شعار قسم مدونات

طه بامكار.. ما هي حقيقة إدعاءاته الدينية؟

blogs السنة

لقد أعلن الصديق د.طه بامكار أن ليست ثمة صلاة تُسمى بصلاة الجمعة، وأن ما يقوم به هؤلاء القوم الذين يدّعون أنهم يتعبدون مجرد مبتدعين لصلاة وليوم. قالها في بضع كلمات دون تبيان أو توضيح ليثبت رأيه حول ما يقول به، انقل هنا نص ما قاله الدكتور طه "لا توجد صلاة اسمها جمعة" هذا نص ما قاله، ولم يبين لنا على ما يُسند قوله؟

جمعتني صداقة مع هذا الشخص عبر موقع فيسبوك لأكثر من عام. خلال هذه الفترة كان مقدم نفسه مناضلًا سياسيًا ضدّ النظام الحاكم في السودان، وأن كل أقواله التي يكتبها حول الوضع السياسي وحالة التردي الذي وصل له الوطن. لم يكن باحثًا في علوم القرآن، ولم تكن له آراء فقهية واضحة حتى حول القضايا السياسية التي لها شق فقهي، ولم يكن داعية بل كان "مناضلًا" سياسيًا "عاديًا" وعادي أعني بيها أني لم أعلم له حزب أو مظلة سياسية يدافع عن أراءه تحت رايتها.

من خلال منشوراته التي تظهر للأصدقاء في العامة لاحظتُ أن ثمة تغيّر لحق بفكر الدكتور طه بامكار. لقد ظهر عليه في جزء ما يكتُب طعن واضح في متون الأحاديث والمرويات، ثم بدأ يقدم "نقد" في بعض مرويات الإمام البخاري الواردة في صحيحه، هو يُسميه "نقد" لكن في حقيقة الآمر كان "نقض" ليس كما يدعي. هذا التحول طرأ عليه بوتيرة متزايدة وبشكل سريع جدًا. كان يقدم "نقض" لما يقول أنه محض افتراء، ولا يسند ما يقوله بأدلة وبراهين تُثبت ما يقول به. لم يأتي بأي دليك لا من الكتاب الذي يدعي أنه تدبر آياته وفهمها، أي وصل لمراتب الاجتهاد، ولا من عقله الذي أخذه لذلك "كما يظن أن ما يقوله كان نتيجة قراءة عقليه صرفة لمعانٍ الآيات".

لقد اكتشفت أنه مجرد ناقل عندما دلني أحد الأصدقاء مشكورًا على صفحة كان ينقل منها كل ما يدعي به أنه فهمه من القرآن ولا صلة له بتدبر نص القرآن

عندما كتب منشوره السابق الذكر حول صلاة الجمعة بدأت وكثيرون مثلي بمحاورته حول ما يقول؛ طلبت منه أن يُبرهن عندما يرد. كان يرد دائمًا "يجب عليكم الرجوع للكتاب وقراءته" بدلًا أن يثبت لنا ما يقول ظل طلبه الوحيد من كل محاور على صفحته أن يأتي له بخطبة واحد للرسول صلى الله عليه وسلم خطب بها في الجمعة وهذه حجة واهية ليست علمية ولا حوارية لأنه لم يقرأ ويعرف أن العبادات "العملية" مثبتة بالتواتر، فما باله في عبادة وفي صلاةٍ وردت فيها آيات بينات توضح نسكها، بل سورةٍ كاملةٍ باسمها فأين معرفته بالكتاب الذي يحث الناس بالرجوع إليه؟ أكثر ما كتب الفقهاء كان حول الصلاة. فهل اطلع على كل ما كُتب حولها؟ وإن لم يقرأ فلماذا؟ ثم يأتي بشيء جديد يدحض كل ما كتب أهل الفقه حول الصلاة؟

الدكتور طه رغم الحوار معه على مدى عدّة أيام كان السؤال له ولنفسي أيضًا لماذا اكتشف طه أن الصلاة هذه التي يؤديها ملايين الناس مجرد خدعة؟ ما الذي أيقظه ليرى ذلك؟ وكيف اكتشفها؟ ما الذي استجد في آمر الدين؟ إذا قال أن القرآن يقول بذلك كما يدعي فمنذ متى نزل القرآن؟ ألم يكُن يقرأ القرآن منذ طفولته حتى اليوم الذي اكتشف فيه ذلك؟

لقد اكتشفت أنه مجرد ناقل عندما دلني أحد الأصدقاء مشكورًا على صفحة كان ينقل منها كل ما يدعي به أنه فهمه من القرآن ولا صلة له بتدبر نص القرآن. لقد قرأ مقال لشخص سوري "قرآني" اسمه "علي خيال". لخص هذا الشخص مجموعة مما يدعي أنها "شبهات حول الصلاة" وهي شبهات "القرآنيين" المعلومة لدينا. "وجدت المقال المذكور منشورًا على صفحة الدكتور طه بامكار بتاريخ 1 سبتمبر وقدم له مقدمة موجزة يحث اصدقاءه ومتابعيه بقراءة هذا المقال لأنه مهم للغاية".

كنت مشككًا في أفكاره منذ أن سالته في محاورة حول ذات الموضوع رفض أن يرد على بعض الأسئلة بحجج واهية وغير مقنعة وكان مجرد تهرب منه
كنت مشككًا في أفكاره منذ أن سالته في محاورة حول ذات الموضوع رفض أن يرد على بعض الأسئلة بحجج واهية وغير مقنعة وكان مجرد تهرب منه
 

بعد قراءته لهذا المقال الذي وصفه بالمهم قرر فجأة أن ينكص على عقبيه عما كان يؤمن به طوال حياته التعليمية والعملية حتى بلغ درجة من العلم توج اسمه "بدال" تسبقه. لماذا لم يكتشف أن الصلاة كانت محض تضليل لملايين المسلمون حول العالم يؤمنون بها ويؤدونها بذات الطريقة لما يزيد عن 14 قرنًا؟

أعتقد أنه حرٌ فيما يفكر به وفيهُ، وأن يتبع ما يراهُ صوابًا في طريقة تعبده وتدينه، أو حتى يتركه بالمرة. أن يُصير "قرآنيًا" أو لا دينيًا. لكن يُنبغي له أن يأخذ باقتناع لا بالتقليد الأعمى "نسخ ولصق" للأفكار، وأن يحاور هذا الشخص صاحب هذا الدين الجديد الذي ابتدعه من نفسه، ولم يسبقه له أحدًا من العالمين، وأن يؤمن بأفكاره واراءه التي اقتنع بها، لكن لا أن ينقلب فجأة على هواء النفس دون أي تدقيق أو تمحيص.

كنت مشككًا في أفكاره منذ أن سالته في محاورة حول ذات الموضوع رفض أن يرد على بعض الأسئلة بحجج واهية وغير مقنعة وكان مجرد تهرب منه، حتى اكتشافي له مجرد ناقل، بل مقلد لفكر شخص آخر. اترك له الباب مفتوحًا إن كان هو صاحب هذه الأفكار، ولم يكن سارقًا ومقلدًا لها كما بينت، وأن يرد على هذه الأسئلة الواردة في هذا المقال. أن يرد بمقالٍ طويل يجمع فيهُ كل أفكاره بأدلتها "القرآنية" حسب منهجة، والعقلية بما هداه له تدبره للنص الذي يدعيه. والسلام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.