شعار قسم مدونات

لماذا يهاجم ترامب إيران أكثر من كوريا الشمالية؟

blogs ترمب

منذ سنوات ونشرات الأخبار والاجتماعات على الطاولات وبين أروقة المنظمات الدولية وفي الغرف الدبلوماسية المغلقة والحديث فيها عن مشروع إيران للأسلحة النووية لا يلبث أن يخفت قليلاً ليعود بعدها من جديد مرة أخرى بقوة أكثر وبتعقيدات للمشهد تثير الكثير من التساؤلات ليس فقط عن موعد حلها النهائي ونسيانها قليلاً، على الرغم من الاتفاق النووي الذي صدقت عليه أوروبا وتراجع عنه ترامب بعد أن شجعه ووقعه أوباما والذي لم يحل الأزمة حتى الآن ولكن السؤال الاهم والأخطر هو لماذا تهاجم الولايات المتحدة إيران النووية أكثر من كوريا الشمالية، وهو السؤال الذي سنحاول فك أحجيته في السطور القليلة القادمة.

إيران وكوريا الشمالية النوويتان

لماذا نضع إيران وكوريا الشمالية في كفة واحدة لأنهما أكثر الدول التي يهاجمها العالم بسبب برامجهم النووية خوفا من تهورهم واستخدامهم لتلك الأسلحة في قتل أبرياء لا ذنب لهم لبسط نفوذهم عليه وكأن كل الترسانات النووية الأخرى لن تقتل الأبرياء والبيئة، لكن تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع ملف إيران هو الأكثر حدة بينهما وصلت للتلويح بالقيام بالحرب ضد إيران وإلغاء الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية عليها من جديد بعد أن رفعت مع الاتفاق، قد يظن البعض لكونها دولة إسلامية ولكن إذا نظرنا جيداً إلى باكستان فهي أيضاً دولة إسلامية وتملك سلاحاً نووياً رداً على سلاح جارتها الهند ولا يهاجمها أحداً، إذا البعد لتلك الأزمة أكبر من إسلامية الدولة وأكبر من سلاحها النووي نفسه التي تهاجم لأجله فالأمر يطال أيضاً موقعها الجغرافي ونفوذها الذي يمتد في الوطن العربي وخارجه.

هل تستحق إيران هذا التعامل من الولايات المتحدة الأمريكية؟
من الصعب جداً الوصول إلى ذلك الحل في ظل وجود إدارة ترامب المتخبطة بين قرارتها ومصالح الولايات المتحدة خاصة بعد الأزمة الأخيرة بين ترامب والكونغرس الأمريكي

أجل تستحق ذلك وبقوة لننظر إلى الصورة الكاملة قبل أن تحكم على المسألة من وجهة نظرك وانتماءاتك فالأضرار والمصالح التي تمثلها كوريا الشمالية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هو فقط برنامجها النووي على عكس إيران وموقعها الاستراتيجي من الشرق الأوسط بجانب الاحتياطي الكبير الذي تملكه في مجال الطاقة من النفط والغاز الطبيعي يجعلها نصب عين العالم بأكمله وليس الولايات المتحدة الأمريكية والذي يضعها في موقع قوة بجانب جاراتها من الدول الخليجية والعراق وهذا يحولنا إلى نقطة أخري وهى صراعاتها مع الدول التي تملك الولايات المتحدة الأمريكية جزء كبير جداً من السيطرة على أموال نفطها واستثماراتها والذي يتشكل في هيئة صفقات هائلة من الأسلحة تدار كل سنة بانتظام بجانب مصالح أوروبا في تلك الموارد من الطاقة التي تمس حياتها اليومية وحياة مواطنيها. هناك الكثير والكثير من الأسباب الأخرى التي يصعب جمعها في مقال واحد مثل نظام الحكم الإيراني الذي يقلق الولايات المتحدة الأمريكية ويؤرقها منذ الاطاحة بالشاه الذي كان خاضعاً لكل تطلعات الغرب وخاصة واشنطن.

هل لإسرائيل دور في ذلك الموقف؟

بالتأكيد ودون تفكير فكل شيئا يمس الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والوطن العربي يمس إسرائيل بطريقة مباشر وغير مباشر وإيران النووية وحتى إيران بعد الاتفاق النووي ونزع الترسانة منها هي خطر عليها نظراً لعلاقات إيران الطيبة والوطيدة بحزب الله وحماس عدوا إسرائيل الأكثر خطورة والمهددين لوجودها بالمنطقة بجانب النظام السوري والذي يمثله ابن الأسد والذي وصل بإيران لتقديم مساعدات يقال أنها مالية وعسكرية ولكن لم يستطع أي أحد حتى الآن إثباتها بأدلة واضحة.

هل سنري اتفاق نووي نهائي بين أمريكا وإيران أم أصبح في خانات الأحلام؟

من الصعب جداً الوصول إلى ذلك الحل في ظل وجود إدارة ترامب المتخبطة بين قرارتها ومصالح الولايات المتحدة خاصة بعد الأزمة الأخيرة بين ترامب والكونغرس الأمريكي الذي أعلن عن اجراءات لعزل ترامب، ولكنه برغم ذلك لن يكون الاتفاق حلم بالتأكيد فكما استطاع أوباما توقيعه هو والدول الأوروبية مع إيران ورفع العقوبات والبدء بصفحة جديدة يمكنه العودة إليه من جديد الأمر الذي لوح به حتى ترامب بنفسه بدعوة إيران للعودة إلى طاولة الحوار دون شروط. وحدها الأيام والأشهر القادمة هي ما سيحمل لنا هذا الاتفاق خاصة بعد تمسك الدول الأوروبية به حتى بعد أن نبذه وألغه ترامب ويمكننا في حينها التوقف عن سماع أخبار ذلك الاتفاق لفترة طويلة ومريحة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.