شعار قسم مدونات

الدولة تعاملهم كمرضى عقليين.. قصة مسلمي الصين المضطهدين!

blogs الإيغور

من رواندا إلى تيمور الشرقيّة وميانمار، اعتاد العالَم أنْ يتجاهَل بقسوةٍ الكوارث الإنسانيّة حتّى فوات الأوان. وتلك العادات القديمة تتشبث بالحياة إلى آخر رمق، فيما يتشبث أولئك الأشخاص المستهدفون بالتطهير العِرقيّ من قِبَل الدولة بالحياة بقوة أكبر. لكن التقارير الواردة عن معسكرات الاعتقال الجماعيّة وعمليّة تجريم الإسلام التي تلحق بمسلمي الإيغور في الصين ينبغي أن تكون جرس إنذار للجميع، الآن وفورًا.

 

أصدرت هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتّحدة في شهر أغسطس/آب الماضي تقريرًا يفيد بأنّ ما يقرب من مليون إنسان من مسلمي الإيغور أجبروا على البقاء فيما يشبه معسكرات اعتقال جماعيّة في منطقة سنجان -شينجيانغ- وهي منطقة تتمتّع بالحكم الذاتيّ غرب الصين، وموطن لما يقرب من 10 ملايين من مسلمي الإيغور. وادعت المحامية غاي ماكدوغال، رئيسة لجنة الأمم المتّحدة للقضاء على التمييز العرقيّ، أنّ ما يقرب من مليونَين من الإيغور والأقلّيات المسلمة الأخرى أجبروا على دخول "معسكرات سياسيّة للتلقين العقائدي".

 

وصل حجم الاعتقالات الصينيّة إلى مستوى مذهل، فعلى الأقلّ واحد من كل عشرة من مسلمي الإيغور الذين يعيشون في منطقة سنجان قد "اختفى في معسكرات الاعتقال". ويزداد الذهول من الأرقام التي تُشير إلى أولئك الذين لديهم عائلات أو أصدقاء، تعرضوا إلى الاعتقال دون أدنى جريمة إلّا ممارسة شعائر دينهم -الإسلام- في منطقةٍ يتم ربط الدين فيها بشكل قاطع بأعمال التخريب والنزعات الانفصاليّة والإرهاب.

  

بيد أن اعتقال مليون شخص في منطقة سنجان ليس إلّا غيضًا من فيض الهيكلة المشؤومة التي تتبعها الدولة في عمليّات التطهير العِرقيّ ضد مسلمي الإيغور. كما تستحضر عبارات مثل "الاعتقال" و"معسكرات الاعتقال" على الفور صورًا للهولوكوست أو اعتقال الأمريكيّين من أصول يابانية أثناء الحرب العالميّة الثانية. وقد دفعت تلك التشبيهات القويّة صحف عالمية مثل نيويورك تايمز وذا أتلانتيك وذا إنترسيبت إلى نشر قصص إخباريّة في الآونة الأخيرة، توثق من خلالها وصف الصين للإسلام بأنه "مرض عقليّ"، وهدفها الصارم إلى محو الإسلام عبر نظامٍ شامل من التطهير العِرقيّ، والذي لا تعدو الاعتقالات الجماعيّة سوى جزءًا منه.

 

ومع ذلك، لا يزال معظم العالَم يجهل الفظائع التي تحدث في منطقة سنجان، بل وحتّى غير ملّم تمامًا بطبيعة أولئك الناس المحاصرين في جوف قوّة عظمى عازمة على تدميرهم.

 

من هم الإيغور؟

يوضح النظر إلى تاريخ مسلمي الإيغور وهويّتهم، الأسباب التي تدفع الصين -وهي أمّة شيوعيّة تكرّس الإلحاد وتعطي امتيازات لقوميّة ’هان‘ التي تشكّل غالبية السكّان- إلى الإصرار على القضاء على أولئك الناس. يُعد الإيغور أقلّيّة موصومة من جهتين: هما العِرق والدين؛ وهم محاصرون في مرمى خطير لدولة بوليسيّة على الطراز الأورويليّ الذي يُحددها على أنها مدمرة لرفاهية المجتمع الحر والمفتوح، والتي ترَى الإسلامَ بمثابة تحدّيًا للإلحاد الذي ترعاه الدولة، وترى في الهويّة الإيغوريّة عقبة في طريق التفوّق العرقيّ لقوميّة ’هان‘ الصينيّة.

