجدية مثل النعي والكوارث وغيرها، وأنها مناسبة للموضوع والجمهور، فالفكاهة المناسبة للمدرسين قد تختلف عن تلك المناسبة للاقتصاديين، وأنها لا تحوي إهانة لأي أحد من الحضور، وأنها تتناسب مع أسلوبك الخاص، فلا تقلد الآخرين في الفكاهة، وأن يكون لها هدف متعلق بالنقطة المطروحة، وأن تكون سهلة الفهم، وإذا حدث وأن البعض لم يفهمها فلا تشرحها بل استمر في الحديث، وأن تكون جديدة وغير مشهورة.

الفكاهات التي يجب الابتعاد عنها

وكما يقول كارين بأنه لا تستخدم الفكاهات إلا عندما تكون مناسبة وتستطيع إلقاءها بخفة ظل. وهناك فكاهات غير مناسبة فتجنبها وهي التي تتعلق بالدين والمعاقين والطائفية والقادة السياسيين والجنس والعقم وبلاد معينة وشكل الإنسان وأماكن معينة والاتجاهات السياسية وقبائل معينة وإهانة شخص بعينه. وكما يقول فيفان بوكان بأن الضحك من قبل الجمهور لا يعني أنك أصبحت ممثلاً مشهوراً، فبعض الضحك قد يكون تعاطفاً معك أو أدباً. فالناس يدفعون للترفيه مبالغ أكبر من التعليم كما يقول جوني كارسون. وكما يقول علي الحمادي بأنه أنت لست بهلواناً أو مهرجاً وإنما أنت ناقل علم لك هيبتك واحترامك، فلا تفرط في المزاح والضحك، واعلم أن من كثر ضحكه قلت هيبته ومن كثر مزحه استخف به، لذا عليك بالاعتدال والتوسط. فتعلم فن خفة الظل، وكيف تلقي النكات والفكاهة لكيلا تجرح إنساناً، بل تكسب القلوب إليك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.