شعار قسم مدونات

في مثل هذا اليوم طالب المغاربة برحيل رونار

BLOGS هيرفي رونار

في 16 يناير 2017 خاض أسود الأطلس الجولة الأولى من كأس إفريقيا التي أقيمت بالغابون، وكان خصمهم آنذاك المنتخب الكونغولي الذي حسم اللقاء بهدف جونيور كيبانغا في مطلع الشوط الثاني، نتيجة أكدت لدى المغاربة تخوفهم بعدما تسرب الشك إلى القلوب بتعادلين مخيبين في تصفيات المونديال، الأغلبية طبع عليها التشاؤم وأعادت في ذاكرتها 13 سنة من الإخفاق القاري و20 سنة من الغياب المونديالي بل وبادر الكثيرون إلى المطالبة بإقالة الثعلب الفرنسي هيرفي رونار.

تغاضى اللاعبون عن نتائج الأمس واستعدوا للمنافسة على أمل قد يحييه انتصار على التوغو ثم مستقبل غامض أمام الفيل الإيفواري، دخل الأسود أرضية الملعب ليتفاجؤوا بهدف مبكر استقبلته شباكهم بدون مقدمات بعد 5 دقائق من بداية اللقاء، أجواء من الشك عمت الأرجاء وقلوب قلة قليلة من الجماهير ممن تمسكوا بخيط أمل البقاء اصطدمت أمانيهم بواقع قاس، لولا أن تدارك المنتخب الوطني الأمر بعد 10 دقائق كانت كافية لاستعادة التوازن والرد كان قاسيا بهدفين متتالين مع انقضاء ثلث الساعة الأولى، نتيجة غيرت الكثير في حسابات المنتخب والجماهير خصوصا بعد أن أضاف الناصيري هدفا ثالثا قبل 20 دقيقة من النهاية، وبشكل مفاجئ عادت حسابات التأهل لتطفو على السطح وبلغ التفاؤل لدى البعض يقينا في إسقاط كتيبة الفيلة التي اكتفت بالتعادل في كلتا الجولتين.

الأعين كلها سلطت على رونار الذي أكد ثقته في قدرة لاعبيه على الخروج بالانتصار رغم أن التعادل كان كافيا للعبور، وكان الطموح معلقا على خبرة رونار الذي قاد خصوم اليوم للقب الإفريقي في النسخة الماضية ويعرف جيدا خبايا هذا الفريق، وهو ما حدث بالفعل حيث تمكن المنتخب المغربي من تحصين دفاعاته قبل أن ينقض على الإيفواريين بهدف البديل رشيد العليوي الذي كسر عقدة الدور الأول وعبر بالأسود للدور الثاني كمنتخب متصدر لمجموعة تضم حامل اللقب.

صفق الجميع للثعلب خصوصا أنه وضع الثقة في مجموعة من اللاعبين ممن لم يتعرف عليهم المتابع المغربي من قبل حيث كان صارما في اختياراته واستبعد معظم من راكموا خيبات المنتخب القارية والدولية

خرج الملايين للاحتفال بتأهل انتظروه بشوق وتغنوا باسم رونار الثعلب الماكر الذي اقتنص فوزين مستحقين وضعا المنتخب المغربي في الدور الثاني لأول مرة منذ 2004 وتوالي الخروج في دورات 2006، 2008، 2012، و2013 لتكبر بذلك أحلام المغاربة في استعادة الأمجاد وإسقاط الفراعنة في ربع النهائي ولم لا تجاوز إنجاز 2004 الذي خسر فيه الأسود أمام مستضيف البطولة نسور قرطاج في النهائي.

قاوم المنتخب ودافع عن حظوظه خلال ديربي عربي خالص استمرت نتيجته بيضاء إلى غاية الدقيقة ما قبل الأخيرة حين أعلن محمود كهربا عن عودة أحفاد الكنانة بهدف قاتل أهدى مصر التأهل وحطم طموح المنتخب على صخور منتخب خبير فاز بآخر 3 نسخ شارك فيها وكلهم نهم نحو اللقب الثامن الذي خسره في آخر المطاف أمام الكاميرون.

خرج الأسود برأس مرفوع بعد أن قدموا كرة جميلة وأبانوا عن انسجام مميز وصفق الجميع للثعلب خصوصا أنه وضع الثقة في مجموعة من اللاعبين ممن لم يتعرف عليهم المتابع المغربي من قبل حيث كان صارما في اختياراته واستبعد معظم من راكموا خيبات المنتخب القارية والدولية وأعلن نفسه منافسا قويا على بطاقة العبور نحو مونديال روسيا وأحيى لدى المغاربة حلمهم الغائب مع تبقي 4 جولات حاسمة لحجز التذكرة.

ودون الخوض أكثر في التفاصيل حقق الأسود 3 انتصارات وتعادلا ليضعوا بذلك قدمهم في المونديال، بشباك نظيفة وبقوة هجومية ضاربة ومنظومة دفاعية صلبة برهن المغرب على علو قدمه وبالرغم من أن القرعة لم تكن رحيمة بالأسود حيث أوقعتهم مع بطلي أوروبا والعالم البرتغال وإسبانيا إلى جانب الأيقونة الآسيوية إيران والتي خرجوا منها بنقطة يتيمة لم تفقد المغاربة تفاؤلهم باستعادة المجد من أرض الفراعنة في صيف 2019 بعد كسر عقدة الكاميرون خلال التصفيات. هيرفي رونار استحق الثقة التي حصل عليها حين صم أذانه عن كل انتقاد وتحمل مسؤولية اختياراته ليحقق ما عجز عنه الكثيرون، أمام جمهور مغربي لم يعد لديه وقت لمنح الفرصة لمزيد من الفشل!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.