شعار قسم مدونات

اغتيالات وتحريض وتعزيز للانقسام.. وجه الإمارات القبيح باليمن

blogs اليمن

لم تكتفِ دولة الإمارات ونظامها بقتل اليمنيين وزرع الفتنة فيما بينهم وتحريضهم على الاقتتال، إلى جانب نهب ثرواتهم واحتلال موانئهم وجزرهم وبحارهم وسواحلهم، والعمل على انتهاك سيادة البلاد وفرض الوصاية على كل المحافظات المحررة عدا مارب والجوف اللتان لم يسمحا للإمارات بالتدخل في شؤونهما. لم يتوقف الصلف الإماراتي عند ذلك فحسب، بل إن هذا النظام الذي يديره محمد بن زايد بالغ في قبحه وتطاوله في اليمن. فقبل أيام تناقل ناشطون يمنيون فيديو يظهر فيه أحد الإماراتيين التابعين للهلال الأحمر الإماراتي وهو يلقن الأطفال في جزيرة سوقطرى كلمات وأفكار الكراهية والبغضاء والسقوط الأخلاقي. كان الموظف يخاطب الأطفال قائلا: من تحبون يا أطفال سوقطرى، فيقولون: الإمارات. ويسألهم مرة: الله يدمِّر من؟ فيقولون: الإصلاح. فيطلب منهم تريد عبارة (تعيش الإمارات، تعيش الإمارات، تعيش الإمارات).

الإصلاح هو أكبر حزب سياسي يمني، وتحاربه الإمارات وتحرِّض عليه كونه الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في اليمن حسب تبريراتها، لكنها في الأصل تحاربه وتتمنى زواله وتغتال كوادره وتختطفهم وتعذبهم وتستهدفهم لأنه الحزب الوحيد الذي يعارض أعضاؤه سياسات وتحركات الإمارات العدوانية والاحتلالية في اليمن. يأتي أحد الإماراتيين من دولته إلى سوقطرى، وهو يحمل في يديه ثلاثة كيلو من الأرز أو السكر أو الدقيق ونصف علبة من الزيت، ويستغل به حاجة الناس، ويمسك القليل من الأرز في يديه وقبل أن يعطي أحد الأطفال هذا الفتات، يبتزه ويمن ويشترط عليه ويلقنه عبارات الحقد والكراهية في سب خصومه السياسيين وسب أهل البلد.

لا ندري ما نوع الأوجه والأرواح التي يحملها هؤلاء الغرباء، الذين أتوا إلى بلادنا ليحرضونا على بعضنا، وليحرضوا أبناء اليمن على أهاليهم وأبناء جلدتهم! كيف لإماراتي عميل لنظام أبناء زايد أن يأتي إلى سوقطرى ويجمع الأطفال اليمنيين ويجعلهم يرددون عبارات الحقد والكراهية على اليمنيين أنفسهم؟ ألا يخجلون هؤلاء، ألا يحملون قليلًا من الشرف والإحراج؟ يذكرني هذا الموقف الذي ترفضه كل قوانين وأعراف وعادات الكون، بالموقف الذي حدث سابقًا، عندما أرسلت الإمارات بعثة طبية إلى غزة من أجل مساعدة الناس، لكن معظم أعضاء البعثة كانوا عملاء واستخبارات، فقد توزعوا للبحث عن مواقع إطلاق الصواريخ على الإسرائيليين من غزة، حتى يزودوا الاحتلال الصهيوني بإحداثيات هذه المواقع لقصفها.

إلا أن يقظة أبناء غزة وحركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائب القسام وقفت أمام ذلك، وتم القبض على أحد أفراد هذه البعثة التي كان في ظاهرها الإنسانية وفي باطنها الخيانة والكراهية والظلم، وتم القبض عليه وهو متلبس يسأل بعض الأطفال والشبان عن مواقع إطلاق صواريخ القسام. ولذا فما زال النظام الإماراتي الحالي يعمل لصالح الماسونية ويمارس دور السفيه والحاقد الذي يدمر ويقتل ويزرع الفتن في الدول العربية والإسلامية، فالإمارات متورطة في انقلاب مصر وفي الاقتتال الحاصل في ليبيا وفي محاولة انقلاب تركيا وفي كل شر وظلم ودمار يحدث في المنطقة وآخرها التحريض الهمجي والاحتلال الحاصل في اليمن.

على هذا النظام أن يدرك ويستوعب ما يمارسه من سياسات عدائية، ولا يظل ألعوبة في يد الصهاينة والأمريكان يوجهونه كيما شاؤوا ومتى ما شاؤوا، فوالله الذي لا إله إلا هو لا يقف مع سياسات الإمارات العدائية والتحريضية والإجرامية في اليمن، إلا من يعرفهم أبناء اليمن بأنهم قد باعوا الوطن مرات وكرات، ومن سُجلت عليهم سوابق جسيمة، لأن الرجل الوطني الراشد لا يبيع وطنه، ولا يصطف إلى جانب الغريب في التحريض والقتل والاختطاف والاغتيالات.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.