شعار قسم مدونات

أبو تريكة.. الأسطورة التي يبحث عنها العرب

blogs أبو تريكة

كان متواجداً في المكان الذي سيعلن من خلاله من الفائز بتنظيم بطولة الأمم الأفريقية القادمة ٢٠١٩، ورغم أنه لن يكون حاضراً بسبب التهم والأحكام القضائية الذي ضده، لكن كان واقفاً يدعم ملف بلاده التي طردته وتتهمه بالإرهاب وتتحفظ على أمواله، فهو لا يهتم كثيراً بالأمور السياسية ولا يدافع عن نفسه ضد الافتراءات والأكاذيب التي تقال ضده، هو يسير دائماً في طريقة المعروف الذي كسب حب الناس من خلاله. 

الأسطورة العربية المصرية "محمد أبو تريكة"، كل يوم يعلمنا درساً جديد بتعاملاته وأخلاقه العالية، كل يوم يثبت لنا أنه إنسان نظيف ومخلص ومحب لبلده وأمته، ولا يهمه ماذا يقولون عليه ولا يلتفت أبداً إلى الوراء رغم كل ما يتعرض له. لقب "الأسطورة" لا يصح أن يقال إلى أي شخص، لكن أبو تريكة يملك كل مواصفات هذا اللقب، فهو أجتمع على حبه كل الناس من الشرق إلى الغرب ومن اليمين إلى اليسار، ولا ينتقده إلا الحاقدين منه.

موقف أبو تريكة في دعم مصر لتنظيم البطولة:

يرى الكثير أن موقف أبو تريكة في دعم ملف مصر لتنظيم بطولة أمم أفريقيا القادمة كان خطأ كبير منه، ممكن البعض يرى المشهد بشكل مختلف، لكن لابد دائماً نعرف أن شعبيته ليست عند فصيل او تيار معين، شعبيته عند كل الناس لذلك لا ننظر أن جميع قرارته تكون على حسب توجهه سياسي أو موقف معين، هو رجل أسطورة عند غالبية الشعب ولا يهمه القرارات السياسية، هو ينظر للأمور بالمصلحة العامة. صحيح أن الوضع في مصر سيئ للغاية وهو أحد المتضررين منه، لكن ليست كل الناس تحسب الأمور بشكل ورؤيه واحده، كل واحد له فكره وأسبابه وموقفه وقرارته من وجهة نظرة، وممكن أن يكون مهاجم ومطرود من بلده لكن حبه للبلد يجعله يعمل أي شيء مقابل حبه لها ولشعبها.

أبو تريكة هو "العقل الأسطوري" الذي نبحث عنه في بلادنا العربية، نريد أشخاص مثله يجتمع الجميع على حبهم ويكونه مخلصين للبلاد وللأمة وللشعوب وينظرون للأمور بحكمة وعقل ولديهم نظرة للمستقبل

وأرى أن أنتشار صور أبو تريكة مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، هي في صالح أبو تريكة، فكيف لاتحاد مصري يجلس مع شخص متهم ومحكوم عليه في قضايا إرهاب؟! هذا يجعل أبو تريكة وضعهم في موقف محرج أمام الناس، وتابعنا بعد ساعات من إعلان الأمر وانتشار صور أبو تريكة أصبح هو الترند الأول في مصر والجميع يسانده، حتى محمد صلاح أثناء استلامه جائزة أفضل لاعب في أفريقيا، سئلوا هل أصبحت سفيراً للكرة المصرية؟ قال أعتقد أن الأفضل هو أبو تريكة، هذا يوضح الحجم الكبير لشعبية أبو تريكة.

لن تهدم أسطورة أبو تريكة:

وخلال السنوات الماضية رأينا أناس كثر تتراجع في مواقفها وتخسر شعبيتها عند الناس، لكن أبو تريكة هو الوحيد تقريباً الذي ما زالت الناس تحبه وتعشقه بنفس الدرجة، بأعماله المستمرة وأخلاقه نجح في الحفاظ على شعبيته وعلى حب الناس له. يعرف أن يفرق ويفصل جيداً بين الأذى والاتهامات الذي يتعرض لها وبين المصلحة العامة ونظرته للمستقبل، ويُحكم عقله دائماً في معظم القرارات، لا يرى الأمور بالظلم الذي يتعرض له، هو يعلم جيداً أنه صاحب رسالة ويعرف جيداً ماذا يعمل من أجل أن تصل رسالته إلى الناس، لذلك من الصعب أن تهدم أسطورة أبو تريكة مهما تعرض لاتهامات.

أبو تريكة هو "العقل الأسطوري" الذي نبحث عنه في بلادنا العربية، نريد أشخاص مثله يجتمع الجميع على حبهم ويكونه مخلصين للبلاد وللأمة وللشعوب وينظرون للأمور بحكمة وعقل ولديهم نظرة للمستقبل. فالشعوب هي الفيصل دائماً في أي موقف أو معركة، وإذا اجتمعت الناس على حب شخصية معينه سيقفون معه دائماً ويكونون في خلفه في أي معركة ضده. لذلك كل الاتهامات والافتراءات الموجهة ضد أبو تريكة لم يصدقها الشعب، لأن الشعب يعرفه جيداً ويعرفون من هو أبو تريكة. وأخيراً.. متى يأتي اليوم الذي نرى فيه أمثال أبو تريكة هم القادة والمسؤولين الحقيقيين؟!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.