شعار قسم مدونات

قلبا وروحا مع منتخب فلسطين "الفدائي"

منتخب فلسطين

من أجل رفع راية فلسطين، ورسم الابتسامة على وجه أكثر من 12 مليون فلسطيني ينطلق المنتخب الفلسطيني إلى كاس أمم آسيا بتشكيلة رائعة تضم لاعبين أصحاب الخبرة ولاعبين شباب لديهم الشغف والطموح لإثبات الذات حاملين اسم فلسطين وواضعين نصب أعينهم تحقيق نتائج مرضية ولتقديم أفضل ما ليديهم للوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة القارية؛ وتنطلق في الخامس من يناير بطولة كأس آسيا بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي تشهد تواجد المنتخب الفلسطيني للمرة الثانية على التوالي والثانية في تاريخه في مجموعة صعبة وهي المجموعة الثانية والتي تضم حامل اللقب المنتخب الاسترالي وهو المنتخب الأقوى في هذه المجموعة بالإضافة إلى المنتخب الأردني والمنتخب السوري.

الكل الفلسطيني خلف المنتخب الوطني

على الرغم من المعاناة التي يعيشها المواطن الفلسطيني يوميا من ظروف مأساوية مختلفة إلا أنه لا يخفي على أحد حبه للرياضة وعشقه لكرة القدم على وجه الخصوص ومتابعتها بشغف فطالما وقف مؤيدا ومشجعا وفيا لمنتخبات عربية شقيقة في محافل عالمية كالمنتخب الجزائري في مونديال البرازيل ومنتخب مصر وتونس والسعودية في مونديال روسيا الأخير، واليوم يقف الكل الفلسطيني من المتابع لكرة القدم وممن لا يعرف عنها الكثير لدعم منتخبنا الأول لكرة القدم (الفدائي) الذي تخطى كل الصعوبات والتحديات ليصل إلى ما هو عليه الآن كمنتخب وطني ويمثل اسم فلسطين وتقديم صورة مشرفة عن الرياضة الفلسطينية.

فرصة لكي نتوحد تحت مظلة الرياضة

في عام 2007 تحقق الإنجاز الأكبر في تاريخ كرة القدم العراقية، والذي يتمثل في تتويج المنتخب العراقي بلقب بطولة كأس أمم آسيا، رغم الظروف القاسية والمعقدة التي كانت تمر بها البلاد منذ الغزو الأميركي وما ترتب عليها من فوضى وانقسامات داخل البلاد لينجح المنتخب العراقي من خلال تتويجه بلقب كأس أمم آسيا 2007 في توحيد أبناء الشعب الواحد، فلسطين ومنذ عقود تمر هي وشعبها بظروف صعبة ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا جراء ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من احتلال للأرض وعدوان مستمر على أبناء الشعب الفلسطيني وتمزيق أجزاء الوطن بالإضافة إلى ذلك ما حل بشطري الوطن من فوضى سياسية وانقسام بغيض بين غزة والضفة الغربية الذي ألم بأبناء الوطن الواحد لتكون الرياضة وكرة القدم الأداة التي تُمثل جسر التقارب الوحيد بين أبناء الشعب الواحد.

 

يعود ذلك لتطور بكرة القدم في الأراضي الفلسطينية واهتمام القائمين على الرياضة بتطويرها برغم كل الظروف الصعبة وشح الإمكانيات، أضف إلى ذلك احتراف بعض اللاعبين في دوريات عربية

اليوم المنتخب الوطني بحاجة إلى توحد جميع أطياف الشعب الفلسطيني، هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لمنتخبنا الوطني خاصة وأن المنتخب الأول لكرة القدم هو من يحمل اسم وقضية فلسطين ويرفع راية واحدة (العلم الفلسطيني) بألوانه الأحمر والأسود والأبيض والأخضر، هذا العلم الذي يجمع الكل الفلسطيني في كل بقاع الأرض حتى ولو فرقتهم السياسة يوما ما، فربما تكون كرة القدم فرصة مثالية لكي نتوحد تحت مظلة فلسطين ورسم إحدى البسمات القليلة على شفاه الفلسطينيين.

الأنظار تتجه إلى أولى مباريات الفدائي

ويفتتح الفدائي بقيادة مدربه نور الدين ولد علي ورجاله أولى مبارياته بمواجه المنتخب السوري الشقيق في السادس من يناير ويسعى المنتخب الفلسطيني لتقديم أداء مختلف ومغاير عما قدمه في النسخة الماضية حيث تعرض إلى ثلاثة هزائم وسجل هدف وحيد ليخرج مبكرا من دور المجموعات، ولكن مع انطلاق التصفيات المؤهلة لكاس آسيا في دولة الإمارات حقق المنتخب الفلسطيني نتائج جيدة واحتل المركز الثاني خلف المنتخب العماني وهذا يدلل على أن المنتخب الفلسطيني قد أخذ العبرة من التجارب السابقة، لا سيما بطولة أستراليا 2015.

 

حيث تطور أداء المنتخب بشكل تصاعدي وأصبح يضم لاعبين محترفين ذوي أداء عال مكن المنتخب من تقديم نتائج جيدة في الفترة الماضية يعود ذلك لتطور كرة القدم في الأراضي الفلسطينية واهتمام القائمين على الرياضة بتطويرها برغم كل الظروف الصعبة وشح الإمكانيات، أضف إلى ذلك احتراف بعض اللاعبين في دوريات عربية مثل الدوري الأردني والدوري المصري. في السادس من يناير سوف تتجه بوصلة القلوب والعقول إلى بطولة أمم آسيا المقامة في الإمارات لتقف فلسطين بأكملها خلف المنتخب تشجيعا ودعما للفدائي سعداء بالمشاركة الثانية ورفع راية فلسطين في المحافل الدولية آملين بوصول منتخبنا الوطني لأدوار متقدمة في البطولة الأسيوية المرتقبة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.