شعار قسم مدونات

مظاهرات البصرة.. المقاومة في لحظات الاحتضار

مدونات - مظاهرات البصرة

البصرة ثاني أكبر مدينة عراقية، ومركز محافظة البصرة تقع في أقصى جنوب العراق على رأس سواحل الخليج العربي تقع على الضفة الغربية لشط العرب، وهو المعبر المائي الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات في القرنة على بعد 110 كم شمال مدينة الفاو. تبعد محافظة البصرة قرابة الـ 55 كيلومتراً عن الخليج العربي و545 كم عن مدينة بغداد، تبلغ مساحة المحافظة 19.070 كم2. لها حدود دولية مع كل من السعودية والكويت جنوباً وإيران شرقاً، والحدود المحلية لمحافظة البصرة تشترك مع كل من محافظة ذي قار وميسان شمالاً، والمثنى غرباً.

تعتبر ميناء العراق الأوحد، ومنفذه البحري الرئيسي، كما تزخر المحافظة بحقول النفط الغنية ومنها حقل الرميلة وحقول الشعيبة، وبحكم موقعها، حيث تقع في سهول وادي الرافدين الخصيبة. فتعتبر من المراكز الرئيسية لزراعة الرز والشعير والحنطة والدخن، كما تشتهر بتربية قطعان الماشية. تقع على أرض متباينة التضاريس بين سهل وجبل وهضاب وصحراء. وتعد البصرة من أكبر المحافظات العراقية المنتجة للنفط. واندلعت الاحتجاجات بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وتمضي قدماً وسط مخاوف السياسيين من استمرار واتساع لهيب الاحتجاجات نحو بقية مناطق العراق وخاصة بغداد العاصمة. والذي يميز هذه المظاهرات والاحتجاجات أنها بدأت من أهم مناطق الشيعية وهي معقل الأحزاب الشيعية ولاتي تتحكم بها هذه الأحزاب منذ سقوط نظام حكم البعث عام 2003م.

  

قام المحتجين والمتظاهرين بترديد شعارات ضد إيران نفسها بسبب دورها المؤثر في العراق التي تملك نفوذاً كبيراً على السياسيين العراقيين.

ولاحظنا عبر الوسائل المرئية والاجتماعية مدى غضب الشارع البصري على هذه الأحزاب والفصائل المسلحة، حيث صب المحتجون والمتظاهرون جام غضبهم عليهم، وتطورت الأحداث وبُدأت بإحراق المقرات الحزبية ومكاتب الفصائل المسلحة والأبنية الحكومية التابعة للحكومة المركزية مثل مجلس محافظ البصرة، حتى وصل الأمر الى إحراق بعض منازل المسؤولين الذين اعتبروهم من أهل الفساد في الحكم. والحدث الأهم في هذه التظاهرات والاحتجاجات هو إحراق القنصلية الإيرانية في المحافظة خلال الاحتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية. بل قام المحتجين والمتظاهرين بترديد شعارات ضد إيران نفسها بسبب دورها المؤثر في العراق التي تملك نفوذاً كبيراً على السياسيين العراقيين.  وفشل محاولات رئيس الحكومة العراقية عند زيارته لمحافظة البصرة، عندما أطلق وعود لتهدئة غضب الشارع البصري ولكن هذه الوعود لم تقنع المحتجين.

والمعلوم أن سبب اندلاع الاحتجاجات في البصرة كانت على خلفية معاناة المواطن البصري منذ 2003م ولحد الآن من سوء الخدمات الصحية والتعليمية وإعدام الماء والكهرباء ولقناعة المحتجين بأن الحلول لن تأتي بين عشية وضحاها. والمتظاهرين قد وصلوا إلى حالة من القناعة بان الوعود الحكومية المتكررة في تلبيه مطالبهم سوف لن يتم تنفيذها بسبب انهماك الأحزاب العراقية في المساومات والمفاوضات للبقاء في السلطة. بينما المواطن العراقي يعيش في أسوا أوضاع خدمية وصحية ومعيشية.

