شعار قسم مدونات

مؤتمر حماس الدولي الأول.. ما مستقبل المقاومة الفلسطينية؟

blogs المؤتمر العلمي الدولي الأول

حينما يوعز المكتب السياسي لحركة حماس لعقد مؤتمر علمي أكاديمي لتمحيص التجربة الحركية بكل تفاصيلها تدرك أن هناك علامة فارقة في التفكير وتطور في الوعي في مكونات العمل لتصويب التجربة التي خطت أول خطوة في عقدها الرابع والتي زاحمت فيها كبريات الأحداث ثلاثون عاما تاريخ طويل ليس بتعداد أعوامه وإنما في آثار أحداثه.

حينما أعلنت حركة حماس عن الوثيقة الأخيرة في شهر مايو من العام المنصرم منحت للجميع قراءة واضحة للتطور الفكري لدى الحركة لم يكن حينها تغير كثير في مضامين ميثاق انطلاقها عام 1987 بقدر ما هو تغير بالوصلة الفكرية العصرية التي تتمكن من خلالها حركة حماس لتعامل مع المجتمع الدولي الذي طالما كان مجحفا بحق وجودها. وقبيل انتهاء ذات العام يعلن عن مؤتمر حماس الدولي الأول والذي عنون بـ "حماس في عامها الثلاثون الواقع والمأمول". ووضعت كل مفاصلها الحركية في محاور المؤتمر الرئيسية لتدعو كل الباحثين والأكاديميين لدراسة فعلها في ميادين العمل من الدعوة التي كانت اللبنة الأولى في مسارها حتى آخر محطاتها في الأمن والمقاومة.

خاطبت أصحاب العقول والرؤى لاستجداء رؤاهم التحليلية النقدية ليكون لهم سهم في التطوير والتحسين والتجويد بعد مراحل الاجتهاد الذي صابها الصواب والخطأ ومن السمات التي تفردت فيها حركة حماس بهذه التجربة أنها أول الأحزاب والفصائل الفلسطينية التي تضع تاريخها تحت عدسة الباحثين وهي متيقنة أن أسهم نقد كثيرة ستخرج من كنانة المتقدمين لتصيب صدرها ولكنها مقتنعة أنه لابد من استخراج العبر واستشراف المستقبل وبذلك تنال الوصفة العلاجية لدوام قوتها وصلاحها ولتستطيع المضي في مسيرها لتحرير الأرض والإنسان.

 

القائم على المؤتمر لم يغفل دور الضفة الغربية في إتمام هذا المنشط العلمي التقويمي الاستشرافي فبرغم الانقسام والملاحقات تجد أسماء باحثيها حاضرة عبر جلساته

من يقرأ جدول أعمال مؤتمر حماس الدولي الأول يقرأ الاهتمام الكبير في تطور الفكر السياسي للحركة وتطوير الخطاب الاعلامي وبيان استفادة الحركة من الحاضنة الشعبية ومدى تأثرها وتأثيرها في العمل الطلابي والنقابي وكذلك التنقيب في تجربتي حماس في المعارضة والحكم الكثير من المضامين العلمية ستحوم حول تلك العناوين وغيرها تحمل التقييم والتقويم ومن القراءات الواضحة، أيضا في ذات الجدول بروز صورة المرأة الواضح سواء بالأوراق التي بحثت في مكانة المرأة في حركة حماس ودورها الذي علا ونهض مع علو الحركة ونهضتها أو الحضور الملحوظ لمجموعة من الباحثات المتقدمات في مواضيع شتى ومنها المواضيع التي كانت عصية على المرأة الفلسطينية في الماضي كالمواضيع السياسية والعسكرية وهذه رسالة قوية لمن أتعب نفسه وهو يحاضر قضايا الجندر واتفاقية سيداو.

ومما برز أيضا هو التمازج الواضح بين الباحثين من حيث العمر الزمني فحضر شيوخهم وشبابهم كما أن حضور عنصر الشباب الواضح في أسماء الباحثين دليل على أن حركة حماس ومسارتها المختلفة محط اهتمام الفئة التي تشكل ديمومة الحاضر والمستقبل.كما أن المقاومة تربعت بعزها في أكثر من ورقة من أوراق المؤتمر تلك المقاومة التي دفع ثمنها كل الشعب الفلسطيني من معاناة وحصار اإلا أنها تبقى الخيار الاستراتيجي لحركة حماس وفصائل أخرى.

ومن القراءات الواضحة أيضا في ذات المقام أن القائم على المؤتمر لم يغفل دور الضفة الغربية في إتمام هذا المنشط العلمي التقويمي الاستشرافي فبرغم الانقسام والملاحقات تجد أسماء باحثيها حاضرة عبر جلساته. ولم يقتصر الحال على ذلك فرغم الحصار الجاسم على قلب غزة لأكثر من عشر سنوات وزيادة والذي عمل على إقصاءها عن الوطن العربي والدولي إلا أن هناك حضور زخم لبعض الشخصيات العربية رغم صعوبة الوصول لمكان المؤتمر ولكن كلماتهم وأوراقهم حاضرة عبر وسائل التكنولوجيا.

نتمنى أن تكون النتائج لهذا المؤتمر نتائج علمية مهنية بحتة تؤدى إلى توصيات عملية تكون بمثابة علامات على طريق التصحيح والاستنهاض المهني لكل مفاصل حركة حماس وتمانينا أن يكون انطلاق هذا المنشط العلمي لحركة حماس دعوة لكل الفصائل والأحزاب للحوز قدما على ذات النهج لتقيم والتطوير عسى أن يكون في ذلك سبيل لتصحيح المسارات وغربلة شوائبها لتتلاقى أفكار أحزابنا وتتناغم وتتصالح لخدمة الوطن والقضية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.