 

يُمثل مسلمو الإيغور السكّان الأصليّون في منطقة سنجان، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شمال غرب الصين، وتقع على الحدود مع منغوليا في الشمال الشرقيّ، وعدد لا يحصى من الدول ذات الغالبيّة المسلمة في الغرب. وبعد مدّة وجيزة من إعلان الاستقلال في بدايات القرن العشرين، ضمّت الصين الشيوعيّة عام 1949 منطقةَ سنجان، وعددًا كبيرًا من السكّان المسلمين الإيغور؛ ولا زالت المنطقة تحت سيطرتها الاستبداديّة إلى يومنا هذا.

 

بالإضافة إلى التقارب الدينيّ، يتشابه الانتماء العِرقي للأويغور ويتداخل مع جيرانه في آسيا الوسطى، مثل قيرغيزستان وكازاخستان والدول الأخرى التي تقطنها بالدرجة الأولى الشعوبٌ التركيّة التي تشترك فيما بينها بنسب متفاوتة بسمات ثقافية وتاريخية محددة. ولا زالت المنطقة تسمّى "تركستان الشرقيّة" من قبل مسلمي الإيغور. وتماشيًا مع هذا التصوّر القوميّ، فإنّ مسلمي الإيغور لديهم كذلك لغتهم الخاصّة، اللغة الإيغوريّة، والتي كانت تُعرَف سابقًا باسم اللغة ”التركيّة الشرقيّة“، والتي يتحدّث بها السكّان الإيغور في منطقة سنجان وأهلها في المهجر.

 

سَعَى بعض السكّان الإيغور في الصين إلى إعادة إعلان الاستقلال، مستندين إلى مزاعم بالأصالة (أي كونهم الشعب الأصليّ في المنطقة) والتعرّض للاضطهاد، من أجل الانفصال عن الصين. وفي ردّها على ذلك، عزّزت الصين من التنقّلات الجماعيّة لقوميّة ’هان‘ الصينيّة إلى المناطق الداخلية في البلاد، بما في ذلك منطقة سنجان، ممّا حوّل بشكل واضح المسلمين الإيغور إلى أقليّة في موطنهم الأصلي، الأمر الذي أجهضَ استراتيجيًّا أي احتماليّة للاستقلال.

   

   

خلقت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في الولايات المتّحدة، إمكانيات جديدة أمام الصين لقمع السكّان المسلمين الإيغور، بأشكال تتجاوز الهندسة الديموغرافية للشعوب الأصلية. فقد تبنّت بكين ببراعة الموجة الأمريكيّة في الهلع من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، والتي كرّستها إدارة جورج بوش الابن، واغتَنمَت فرصة "الحرب على الإرهاب" التي دمجت الإسلامَ والإرهاب في كيان واحد. ومع ارتياب معظم العالم من الإسلام، ومع انتشار ”الحرب العالميّة على الإرهاب“، اغتَنمَت الصين مشهدًا جيوسياسيًّا ناضجًا، مكنها من تنفيذ عمليّة قمع قويّة وبلا هوادة ضدّ مسلمي الإيغور، مع تركيز انتباهها على الإسلام كسبيلٍ إلى تدمير شعب يرفض استبدالَ دينه ولغته وتقاليده ببدائل مفروضة عليه من بكين.

 

تجريم الإسلام

يُمثل الإسلام محور الهوية الإيغورية، كما أن التعبير الديني يرتبط ارتباطًا وثيقًا باللغة والثقافة. بيد أن الحرب على الإرهاب مكنت بكين من استهداف الهوية الدينية لمسلمي الإيغور، ليس فقط لإعاقة التطلعات من أجل الاستقلال، بل للسعي إلى تحقيق تطهير عرقي شامل. وقد ساهمت الرقابة العالمية لمظاهر الإسلام، في الدول الغربية والشرقية، في السماح للصين أولًا "بإلقاء الإيغور في مهب العوامل الجغرافية السياسية". وسحقهم بالكامل، في السنوات الأخيرة، من خلال مجموعة من السياسات المترابطة التي تجعل من فوبيا الإسلام المنتشرة في أمريكا أو فرنسا شيئًا مبتذلًا.

 

ومع ذلك، فإن فهم اتساع وعمق نطاق اضطهاد الصين لمسلمي الإيغور يتجلى تمامًا من خلال هدفها الحقيقي: والذي يتمثل في تحقيق التحول والإبادة، وليس التقصي عن الإرهابيين. ولذا فقد كان تجريم الإسلام ومراقبته عن كثب، نظرًا لأنه يعتبر التعريف الأكثر وضوحًا وقدسية للهوية الإيغورية، هو الطريقة التي تسعى من خلالها بكين إلى تحقيق هذا الهدف. ففي عام 2015، حظرت الصين الطلاب والمعلمين من مسلمي الإيغور وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية في منطقة سنجان -شينجيانغ- من أداء فريضة الصيام خلال شهر رمضان، الأمر الذي تجاوز المجال العام في صورة ترهيب الشرطة والمراقبة داخل المنازل خلال الشهر الفضيل.