 

والغريب أنه بعد 15 عاماً من سقوط النظام السابق، مشكلة الكهرباء والماء في العراق بلا حل، بالرغم من صرف مئات المليارات من الدولارات على هاذين القطاعين. وقالت وزارة الكهرباء في بيان نشر على موقعها الالكتروني إنها وضعت خطة بديلة عن استيراد الطاقة الكهربائية من إيران، بعدما أعلن الجانب الإيراني عدم تمكنه من إعادة خطوط الاستيراد الأربعة إلى الخدمة. ولا ننسى أن من أهم الاحتجاجات هو ضد الفساد وارتفاع نسبة البطالة في العراق وخاصة في الجنوب مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. وعود وأكاذيب للمواطن البصري، فحزب الدعوة يحكم العراق منذ 15 عاماً وقادته لم ينفذوا وعداً واحداً من الوعود التي أطلقوها طيلة مدة حكمهم.

بصرة الفيحاء تحتضر

حيث أكد النائب عن محافظة البصرة فالح الخزعلي، أن البصرة تموت بسكين الفشل الحكومي نتيجة تلوث المياه. وأضاف أن تلوث المياه وملوحتها أدى إلى ارتفاع نسبة الأمراض داخل المحافظة. وكما حمّل الخزعلي، الحكومة الاتحادية مسؤولية تدني مستوى الخدمات داخل المحافظة نتيجة الطعون السابقة من قبل الحكومة على تخصيص مبالغ البترو دولار والمنافذ الحدودية. إن مدينة البصرة المنكوبة تستنجد بالشرفاء والغيارى بممارسة الضغط على الحكومة الاتحادية والأحزاب الفُساد الشيعية، في إنقاذ المواطنين من كارثة المياه الملوثة، هي على أبواب المدن والمحافظات الجنوبية الأخرى. وأما أحوال المعتقلين من المتظاهرين حيث قالت المفوضية في بيان لها: أن فريق العدالة الجنائية التابع للمفوضية العليا لحقوق الانسان برئاسة مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي يلتقي كافة المعتقلين الذين تم اعتقالهم عبر أجهزة وزارة الداخلية على خلفية التظاهرات الأخيرة في أيلول الجاري، ويتابع أوضاعهم الإنسانية والقانونية وسير التحقيق ومع التعاون الذي أبدته الأجهزة الأمنية. من أروع القصائد الشعبية التي قرأت عن البصرة الفيحاء من قبل أحد الشعراء:

علمني الوكت من أحجي طك بطك

ومازامط جذب لو جان مابيه

ولو ساكت أظل لو أحجي جلمة حك

وما أمشي ابدرب مجهول تاليه

ماكلك غشيم ولآنه المدكدك

أفرزن بالحجي وأفهم معانيه

ولساني عدل والكلمه ماتزلك

والجمله بشفافي تصير ورديه

الرابي اويالبدو بالبن مايشرك

خوفك عالكبر وبحلكه مميه

شفت ناس شكثر ماتمشي بس بالدك

وشفت ناس اعلى راسي اتصير بيريه

آنه ابن التفك لوصار وكت الطك

وآنه ابن الكرم لوضيف مر بيه

ابن شط العرب سباح مايغرك

وأببحر الشعر يرسن قوافيه

ابمنكار الصكر شديت رجل الرك

لان شفت الصكر عالي بشواطيه

عذري الهوى صادق إذا اعشك

وإذا افكر أحب كون الا بصريه

لأن حتى الصخر بالبصره هم يعرك

وتراب الشوارع يحجي أبوذيه

من حقي أفتخر بالبصره ساسي اندك

ومن دون الاسماء البصره علويه

من صار الوطن بالعيد وجهه ازرك

ابدم اكبر ولدهه اتبرعت هيه

البصره أم ولد بالعيد ماصفك

لأن انطه لبلاده جفوفه عيديه

أفصل الليل شيله وشرط ماتعتك

وأصوغ امن الكمر للبصره ترجيه

بالبصره وأحن للبصره وإلهه اشهك

ومابدل الدنيه ابتمره برحيه

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.