شعار قسم مدونات

ليس هناك عائقا لتحقيق نجاحِك كمرأة!

blogs المرأة، حجاب

أرى أننا نعيش ضمن مجتمعات لا تستوعب على الإطلاق بأهمية وجود المرأة، دائماً ما تتلقى الاتهامات والانتقادات العنيفة، دائماً المجتمع يقوم بتهميشها ولا أحد يستطيع نكران ذلك. ولكن في الآونة الأخيرة أعتقد بأنها أصبحت تمتلك من القوة ما يكفي لكي تتصدى وتدفع كل هذه الاتهامات بما تفعله من إنجازات وما تحققه من نجاحات، فنرى أنها أصبحت في بعض العائلات هي المعيلة الأساسية وعدم وجودها يشكل كارثة، أصبحت قادرة على بناء مجتمع بأكمله فدورها أصبح ملحوظ بشكل أكبر في المجتمع من خلال انخراطها في سوق العمل، وفي الحياة السياسية وفي الطب وفي العديد من المجالات. فهي تمتلك من القدرة ما يمكّنُها على السيطرة على أكثر من شيء في آنٍ واحد، وهذا ليس بشيء جديد، فهي أكبر مثال حتى نتعلم منها كيفية إدارة الوقت.

أكثر ما يثير استفزازي الأشخاص الذين يرددون عبارة المرأة ناقصة العقل، فكل شخص يؤمن بمثل هذه المقولات ويرددها فهذا ينم عن قلة فهمه وجهله، وعلى الرغم من جميع الضغوطات التي تواجهها المرأة من قبل المجتمع إلا أنها صامدة ومستعدة لمجابهة كل من يقف عثرة في طريقها. قد يكون هذا كلام مكرر ولا جديد فيه ولكن لو أن أفراد المجتمع استوعبوا ذلك وتم أخذه بعين الاعتبار، لما رأينا هذا الكلام مكرر في العديد من المقالات ويشكل محور نقاش العديد من الجلسات الحوارية والبرامج التي تدعم المرأة. هناك دراسة دنماركية جديدة نشرتها صحيفة إيلاف الإلكترونية أفادت بأن المرأة أقوى من الرجل في تحمل الظروف القاسية والبقاء على قيد الحياة.

وأضافت الدراسة  كما جاء في المقال بأن الباحثون برروا سبب أن المرأة أقوى من الرجل والفرق في الهرمونات الجنسية، يجعل النساء أكثر تعقيداً بيولوجياً مما قد يساعدهن في تخطي المخاطر الصحية، بالإضافة إلى أن النساء أكثر تصميماً حيث يميل الرجال في الغالب إلى التراجع والاستسلام عندما تصبح الأمور صعبة. فالمرأة ليست روبوت يتم برمجته كما يحلو للمجتمع وليست بآلة نقوم بشرائها لتؤدي عمل معين وعندما تهلك ولم تعد صالحة للاستعمال فيتم شراء آلة جديدة عوضاً عنها. الله وهب المرأة عقل كما وهبه للرجل فهي مستقلة تستطيع أن تختار الطريق الذي يناسبها لكي تسلكه في الحياة، فتختار التخصص الذي ترغب بدراسته، وتستطيع أن تعمل في المجال التي تراه مناسباً لها، كما أنه في حال أرادت أن تكمل دراستها في الخارج فتستطيع ذلك.

لم أذكر مرة أن عائلتي كانت عثرة في طريقي نحو تحقيق النجاح، وإنما على العكس كانت الداعم الأول على الدوام بالأخص والدتي..

بناءً على تجربتي الشخصية قمت بالسفر إلى خارج البلد بمفردي مرتين دون أي أحد من أفراد عائلتي، في المرة الأولى كنت في السابعة عشرة من عمري، كنت قد حصلت على فرصة للمشاركة في القمة الشبابية في بوسطن  في جامعة northeastern عندما أخبرت زميلاتي في المدرسة تم استهجان الفكرة وعدم تقبلها من قبل البعض بينما عائلتي كانت سعيدة وفخورة بما أنجزت وهم أكبر الداعمين لي. لم ألتفت إلى جميع الآراء السلبية وقمت بتجربة متعة السفر بمفردي وكنت قد تعلمت أمور عديدة جراء هذه التجربة فهي ساعدتني على الاعتماد على نفسي أكثر كما أنني أصبحت أكثر جرأة وقوة. المرة الثانية في العام الماضي حصلت على فرصة للمشاركة في مؤتمر يتحدث عن المشاركة السياسية لدى الشباب في المنطقة العربية ومقر المؤتمر في برلين ألمانيا الذي أقامته مؤسسة fried rich Ebert. stiftung، أيضاً في هذه المرة تلقيت العديد من الانتقادات السلبية وأظهر البعض ردود أفعال غير مقبولة بالنسبة لي، بينما البعض الآخر عندما علم بمشاركتي بالمؤتمر كانوا فخورين بالإنجازات التي أحققها كفتاة لم يتجاوز عمرها العشرون عاماً.

ربما سفري إلى الخارج كان بهذه السهولة لأنني أنتمي إلى عائلة منفتحة ومرنة أتاحوا لي المجال للانخراط في المجتمع، أيضاً قد يرتبط في بعض الأحيان بوجود الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء. لم أذكر مرة أن عائلتي كانت عثرة في طريقي نحو تحقيق النجاح، وإنما على العكس كانت الداعم الأول على الدوام بالأخص والدتي كانت وما زالت تدعمني في كل طريق أسلكه، فهي امرأة أيضاً وهذا أكبر دليل على أن المرأة واعية مثابرة ناجحة وعظيمة. لا تصنعوا للمرأة سياجاً يحيط بحياتها يقيدها ويجعلها روبوت لا تجعلوها ترضخ وتستلم لأمور لا ترغبها رغماً عنها فقط لكونها امرأة فالمرأة حياة، عطاء وأمل. ليكن دائماً للآباء والأمهات ما يتعلمه منهم أبنائهم، ساعدوا أبنائكم إناثا وذكوراً بتحقيق طموحهم وأحلامهم، علموهم وساعدوهم على أن يصنعوا من أنفسهم شخصية مستقلة واعية وقوية، وأهم ما يجب أن تقوموا بتعليمه لأبنائكم أنه لا فرق بين ذكر وأنثى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.