 

ورافق هذا الحظر، وفقًا لتقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش -مراقبة حقوق الإنسان- قيام الدولة بفحصٍ روتيني لأئمة الإيغور، والمراقبة الدقيقة للمساجد، وإبعاد المعلمين والطلاب المتدينين من المدارس، بالإضافة إلى القيود المفروضة على مسلمي الإيغور في التواصل مع عائلاتهم أو أصدقائهم الذين يعيشون في الخارج، وفحص المؤلفات المُخصصة للطلاب في المدارس في منطقة سنجان.

 

وبينما تحولت منطقة سنجان بسرعة إلى سجن كبير مفتوح لمسلمي الإيغور في السنوات الأخيرة، فإن الامتثال العلني بتعاليم الإسلام سيقود المرء مباشرة إلى أحد أكثر السجون الصينية ضراوةً وبشاعةً: وهو معسكر اعتقال يهدف إلى "العلاج" من الإسلام وسحق شعب الإيغور.

   

الاعتقال وهيكلة التطهير العرقي

بعث قمع الشعائر الرمضانية برسالة واضحة إلى الإيغور خلال أكثر الفترات رمزية في حياة المسلمين: وهي أن تجسيد مظاهر الإسلام لن يمر دون عقاب. وفي المقابل، أصاب الحظر الذي فرضته الدولة على الممارسات الرمضانية، حجر الأساس لثقافة الإيغور وحياتهم في مقتل، بل تجاوز الشهر المقدس، حين مضت الدولة قُدُمًا في تصوير الإسلام بأنه "مرض إيديولوجي" يجب أن يعُالج بطريقة مرضية، وليس فقط مواجهته من خلال الملاحقات الجنائية.

 

نمت معسكرات الاعتقال التي تطلق عليها الدولة اسم "مراكز إعادة التأهيل"، حجمًا وعددًا مع بداية عام 2013. وفي هذه المخيمات المكتظة بالمعتقلين، يُكلف وكلاء الدولة بمعالجة المرض (الإسلام) من خلال سلسلة من الفظائع، تشمل إجبار مسلمي الإيغور على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول (وكلاهما مُحرم في الدين الإسلامي)، وحفظ وتلاوة أغاني الحزب الشيوعي، وإجبارهم على العمل الشاق، والتسجيل في دورات تعلم اللغة الماندارينية والالتحاق بالدورات التدريبية الشاملة المُصممة خصيصًا لانتزاع دينهم وثقافتهم منهم.

    undefined

   

يعاني حاليًا ما يتراوح بين 10 و20 في المائة من سكان الإيغور المسلمين في منطقة سنجان، من أهوال أكبر شبكة من معسكرات الاعتقال منذ الحرب العالمية الثانية، فقد تعرضوا للاحتجاز والنزوح بعيدًا عن منازلهم وعائلاتهم. أما أولئك الذين يقاومون بينما لا يزالون في الداخل يتعرضون للتعذيب، كما أن التقارير عن الوفيات من أفراد الأسرة وحالات الاختفاء الصريح موثقة على نطاق واسع. كان معظم المعتقلين من الرجال، وقد استكملت السلطات الصينية السجن غير المتكافئ للرجال بسياسة تجبر النساء المسلمات من الإيغور على الزواج من رجال (غير مسلمين) من شعب الهان. مما يؤدي إلى زيادة إضعاف السكان الإيغور المسلمين وتوطيد هيمنة شعب الهان.

 

التهديد بالاعتقال هو خوفٌ يحوم فوق منطقة سنجان مثل سحابة سوداء ثقيلة تلوح في ذهن كل مسلم من الإيغور. بل في الواقع "أصبحت عمليات الاعتقال والخوف من الاحتجاز حقيقة لا مفر منها في الحياة اليومية". هذا الخوف هو السلاح الذي استخدمته الحكومة الصينية لردع وترويع الإيغور من ممارسة عقيدتهم، والذي فُرض من خلال الشرطة المنتشرة في كل مكان في مجتمعات الإيغور المسلمة، واستغلال الجيران وزملاء الدراسة وزملاء الإيغور ليكونوا بمثابة جامعي بيانات وجواسيس، وربما الأكثر شناعةً، هو استخدام أطفال الإيغور لمراقبة وتوريط آبائهم. ولذا سيكون إطلاق وصف الأخ الأكبر على تدخل وسيطرة الحكومة هو أقل ما يقال، إذ أن السلطات الصينية في سنجان جندت أي شخص تقريبًا وجميع الأشخاص من داخل مجتمعات الإيغور المسلمة للمشاركة في مشروع اقتلاع الإسلام.

