شعار قسم مدونات

التطبيع مع نظام الأسد جريمة

blogs زيارة البشير

تفاجئ السوريون بعد ما يقارب من 8 سنوات من التضحية والصمود بأول زيارة رسمية من رئيس عربي لسوريا الأسد، فبعد لقاء الرئيس السوداني عمر البشير برأس النظام السوري بشار الأسد بأيام قليلة أعلنت كلا من الأمارات والبحرين بإعادة فتح سفاراتهم في دمشق في خطوة منهم يراها معظم السوريين أنها جاءت لإعادة تعويم نظام الأسد ورفع العزلة العربية عنه، على عكس ما تقوله روايتهم الرسمية.

 

حيث أوضحت وزارة الخارجية الإماراتية عبر بيان رسمي أن هذه الخطوة جاءت لتؤكد حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري بحسب نص البيان.

ويرى محللون للبيان بأن العودة إلى دمشق جاءت لكبح جماح المد الإيراني في سوريا، وما علاقة السفارات بطرد الميليشيات الأجنبية الطائفية من سوريا يتساءل معظم السوريين، حيث يرى مراقبون بأن فتح السفارة الإماراتية بدمشق يأتي ضمن سياق بالتقارب مع نظام الأسد الذي يعتبر الحليف الأبرز لإيران، وللمفارقة تخوض الإمارات حربا شرسة باليمن بحجة وضع حد للنفوذ الإيراني كما أنها تقاطع قطر وتحاصرها بتهمة التقارب مع إيران!

الحكومات العربية تتجاهل دماء السوريين
النصر لا يقاس بتحرير قطعةٍ من أرض إنما بتحرير القلوب من الخوف وامتلاك الجرأة على قول لا في وجه الظلم والطغيان لذلك الثورة السورية انتصرت منذ أيامها الأولى وهي مستمرة حتى تحرير الأرض والإنسان

بعد مقتل ما يزيد عن نصف مليون سوري على يد قوات الأسد الطائفية جراء قصف المدن والقرى المحررة بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والغازات السامة وبعد تهجير ولجوء ما يزيد عن 10 ملايين سوري حول العالم، تعود كلا من الإمارات والأردن وتونس إلى فتح الحدود التجارية والمدنية مع نظام الأسد، وترفع صور الديكتاتور داخل مطار العاصمة التونسية.

بعد كل المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري من قتل وتشريد بحق النساء والأطفال والشيوخ على أساس طائفي بحت يعود كلاً من العراق ومصر ولبنان بالمطالبة بإعادة تفعيل عضوية حكومة الأسد المجمدة في الجامعة العربية، فهل يعقل بأن النخوة العربية أصبحت من الماضي أم أنها خيانة من الحكام لدماء الأبرياء، هل يعقل بأن الشعب العربي خالداً في نومه العميق الى هذا الحد أم أنه راض عن تصرفات ولاة إمره اللامنطقية!

لعنة الأسد تصيب الزائرين له

أستقبل آلاف السودانيين الرئيس عمر البشير في مظاهرات غاضبة فور وصوله إلى الخرطوم عائداً من دمشق احتجاجا على الوضع الاقتصادي والمعيشي السيئ الذي تعيشه البلاد، وقد ظهر العديد من التيارات تطالب البشير بالتنحي عن منصبه كما اعتبر الكثيرين بأن السودان تشهد ثورة حقيقية لتغير نظام الحكم، في حين أن للسوريين كان رأي آخر واصفين ما تعيشه السودان الآن ليس إلا لعنة أصابات رئيسها بعد زيارته المفاجئة للأسد.

وفي ذات السياق وضمن لعنة الأسد توفي رئيس وزراء أبخازيا غينادي غاغوليا بعد تعرض موكبه لحادث سيارة في طريقه من مطار سوتشي إلى جمهوريته أبخازايا الروسية بعد عودته من دمشق والتي التقى فيها مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وبذلك تكون لعنة الأسد أصابت كل من زاره في دمشق، حيث يرى السوريين أنها ليست إلا رسائل سماوية تحذيرية لكل من تسول له نفسه التطبع مع نظام الأسد.

صحيحٌ أن مناطق النفوذ تغيرت بسرعة على الأرض وانحسرت الثورة في كثيرٍ من المناطق لصالح نظام الأسد بفضل مساعدة قوى الشر له المتمثلة بجهات دولية عديدة لكن من المحال أن يستسلم أبناء الثورة
صحيحٌ أن مناطق النفوذ تغيرت بسرعة على الأرض وانحسرت الثورة في كثيرٍ من المناطق لصالح نظام الأسد بفضل مساعدة قوى الشر له المتمثلة بجهات دولية عديدة لكن من المحال أن يستسلم أبناء الثورة
 
الثورة انتصرت ولم تهزم

بالرغم من كل الخذلان الذي تعرضت له ثورة السوريين من القريب قبل البعيد مازال أبناؤها إلى الآن صامدون في وجه الطغيان يحاربون قوى الشر المتحكمة بأرضهم المغتصبة وكلهم ثقة بأن الله ناصرهم وهم عليه متوكلين فالنصر لا يقاس بتحرير قطعةٍ من أرض إنما بتحرير القلوب من الخوف وامتلاك الجرأة على قول لا في وجه الظلم والطغيان لذلك الثورة السورية انتصرت منذ أيامها الأولى وهي مستمرة حتى تحرير الأرض والإنسان.

صحيحٌ أن مناطق النفوذ تغيرت بسرعة على الأرض وانحسرت الثورة في كثيرٍ من المناطق لصالح نظام الأسد بفضل مساعدة قوى الشر له المتمثلة بجهات دولية عديدة لكن من المحال أن يستسلم أبناء الثورة بعد كل هذا الثمن الباهظ في سبيل حريتهم حتى لو افتتحت دول العالم أجمع سفاراتها في دمشق. المعادلة بسيطة نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.