شعار قسم مدونات

دعم فلسطين واجب وليس منّة.. كفى عبثاً

blogs فلسطين

الفلسطيني بدلاً من أن يكون محل إجماع الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم؛ كصاحب أعدل قضية؛ مع الأسف الشديد لايزال هو الحلقة الأضعف وسيبقى يدفع ضريبة الانقسام وتشتت مواقف فصائله في ظل غياب مرجعية واحدة موحدة أمينة على حقوقه تصون ثوابته وتحول دون توظيف واستثمار قضيته؟! على ما يبدو لم ولن يتعلموا الدرس منذ النكبة حتى الآن؟! سقطوا ويسقطون في كل محطات اختبار الولاء لفلسطين وشعبها أولاً كمصلحة عليا بعيداً عن المصالح والحسابات الفئوية والحزبية الضيقة؟!

     

المال والامتيازات المكتسبة والدعم السياسي المشروط آفة وفتنة كبيرة فتحت باب الارتزاق ورسخت الانتهازية والوصولية وألصقت بالقضية عار التدخلات غير المحسوبة بدقة والتي لا تبنى على المصلحة والمفسدة لفلسطين وشعبها؟!، لم يعي البعض حتى الآن أن دعم فلسطين وشعبها هو واجب كل عربي ومسلم وحر في هذا العالم دون منّة من أحد ولا حاجة لمنحه أي مقابل تجاهه! البناء على ذلك سيحررنا من ضغط تصدير البيانات والمواقف؟!

 

ضقنا ذرعاً بهذه العبثية واللامبالاة ولم يعد هناك مجال لمزيد من إضاعة الوقت بعد أكثر من سبعين سنة على نكبتنا وما يزيد عن قرن من وعد بلفور المشؤوم ولم نتعظ بعد

المال الذي تلقته فصائل العمل الوطني الفلسطيني على اختلاف وتعدد مشاربها ومن جهات مختلفة منذ النكبة حتى الآن كان كفيلاً بتأسيس بنية تحتية لمؤسسات واستثمارات ومشاريع ربحية وخدمية وتنموية تكفي الشعب الفلسطيني وزيادة وتحول دون توظيف واستثمار قضيته وحرفها عن مسارها الصحيح وهي كفيلة بجعل قرارها مستقل حقيقة وليس على قاعدة " ياوحدنا" بل بعيداً عن الارتهان وإنما هو رهان على كفاءات وإمكانيات شعبنا الفلسطيني في كل مكان من خارطة هذا العالم؟! لكن ثمة فساد ممنهج ومدروس وبالحد الأدنى فشل في الإدارة والتخطيط إن أحسنّا الظن، أوصل قضيتنا إلى هذه الحالة التي يرثى لها؟!

 

ولا يجوز ولا ينبغي التلطي خلف ذرائع واهية من قبيل أننا مستهدفون ولا نعمل على صعيد واحد وأمامنا معوقات! فلا يوجد ثورة في العالم ولا حركة تحرر وطني لم تواجه كل هذه الصعوبات وغيرها وإن بأشكال وأساليب متنوعة ومتشعبة وربما أكثر تعقيدا، المراجعات حاجة ملحة وضرورية للخروج من هذا النفق المظلم الذي آلت إليه أوضاعنا، حتى لو اضطرت حركتنا الوطنية أن تعيد ترتيب أوراقها ومن الصفر ولكن على قواعد وأسس سليمة واستراتيجية وطنية شاملة وواضحة واعية لظروفها وملابسات وحيثيات قضيتنا من كل الجوانب المتعلقة بها تأثيراً وتأثراً وعلى الأقل من منطلق ربما أقدم شعارتنا المرفوعة "وحدة وطنية- تعبئة قومية- تحرير"؟! ولنسأل أنفسنا ماذا تحقق لنا مما سبق؟

 

ليس صحيحاً أن كل الأموال التي وصلت إلى الفصائل كانت مشروطة؟! وهذا ليس سراً بل هو أمر معروف وكل من عمل أو انتسب أو تقرب من فصيل فلسطيني يعلم ذلك تماماً، ويدرك أن ثمة أموال منحتها شعوب وأفراد بصفة مستقلة وبلا شرط أو قيد؟! ولا يمكن تبرير أنها كلها كانت موقوفة لمشاريع معينة وثابتة لا يمكن القفز عنها أو تجاوزها؛ مع عدم نفي وجود ذلك جزئياً؛ ليبقى السؤال ماذا عن مصارف بقية الأموال؟! وأصلاً ماذا عن الأموال التي كانت تدفع للفصائل والأحزاب والحركات الفلسطينية غير الإسلامية التي لا تتوقف عند المبرر سابق الذكر؟!

 

لقد ضقنا ذرعاً بهذه العبثية واللامبالاة ولم يعد هناك مجال لمزيد من إضاعة الوقت بعد أكثر من سبعين سنة على نكبتنا وما يزيد عن قرن من وعد بلفور المشؤوم ولم نتعظ بعد ولاتزال قياداتنا الفصائلة متعثرة في إيجاد مخارج عملية أو في اجتراح حلول واقعية لمعظم المشاكل والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية؟! أما آن الأوان لوقفة جادة حقيقة تضع الأمور في نصابها الصحيح وتُعلي المصلحة العامة؟! ألم نكتفي بهذا القدر من التجريب؟! لم يقصر الشعب الفلسطيني على مدار كل السنوات التي خلت في تقديم الغالي والنفيس من ماله ونفسه بل وأصيب في عرضه في محطات معينة؟! فلماذا لا يقابل بما يليق ويجدر به من هذا التضحيات؟ ألا يستحق قيادة ترتقي إلى مستوى بذله وعطائه، لا يجوز لأي فلسطيني أن يصمت بعد الآن أكثر من ذلك كل من موقعه وحسب قدرته.. كفى عبثاً؟! من لا يستطيع حمل عبء قضية بهذا الحجم فليرحل عنّا، ونقطة آخر السطر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.