   

جوهر التطهير العرقي.. غسيل دماغ للأطفال

كتب سيجال صامويل الأسبوعَ الماضي في مجلّة ذا أتلانتيك أنّ "هذه الإجراءات القمعية الصينيّة دفعت بعضَ الإيغور في شينجيانغ للشعور بالقلق من أنّ أطفالهم سيدينونهم، سواء عن غير قصد أو لأنّ المدرسين يحثّون الأطفال على التجسس على آبائهم". ساعد عمل صامويل في إثارة النقاش حول الفظائع التي تحدث في شينجيانغ خارج معسكرات الاعتقال، والتي خلقت مدخلًا للتعرُّف على البراثن الأخرى لبرنامج التطهير العرقيّ في الصين؛ لا سيما تلك التي تستهدف أطفال الإيغور.

 

يتحقّق مشروع الصين المتمثل في تفكيك الأسر -لَبنة مجتمع الإيغور المسلم في شينجيانغ- من خلال البرنامج الروتينيّ لحشد الأطفال لإبلاغ معلميهم (التابعين للدولة) بالأنشطة الدينية التي يمارسها آباؤهم. وكذلك من خلال مؤسّسات دور الأيتام الرسميّة التي تديرها الدولة، حيث يخضع أبناء وبنات الإيغور المعتقلين لبرنامج غسيل دماغ ثقافيّ وعمليات إدماج مُخصّصة للأطفال.

    

  

داخل أسوار تلك الدور، حيث "يتمّ حبس الأطفال من سن ستة أشهر إلى 12 سنة مثل حيوانات المزرعة"، تمارِس السلطات الصينية ما قد يكون هو جوهر برنامج التطهير العرقيّ الذي تنفذه: تربية جيل كامل من المسلمين الإيغور الذين يديرون ظهورَهم لآبائهم ودينهم وثقافتهم، لصالح الإلحاد ولغة المندرين وأعراف الهان التي تفضّلها بكين. وفي المقابل، يتمّ تجريد شعب الإيغور من شريان حياته، وهو أطفاله، وتمهيد الطريق نحو القضاء التام على 10 ملايين من المسلمين الإيغور، وأمّة كانت موجودة قبل نشأة الدولة الصينية الحديثة.

 

في انتظار العالم

يوم الثلاثاء الماضي، 4 سبتمبر/أيلول، أطلقتُ تغريدةً على تويتر عن اعتقال مليون من المسلمين الإيغور، وقد انتشرت بسرعة، لكنّ الأهم من ذلك أنّها جذبت انتباه المسلمين الإيغور في المهجر. تواصل معي طالبٌ جامعيّ أويغوريّ في إنجلترا (لن أدلي باسمه، خوفًا من سعي الصين للثأر منه أو من عائلته)، وحكى قصصًا شخصيّة عن المحاكمات التي تعرّض لها أفرادُ عائلته وأصدقاؤه في معسكرات الاعتقال. مثل الكثيرين، قد أدركتُ الأزمةَ بسبب سلسلة من العناوين الإخباريّة التي توثّق اعتقال مليون من المسلمين الإيغور؛ منزعجًا من التغطية الهزيلة التي حصلَت عليها في وسائل الإعلام الرئيسيّة – وكيف أنّ العالم لم يكن فقط مكتوف الأيدي لا يستجيب، بل كان إلى حدٍّ كبير غيرَ مدركٍ لها.

 

قال لي الطالب من خلال تويتر "نحن ننتظر العالم"، بادئًا بعبارة تكشف خطورةَ العنف الذي أطلقته الدولة على الشعب؛ وانتهى "نحن ننتظر العالم أن يعرفَ مَن نحن". وهو عذرٌ أساسيّ تسعى الصين بشكل فعّال لإبقائه خفيًّا بينما تقوم بشكل منهجيّ بمراقبة ومعاقبة كلّ أثر للحياة الإسلامية للأويغور. ومن أجل فهم تصميم عمليّة الإبادة التي خطَّطتها الصين للمسلمين الإيغور، فإنّ علينا أوّلًا أن نعرف مَن هم كشعب. إنهم شعب أبيّ، جرائمه الوحيدة هي العيش على أرضٍ كانت دائمًا ملكًا له، والتعبير عن إيمان وثقافة متأصّلة في تلك الأرض.

 

إنّ إقرار المجتمع الدوليّ بوجودهم يُحبِط صميمَ برنامج التطهير العرقيّ الصينيّ: وهو رفض الهويّة الإسلاميّة للأويغور ومحوهم من الذاكرة. لم يفُت الأوانُ بعد لكي نعرف، جميعًا، مَن هم الإيغور، ومِن ثمّ نساعِد في منع الكارثة البشريّة القادمة في العالم.

————————————————————————-

مترجم عن aljazeera.com

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.