شعار قسم مدونات

محمد صلاح وأقوى درس في التغيير والنجاح

blogs محمد صلاح

للمرة الثانية على التوالي تابع ملايين الشباب في الوطن العربي نجمهم المفضل محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي يتوج بجائزة أحسن لاعب في أفريقيا وكان صلاح قد توج العام الماضي بنفس الجائزة بالإضافة لحصوله المركز الثالث عالميا ليصل بذلك إلى ما لم يصل إليه لاعب مصري أو عربي من قبل.

 

لكن السؤال الأهم الذي نطرحه هنا ليستفيد منه كل من يسعى للتغيير والنجاح في الحياة وخاصة الشباب في الوطن العربي ما هو السر وراء نجاح محمد صلاح أو بالأحرى ما هو العامل الأهم والمحوري في هذا التغيير السريع والنجاح الكبير الذي حدث في حياته للإجابة على هذا السؤال دعونا نرجع للوراء قليلا لنتأمل في قصة طريفة حدثت لصلاح في بداياته عندما كان لاعبا في نادي المقاولون العرب أحد أندية الدوري المصري.

 

حاول محمد صلاح وقتها الانضمام لنادي الزمالك لكن محاولته باءت بالفشل حكى ذلك محمد صلاح في مقطع فيديو يجلس فيه على أرض الملعب ويتكلم بنبرة فيها الكثير من الحزن لرفض مسؤولي نادي الزمالك ضمه للفريق لعدم اقتناعهم به تخيل معي هذا المشهد نادي الزمالك المصري يرفض ضم محمد صلاح لعدم اقتناعهم به كلاعب وهنا تبرز عدة أسئلة محورية للمناقشة والتأمل ماذا لو انضم محمد صلاح للزمالك هل كان سيحقق كل هذا النجاح الذي وصل إليه وما الفرق بين الزمالك وليفربول وما الفرق بين مصر وانجلترا.

 

تغيير البيئة يتم على عدة مستويات أولها السفر إذا كنت تعيش في بلد متخلف تغلب عليه عوامل الفشل فأنا أنصحك فورا بالسفر إلى بلد آخر متحضر تغلب علية عوامل النجاح

تأمل قليلا في تلك الأسئلة البسيطة تعرف أن الفرق الجوهري الذي حدث في حياة محمد صلاح هو في تغيير البيئة بين مصر وانجلترا بين الزمالك وليفربول حيث في البيئة الأولى مصر تكثر عوامل الفشل وتقل عوامل النجاح والبيئة الثانية إنجلترا تكثر عوامل النجاح وتقل عوامل الفشل من هنا نأتي للنقطة المحورية والدرس الأهم الذي يجب أن يتعلمه الشباب وكل من يسعى للتغير والنجاح في جميع جوانب حياته الشخصية والمهنية أو غيرها أن تغيير البيئة هو واحد من أهم وأسرع وسائل التغيير والنجاح في الحياة.

 

كان يمكن لمحمد صلاح أن يلعب للزمالك أو الأهلي ويحرز نفس العدد من الأهداف وبنفس التألق والسلوك الراقي على المستوى الشخصي وبنفس الجهد المبذول بل ربما كان سيبذل جهدا أكبر لكن هل كان سيكون لها نفس التأثير والنجاح والتغيير الايجابي الكبير والسريع الذي حدث في جميع جوانب حياته كما حدث في انجلترا مع ليفربول؟

 

هذا ما اسميه بالانفجار الايجابي الذي يحدث على كل المستويات عندما تلتقي الموهبة والجدية في العمل بالزمان والمكان المناسب أو البيئة الايجابية الداعمة وجب عليك الآن أن تتعلم الدرس إذا أردت أن تتغير وتنجح أسرع وأكبر وأعظم ممن هم حولك غير البيئة التي تعيش فيها لماذا عليك الاستمرار في بيئة سلبية يغلب عليها الفشل ويكثر فيها الفاشلون والسلبيون بينما يمكنك الانتقال لبيئة أخرى ايجابية داعمة لك يغلب عليها النجاح ويكثر فيها الأشخاص الناجحون والايجابيون.

 

إن أقل جهد يبذل في البيئة الايجابية الداعمة يتعاظم من تلقاء نفسه ويكون له نتائج مبهرة في جميع جوانب حياتك من المهم جدا أن تتوقف للحظة وتتأمل وتسأل نفسك هل البيئة والبلد والمكان الذي أعيش فيه مناسب وإيجابي ويساعد على النجاح أم أنه مكان سلبي تكثر فيه عوامل الهدم وتشعر أنك طوال الوقت مستنزف ماديا ومعنويا بلا أي نتائج تذكر تسبح ضد التيار بلا فائدة. والان إذا كنت تعيش في بيئة سلبية كما هو حال معظم الشباب في الوطن العربي وتسعى لتغيير تلك البيئة دعنا ننتقل للجزء العملي وهو كيف تستطيع تغيير البيئة يجب ان تعلم اولا إن أهم ما في البيئة من حولك هم البشر الأشخاص الناس وأنت في سعيك لتغيير البيئة إنما تسعى في الحقيقة لتغيير الأشخاص السلبيين الموجودين في حياتك واستبدالهم بآخرين إيجابيين.

