شعار قسم مدونات

ما هي علاقة السعودية بأجندة الإمارات السلفية في اليمن؟!

BLOGS السلفية الإمارات

السلفيون الذين برزوا كقيادات مهمة في الحرب، وتولوا مناصب استراتيجية ذات تأثير في المعادلة السياسية، أولئك الذين ترعاهم الإمارات لنّخر في جسد الشرعة بإعتبارها خصماً ألد من الحوثي. لحظة! لنفعل جولة سريعة لماضي هولاء، السلفيون البارزون: بن بريك في عدن، أبي العباس في تعز، حمدي شكري في الساحل الغربي، رداد الهاشمي في الحدود، وآخرين… ما هو مؤكد أن جماجم الأربعة عبارة عن عجينة سلفية جهادية متشددة، وهناك أخبار متداولة تشير إلى أن الأربعة من تلامذة مقبل الوادعي، ويحيى الحجوري ومن خريجي المركز الديني "دار الحديث" في صعدة، قرية دماج. الذي أسسه بعد عودته من دراسته في السعودية.

المركز كان قائم على دعم كامل سعودي: فكر، منهج، مال، والأشياء آخرى. ويوم طوق عليهم الحوثي، في منتصف 2014م. قالت لهم السعودي إفرغوا المكان وهاجروا إلى الحديدة.. ففعلوا كما قيل لهم بدون جدال. الإمارات -أنذآك- لم تكن تعرف مركز دماج من قبل ولا لها جمعيات ولا هيئات خيرية في اليمن كانت تدعمها، ما يعني أن علاقتهم بالإمارات حديثة خلقتها ظروف الحرب. السعودية عبارة عن قطعة من المداخلة والوهابيين وهو اللون السائد في المملكة، يعني أن مداخلة اليمن (الأربعة وإخوانهم) الذين أثاروا علامات الاستفهام الكثيرة، هم يتبعون مداخلة مثلهم.. من مداخلة السعودية كانوا يستمدون الأوامر والمال، فهم يمثلون أولياء أمورهم الذي يحرم فكرهم الخروج عن طاعتهم.

كل المؤشرات والقراءات المنطقية والواقع يقول إن هذا ما حدث: قال مداخلة السعودية لمداخلة دماج اليمنيين، إن ولي أمركم اليوم، هو بن زايد، عليكم بطاعته والإلتزام بأوامره ونواهيه

هنا يجب التوقف، وإعادة النظر في حقيقة عمل هولاء المداخلة! كيف لهم أن يقبلوا أن تستقطبهم الإمارات وهي لا تمت لأي جماعة دينية بصلة، ولا لأي إسلام سياسي؟! الدراهم؟ كما يأكد الغالبية أنها هي من أسقطت هولاء وآخرين كثر. صحيح أن هناك أناس كثر، رجال دين وغيرهم سقطوا أرضاً لإلتقاط الدراهم التي يلقيها أولاد زايد بين الفينة والأخرى، ولكن لا أذهب أنا للقول أن: سقوط السلفيون، خصوصاً سلفي "مركز دماج" كان بفعل دراهم الإمارات، بحجة أنه من الصعب استقطاب المؤدلجين دينياً بتزمت وتشدد مفرط، بإغراءات مالية، هولاء يمكن استقطابهم، بالإغراء التمكيني لعقيدتهم وفكرهم. وعلى ضوء هذه السردية التحليلية التي تبدو أنها قربية من المنطق، يصعب القول: أن أبو ظبي استقطبت السلفيون بالمال من الشوارع.

سلفيو دماج التابعين بالولاء المطلق للسعودية أخذتهم الإمارات وتأبطة بهم شراً في اليمن، تركوا قادتهم وأباءهم الروحيون الذين عاشوا وترعرعوا تحت ظلهم لسنوات طويلة آكلين التمر وشاربين الزمزم ولابسين الغطر الحمر والأثواب البيض، ليذهبوا إلى الصحراء الجرداء إلى الإمارات الجافة من كل مكونات ماضيهم في دماج. لم يفعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم، ولا يمكن لهم الخروج عن طاعة ولي أمرهم المدخلي السعودي. التخلي عن عقيدة دينية ما ليس بهذه السهولة. كل المؤشرات والقراءات المنطقية والواقع يقول إن هذا ما حدث: قال مداخلة السعودية لمداخلة دماج اليمنيين، إن ولي أمركم اليوم، هو بن زايد، عليكم بطاعته والإلتزام بأوامره ونواهيه، إذهبوا رعاكم الله، ذهبوا صاغرين إلى أولاد زائد، فبايعوه على السمع والطاعة في النشط والمكره، غير معتبرين لسياسة الوالي الجديد أو سوء ما يأمرهم به، فذاك آمر صادر من أرض الحرمين ومهبط الوحي. لتلعب السعودية دوراً خبيثاً ومعقداً يصعب تداركه بسهولة، وهو ما لعبته فعلاً.

إن السعودية راعية كل تخريب في اليمن، وكل زمام مدخلي/وهابي بأن خطره في اليمن هو بيدها وهي من تقوده وتوجه فهي أم المداخلة وأبو الوهابيين، ليست الإمارات هي الوجه القبيح للسعودية كما ظلينا نكرر هذه المقولة، بل السعودية هي الوجه القبيح ذاته. ثمة حكاية متداولة سمعناهنا كثيراً، تقول: «أن إحدى جدود آل سعود أوصى لخلفه، بأن لا يتركوك يمناً لا غنياً ولا فقيراً لا مستقراً ولا مضطرباً» كنا نتعامل معها على أنها مجرد حكاية مختلقة.. ولكن يتجلى لنا من خلال سياسة السعودية في حرب اليمن على أنها وصية حقيقية يطبقها أحفاد الموصي بنطاق خارج حذافيرها. كل الأذى الذي تلحقه السعودية باليمن برغبة وراثية، وبيد شاب مختل الإدراك. حتى اللحظة لم يعلموا أن: إيذاء اليمن تدميرٌ للسعودية وقد رأينا ولا نزال نشاهد..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.