شعار قسم مدونات

أزمة صلاح مع ليفربول.. هل بدأت قصة النهاية؟

محمد صلاح

ظهر النجم المصري "محمد صلاح" السنه الماضية بشكل مميز وحقق نتائج جيدة مع فريقة ليفربول الإنجليزي، واستطاع أن يحصل على أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وحصل على أفضل لاعب في أفريقيا وكان من ضمن أفضل ثلاث لاعبين في أوروبا، والآن مرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم عن العام الماضي مع منافسي "كريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش".

كان الموسم الماضي موسماً استثنائياً لمحمد صلاح، فهل يستطيع صلاح الاستمرار على نفس الوضع في هذا الموسم؟!

 شاهدنا المباريات الأولى من الدوري الانجليزي والتي ظهر بها محمد صلاح بشكل ليس بالمعقول عن الموسم الماضي، وشاهدنا مباراة ليفربول الأولى مع باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا والتي ظهر به صلاح بمستوى سيئ. ومن الواضح أن الحالة النفسية لمحمد صلاح سيئة وممكن تكون لعدة أسباب، لكن من الواضح أن ليفربول هذه السنة مختلف تماماً عن السنة الماضية، والفريق أصبح قوي كثيراً عن قبل بسبب الصفقات الذي ضمها النادي هذا الموسم ومعظمها صفقات قوية جدا وستصنع فارق، واهتمام معظم اللاعبين بظهورهم بشكل قوي مثل ما يفعل "ساديو ماني".

لا نختلف أن ماني لاعب ذو بنيان قوي جدا، وصاحب لياقة وسرعة عالية ومهارة، وأنه يريد أن يصبح نجم الفريق وهذا من حقه ومن مصلحة الفريق أيضا أن تزداد المنافسات بين اللاعبين. لكن لابد أن صلاح يدرك ذلك سريعاً ويتعلم كيف يتعامل مع هذه الأمور جيداً، وألا ينزعج ويحتوي زملائه في الفريق، هو ما زال النجم الذي يهتف له الجمهور دائماً وما زال يلعب أساسياً ومدربه يثق به ويعتمد عليه. ولابد أن يبتعد عن الغرور وينسي أرقام الموسم الماضي لأنه كان موسم استثنائي، والدوري الإنجليزي سيكون مختلف هذه السنة عن السنة الماضية بكثير، وسيكون هناك أكثر من لاعب ينافسون بعضهم. وأن يبتعد عن اتحاد الكرة المصري ومشاكلة معه، ويعرف أن مستقبله مع فريقه وليس مع المنتخب.

معظم اللاعبين العرب في أوروبا يظهرون دائماً في البداية بشكل جيد، وبعدها يستمر مستواهم في الهبوط حتى يصبحوا لاعبين عاديين، والسبب في ثقافة الغرور التي يشعرون بها بعد نجوميتهم

وضروري أن يتعلم من "رونالدو وميسي" كيف يتعاملون مع الفريق واللعب الجماعي واحتواء اللاعبين، وأن يتعلم من الذي حدث لـ "نيمار" بعدما أحس بالغرور والنجومية. وأن لا ييأس ويترك الإحباط يسيطر عليه، ويلحق نفسه سريعاً لأن كرة القدم في أوروبا وثقافتها مختلفة تماماً.

دروس من بعض نجوم كرة القدم

قال "كريستيانو رونالدو" في إحدى اللقاءات التليفزيونية له، أن التنافس هو جزء من حياته وأنه يحاول دائماً أن يفوز ويكون تنافسياً، وأن ذلك جزء من حياته الكروية ويعمل ذلك دائماً لتقديم الأفضل كل عام للفريق. وقال "ميسي" في إحدى اللقاءات له أيضا، أنه دائماً في بداية كل موسم لديه هدف جماعي وهو أن يفوز بكل مباراة من أجل مكانة فريقهم، ويطمح دائماً بتقديم الأفضل للفريق. وكان النجم البرازيلي السابق "بيليه" يأكد أن لعبة كرة القدم لا بد أن تكون لعبة جماعية دائماً، وأن النجم بدون الفريق لا شيء إذا لم يستطيع الاندماج مع زملائه.

أهم شيء في كرة القدم وفي أوروبا بالأخص هو التطوير الدائم، وإذا استمريت على نفس الأسلوب لن تنجح دائماً، فلكل لعب خطة لعب استراتيجية تتغير دائماً، فكل لاعب يجب أن يعرف دوره وما عليه فعله، لذا من الضروري أن تعرف المهام التي عليك القيام بها، وكيف يمكنك إنجازها بإتقان. وللأسف معظم اللاعبين العرب في أوروبا يظهرون دائماً في البداية بشكل جيد، وبعدها يستمر مستواهم في الهبوط حتى يصبحوا لاعبين عاديين، والسبب في ثقافة الغرور التي يشعرون بها بعد نجوميتهم، واستمرارهم على نفس اُسلوب اللعب وعدم تطوير أنفسهم للأفضل. وهذا الموسم أعتقد أنه سيكون موسم فاصل لمحمد صلاح، فإذا استطاع النجاح فيه لن يستطيع أحد إيقافه من بعد، إذا لم يطور منه ويلحق نفسه سريعاً سيُصبح لاعباً عادياً مثلما رأينا لاعبين كثير من قبلة كذلك.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.