شعار قسم مدونات

هكذا يخطط بن زايد لإنهاء الدور السعودي

blogs بن زايد وبن سلمان

كانت العراق في عهد صدام حسين أقوى قوة في المنطقة، وهذا ما كان يثير غيرة جيرانه في السعودية والإمارات وغيرها، حتى جاءت الفرصة للقضاء على الأخ الأكبر، ففي الفترة الممتدة بين عامي 1991 – 2003 وفيها شاركت القوات السعودية جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية في ضرب العراق عام 1991 ثم مشاركتها في فرض الحصار الظالم لمدة (12) عاماً بعد ذلك، وفي عام 2003 لعبت السعودية دوراً كبيراً في احتلال العراق، في حين كان دور الإمارات ضعيفا نسبيا لتفضيلها صدام على فهد في ذلك الوقت.

 

(غيرة لا أكثر أو أقل) وهذا ما كشف عنه مسؤولون سعوديون وأميركيون مؤخراً، عندما أكدوا أن الرياض سمحت بتنسيق الهجمات الجوية على العراق من ثلاث قواعد على أراضيها هي: قاعدة الأمير سلطان، وقاعدة تبوك، ومطار عرعر، حيث أشرف الأميركيون من هناك على مركز للقيادة الجوية، وعلى عمليات التزود بالوقود جواً، وإقلاع المقاتلات إف 16 وعلى عمليات جمع معلومات التجسس الجوي، وأضافوا أن ما بين 250-300 طائرة قامت بهجمات مختلفة انطلاقاً من السعودية في فترة ذروة الحرب.

 

فضلاً عن موافقة السعوديين عن انطلاق صواريخ كروز من السفن الأميركية عبر أجواء السعودية، كما كشفوا عن معلومات تتعلق بالهجوم البري، فقالوا على الرغم من أن الهجوم البري الرئيس انطلق من الكويت إلا أن الآلاف الجنود من القوات الخاصة نفذوا عملياتهم داخل الأراضي العراقية انطلاقاً من المملكة، ويمضي هؤلاء المسؤولون إلى القول أن السعودية قدمت عشرات الملايين من الدولارات كدعم للوقود الرخيص للقوات الأميركية، وكان لها دور مهم في الحفاظ على أسعار منخفضة للنفط من خلال زيادة إنتاجها بمليون و(500) ألف برميل يومياً.

 

 مع استمرار تعرية الحرب باليمن، أصبحت النزاعات بين السعودية والإمارات أكثر وضوحا، وتصاعدت الاشتباكات بين الميليشيات التي تدعمها الإمارات والمرتزقة التي تدعمها الرياض

وفي الجانب الاستخباري قدمت السعودية معلومات هامة للجانب الأميركي وأمنت حدودها لمنع فرار المسؤولين العراقيين من نظام صدام حسين. هذا الموقف السعودي، دفع بالجنرال الأميركي (مايكل موسيلي) القائد العسكري البارز الذي ساهم في التخطيط للعمليات الجوية إلى وصف السعوديين بأنهم شركاء رائعون. وهذه الشراكة (الرائعة!) دعت أحد الكتاب إلى القول (الجعجعة في السيلية والطحن في قاعدة سلطان) في إشارة إلى أن الأميركيين كانوا يعقدون مؤتمراتهم الصحفية حول تطورات الحرب في قاعدة السيلية في قطر، في الوقت الذي كان فيه مركز قيادة العمليات الجوية يقع في السعودية.

 

والآن، وبعد كل الدعم السعودي الهائل الذي ساهم في احتلال العراق وتدميره، هناك أسئلة تطرح نفسها هي: لماذا يتحاشى المسؤولون العراقيون الحديث عن هذا الدعم؟ ألم يساعد هذا الدعم في إزالة نظام صدام حسين وإيصال المسؤولين الذين يحكمون العراق اليوم إلى كراسي الحكم؟ والجدير بالإشارة أن الدعم السعودي لصدام حسين في الحرب العراقية الإيرانية لم يكن حباً في سواد عيونه وإنما لدفع الخطر الإيراني، وأن الموقف السعودي اليوم لا يخرج عن هذا الإطار، وهو الخوف من الخطر الإيراني الذي وصل إلى حدود المملكة في بعض المحافظات الجنوبية بعد تورط السعودية في حرب اليمن بتشجيع من بن زايد بخطة من محمد بن زايد.

أما الآن في حرب اليمن مع استمرار الحرب على التعرية، أصبحت النزاعات بين السعودية والإمارات أكثر وضوحا، ومع اشتعال النيران، تصاعدت الاشتباكات بين الميليشيات التي تدعمها الإمارات والمرتزقة التي تدعمها الرياض في عدن والمحافظات الجنوبية. هذه الخلافات من جهة والعدوان بشكل كامل على اليمن من جهة اخرى سبّبت في تدمير البنية التحتية وتفاقم الاوضاع الانسانية وخلق الكوارث. أما بن زايد فيخطط الآن لتوريط السعودية بكوارث إنسانية في اليمن والانسحاب منها تدريجيا وترك قوات بن سلمان والتحالف للحيلولة دون مواجهة أي مسائلة قانونية في المحاكم الدولية هذا ما أشار إليه المغرد الشهير مجتهد بأحد تغريداته. كما أكد خبراء أن أحد أهم الأهداف التي شجعت الإمارات للمشاركة في التحالف العربي: "يكمن في السيطرة الكاملة على اليمن الجنوبي"، وهذا ما نراه الآن حيث أصبح جنوبا اليمن إمارات أخرى إن صح التعبير.

 

مشيراً أن وراء مشاركتها تلك تتوارى عدة أهداف، من أهمها "تطويق عمان التي حاول أن يقوم بانقلاب فيها قبل سنوات اكتشفه السلطان قابوس الذي قرر الرد عليه بقوة لولا تدخل أمير الكويت"، حد قوله. ولفت إلى فشل أبو ظبي في شراء ذمم مشايخ محافظة المهرة، وتعثر محاولتها تجنيد مجموعات عسكرية وإغداق الأموال عليهم لإعدادهم لإقلاق المناطق الحدودية غربي سلطنة عمان. السؤال هل تخطط الامارات لتمثل دور الأب الاكبر كما كانت العراق سبقا، والتخطيط لإبعاد الرياض من أي دور في المنطقة والذي بدروه سيتضح صورته قريبا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.