 

وإذا كان الأمر كذلك فإن تغيير البيئة يتم على عدة مستويات أولها السفر إذا كنت تعيش في بلد متخلف تغلب عليه عوامل الفشل فأنا أنصحك فورا بالسفر إلى بلد آخر متحضر تغلب علية عوامل النجاح وأرض الله واسعة يا صديقي فلما تضيق على نفسك واسعا سافر أن استطعت الآن ولا تضيع وقتك فإن لم يكن في استطاعتك فضع خطة للسفر وركز فيها وأعمل عليها من الآن ففي البلدان المتخلفة تضيع أعمار الناس سدى ويكون البشر فيها مجرد أرقام لا قيمة لهم ولا حقوق ثانيا إذا لم تستطع السفر والهجرة الخارجية فعليك بالهجرة الداخلية في بلدك فليس كل مدن بلدك سواء في عوامل النجاح والفشل

 

لا تحاول النجاح في بيئة يغلب عليها الفشل فإن ذلك يكلفك الكثير ويرهق نفسيا وذهنيا وبدنيا ويكون نجاحك على حساب صحتك وسنوات عمرك الجميلة

بشكل مبدئي اتبع هذه القاعدة إذا كنت تمتلك أحلام وأهداف كبيرة تسعى لتحقيقها فاترك القرية وعش في المدينة واترك المدينة الصغيرة وانتقل إلى المدينة الكبيرة واترك المدينة الكبيرة وانتقل إلى العاصمة واترك بلدك كلها وانتقل إلى بلد أفضل هكذا بالتدريج حسب الاستطاعة فالأرض كلها لله خلقها الله لكل عباده دون تفرقة ليعمروها ويستمتعوا بكل ما فيها فكن واسع الآفاق ولا تضيق على نفسك واسعا وحدهم البشر هم من وضعوا الحدود والمعوقات أما رب البشر فسخر لهم كل ما في الكون وطلب منهم السعي والجد لإعمار الكون وتلك رسالة واضحة من الله لعباده (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا)

  

إن الهجرة وتغيير البيئة هي سنة الأنبياء والصالحين والمبدعين والناجحين في كل زمان ومكان ثالثا في مستوى العمل إذا كنت تعمل في شركة أو مكان يغلب عليه عوامل الفشل فاتركها أو خطط لتركها لشركة أخرى أكبر وأفضل تتوافر فيها عوامل النجاح اياك أن تستمر في عمل لا يساعدك على الابداع وتطوير نفسك دائما ابحث عن المكان الأفضل للعمل وخطط للانتقال إليه رابعا المستوى الرابع للهجرة وتغيير البيئة الأصدقاء والأصحاب إذا كان لديك شلة أو جماعة من الأصحاب والأصدقاء سلبيون ومتشائمون على بتركهم فورا دون تردد والبحث في البيئة من حولك سواء محيط السكن أو العمل عن الأشخاص الناجحين أصحاب الطاقة الإيجابية

 

هذا المستوى من الهجرة رغم أنه يبدوا بسيطا إلا أنه الأخطر والأكثر تأثيرا على الإطلاق وهو مضمون وجوهر عملية الهجرة وتغيير البيئة فالبشر هم الأخطر والأهم وهم الهدف الأساسي من فكرة تغيير البيئة فكل ما في الأرض المكان والزمان هو حيادي بالنسبة لك وحدهم البشر هم من يجعلون المكان والزمان سلبي أو إيجابي عامل نجاح أم عامل هدم فهاجر الآن يا صديقي وابتعد بأسرع ما يمكن عن المتشائمون أصحاب الطاقة السلبية بنفس القوة والسرعة التي تبتعد بها عن أصحاب الامراض المعدية يقول د عبد الكريم بكار إن ابتعادك عن الأشخاص المتشائمين لا يقل أهمية عن ابتعادك عن أصحاب الأمراض المعدية الفرق الجوهري في التغيير واضح جدا.

 

الان يا صديقي نصيحتي الأخيرة لك لا تحاول النجاح في بيئة يغلب عليها الفشل فإن ذلك يكلفك الكثير ويرهق نفسيا وذهنيا وبدنيا ويكون نجاحك على حساب صحتك وسنوات عمرك الجميلة وبينما تنجح بصعوبة ينتفض مجتمع الفاشلين لحظة نجاحك ليوجه لك الضربات من كل جانب لإعادتك مرة أخري إلى مجتمع الفشل وأقل الضربات التي توجه اليك هي الحقد والحسد.

 

الأفضل والأسهل هو تغيير البيئة هو البحث عن مجتمع آخر وبيئة أخرى يغلب عليها النجاح ففي مجتمع الناجحين يا صديقي الطريق إلى النجاح أسهل وأسرع حيث الجهد أقل والتكلفة أقل والوقت أقل والنجاح أكبر وأعظم والأهم من ذلك أنك ستعرف كيف تستمتع بنجاحك المستمر بدون توقف، تغيير البيئة هو أحد أفضل وأسرع وسائل التغيير في الحياة أهرب يا صديقي أهرب فلا مكان لك هنا إن كنت تريد النجاح.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.