شعار قسم مدونات

كيف أسس أردوغان لبناء تركيا الحديثة؟

blogs - اردوغان

تعني كلمة أردوغان باللغة التركية الطفل الشجاع، وأردوغان هو الرئيس التركي الثاني عشر. ولد في السادس والعشرون من فبراير من عام 1954، ويعد أول رئيس اختاره الشعب عن طريق الاقتراع العام المباشر. كما انتخب رئيساَ للجمهورية مرة ثانية في انتخابات مبكرة في 24 من يونيو سنة 2018، ليصبح أول رئيس دشن النظام الرئاسي، الرئيس الذي أحبه الكثير داخل وخارج تركيا، ليس لأنه ذو توجه إسلامي فحسب، بل لأنه أوصل تركيا إلى مصاف الدول المتقدمة وذلك في كل المجالات، حيث حقق قفزة نوعية في كل مجال.

الاقتصاد التركي: فقد سجل أعلى معدل نمو في العالم متفوقاً بذلك على دول مجموعة العشرين، وبأربعة أضعاف النمو في الاتحاد الأوروبي. كما نمت الصادرات الأوروبية بمعدلات قياسية، كتصدير الرخام الذي يفوق ثلاث مائة مليون دولار سنوياً. هذا بالإضافة إلى ازدهار إنتاج الزيتون، حيث تستورده 85 دولة حول العالم. إلى جانب ارتفاع قياسي للاستثمارات التركية في الطاقة المتجددة، حيث تعد تركيا أول خمس دول في الطاقة المتجددة. كما عاهد الرئيس أردوغان بإنشاء محطات لتوليد كهرباء تعمل بالفحم المحلي بقدرة عالية جداً، والذي سيوفر 800 ألف فرصة عمل.

الإنجازات الخارجية: أنجزت تركيا بقيادة الرئيس أردوغان ما يفوق 70 مشروعاً في القدس الشرقية، من طرف وكالة تابعة لرئاسة الوزراء التركية بهدف ترميم آثار القدس لحمايتها.

هي تجربة إنسانية للرئيس أردوغان منطلقة من خلفية إسلامية، وأخذت معها تركيا إلى مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات، إنها حقا تستحق أن يتأملها الجميع.

الصناعات العسكرية: عززت تركيا صناعتها العسكرية في عهد أردوغان بدبابة (ألتاي) ذات الصناعة المحلية والتي من المتوقع أن تصل ايراداتها إلى 30 مليار دولار خلال مراحل مختلفة إلى 20 عاماً، والتي جهزت بأحدث أنواع التكنولوجيا. هذا إلى جانب (النحلة السوداء) وهي طائرة تزن 18 غراماً، كانت أولى استخداماتها في عملية (غصن الزيتون). بالإضافة إلى المروحية الهجومية (أتاك ت 129) والتي تتميز بالقدرة على المناورة 360 درجة، وبإمكانها إصابة الأشياء الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة. هذا كله بالإضافة إلى صناعات دفاعية أخرى، كمنصة إطلاق الصواريخ، ومدرعات (يورك) والمساهمة في بناء أول حاملات طائرات تركية بنسبة تقارب السبعين في المائة.

البنية التحتية: بلغت استثمارات البنية التحتية في عهد الرئيس أردوغان 40 في المائة بقيمة 44 مليار دولار، فمطار اسطنبول الثالث وحده يعد أكبر مشروع بنية تحتية في العالم، كما يعد مطار أتاتورك من أكبر مطارات العالم. حيث ما زال يحطم أرقاماً قياسية، فهو الأول أوروبياً من ناحية جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، والأول أوروبياً والسابع عالمياً من حيث نمو الرحلات بالإضافة إلى مشروع نفق ذات المدينة، والذي سيتكون من ثلاث طوابق، كما يشمل هذا النفق الطريق السيار وسكة حديدية. وإنجاز أكبر جسر يربط بين ضفتين في العالم، والذي سيتولى بناؤه أربع شركات تركية. هذا إلى جانب بناء حوالي 9 آلاف جامع خلال العقد الأخير. هذا كله في خضم ما يعرف بمشروع العصر وهو قناة اسطنبول بأهداف عدة أولهما جذب الاستثمارات، وتعزيز فرص الاستفادة من المصيف. كما سجلت مبيعات الشقق في تركيا خلال العقد الأخير ما يفوق تسعة ملايين ونصف من الشقق.

النظام الرئاسي: وفق النظام الرئاسي التركي، أصبح الرئيس رجب طيب أردوغان الذي فاز في انتخابات 24 يونيو/حزيران الجاري، أول رئيس للبلاد يتمتع بصلاحيات جديدة، أهمها:

ـ يصبح رئيس السلطة التنفيذية ويحتفظ بارتباطاته بحزبه السياسي.

ـ يحظى بسلطة إصدار مرسوم رئاسي بشأن كل المسائل المتعلقة بسلطاته التنفيذية.

ـ يتولى الرئيس تعيين كبار مسؤولي الدولة بمن فيهم الوزراء، ويملك صلاحية إقالتهم.

ـ يملك صلاحية تعيين نائب أو نواب الرئيس.

ـ يتولى إعداد قوانين الموازنة العامة بموافقة البرلمان.

ـ يعرض القوانين المتعلقة بتغيير الدستور على استفتاء شعبي.

ـ يتولى الرئيس التركي إعلان حالة الطوارئ في البلاد، ويكون ذلك فقط في حال حصول (انتفاضة ضد الوطن) أو (أعمال عنيفة تعرض الأمة لخطر الانقسام) على أن يصدّق البرلمان على القرار.

ـ يلغي الرئيس بموجب التعديلات الدستورية منصب رئيس الحكومة.

هي تجربة إنسانية للرئيس أردوغان منطلقة من خلفية إسلامية، وأخذت معها تركيا إلى مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات، إنها حقا تستحق أن يتأملها الجميع، لكل هذا يحب الجميع أردوغان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.